منذ الفتح الإسلامي لشمال إفريقيا في القرن الهجري الأول على يد الفاتح الإسلامي الأشهر عقبة بن نافع الفهري ، مؤسس حاضرة القيروان التونسية ، بدأت الحواضر الإسلامية الناشئة من يومها في نواحي الدولة الإسلامية ترتبط بشكل وثيق بالمشرق الإسلامي ، وتحديدا بناحية الحجاز ، حيث المواقع المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة اللتين تهفو إليهما قلوب المؤمنين حيثما كانوا أملا في أداء الشعيرة التعبدية الخامسة في الإسلام " الحج".
ولم تكن " حاضرة شنقيط " موطن المخطوطات الإسلامية والعربية ،وإحدى أعرق المدن العربية الإسلامية ، وواحدة من عواصم الأطراف الجنوبية للصحراء الكبرى الإفريقية ، لم تكن بمعزل عن ذلك الترابط والارتباط بالديار الإسلامية المقدسة في الحجاز.
وقد دفعت شنقيط وساكنتها ضريبة ذلك التعلق الإيماني بالديار المقدسة ،لأن الحرص على إدامة أواصر ذلك التواصل كان يكلف عناء وضنكا لم يجد الشناقطة غضاضة في تحملهما صبرا و قبولا وحبورا لما فيه من أجر وثواب دنيا وأخرى .
وحيث إن الإنسان الشنقيطي ينشأ في بيئة صحراوية جافة وعسيرة العيش ، فإنه لا يكاد يبلغ الحلم حتى يجد نفسه، ملما بعدة متون " منتقاة " من عيون التراث العربي الإسلامي ،وهو المخزون الذي تفخر باحتضانه ورعايته عبر العصور المحاظر الشنقيطية .
وإذ ذاك لا يبقي لهذا الإنسان الشنقيطي إلا أن يتوج عطاء شبابه برحلة العمر أداءً لمناسك الحج قربى إلى رب العالمين سبحانه ، واستزادة من معين العلم ، الذي هو فريضة واجبة الأداء من المهد إلى اللحد .
غير أن ركاب الحج الشنقيطية كانت تنتظم وفقا لاتجاهات وخطوط سير مختلفة ومتباعدة نسبيا ، من أهمها :
· طريق ينطلق من مدينة شنقيط في عمق الشمال الموريتاني ، في اتجاه المغرب الأقصى ) فاس ( والجزائر ) توات ، تلمسان ...( و تونس) القيروان ..( وليبيا ) طرابلس ، برقه ..( ومصر) القاهرة ، البحر الأحمر ..( وصولا إلى الحجاز . ويتميز هذا الاتجاه بكونه خفيف العناء على الحاج الشنقيطي ، إذ من الواضح انه يعبر به الحواضر العربية الإسلامية التي لا يجد هذا الحاج كبير صعوبة في التكيف والتواصل معها تذليلا لوعثاء السفر وطوله ..
· طريق يسلكه الشناقطة ويولون وجوههم من بدايته شطر الحواضر الإسلامية الإفريقية المجاورة ،من مالي " باماكو ، سيكاسو .." ، وبعد ذلك يتوغلون في المجاهل الإفريقية وصولا إلى الكونغو " برازفيل " ، ورجوعا إلى النيجر " نيامي ، أغادز ، طاوا.." ، ونيجيريا" كانو .." وقد يتفرع الطريق شمالا جزئيا إلى تشاد " فورلمي ، آبشه .." ، وانتهاء من كل المحاور إلى السودان الشرقي " دارفور ، الخرطوم ، كردفان ، بحر الغزال..كسلا.." ، إما إلى ميناء البحر الأحمر ، أو دخولا إلى مصر لقاصدي الأزهر الشريف ، ثم التكملة من هناك إلى الحجاز ..وهكذا !
غير أن ما يميز هذا الاتجاه هو طوله الزمني النسبي ووعورته وتعاظم المخاطر التي تكتنفه ، والتي طالما وضعت حدا بين الكثيرين من الحجيج الشنقيطي وبين حلمهم في زيارة الأماكن المقدسة ، حيث يعانون وهم سائرون إليها من عدم القدرة على التعاطي مع أقاليم مناخية مختلفة ومتباينة جذريا مع المناخ الصحراوي الذي صدر عنه الشناقطة وترعرعوا فيه ..!!
وكثيرا ما كانت الركاب الشنقيطية مكونة من أناس مختلفين من حيث العمر والقبيلة والجهة ..الخ ، كما تحوي أجيالا من الشباب والشيوخ والنساء ، وقد تستغرق رحلة الحج ، التي لا تثنيها عوادى الزمن ، شهورا بل سنة على الأقل غالبا بالنظر إلى كونه حج " السير على الأقدام "!
إلا أن ما وثقه التاريخ عن يوميات الشناقطة أن هذه الرحلات " الحجية" كثيرا ما أدت بالشناقطة الى الثواء في أماكن معينة على طريق الحج . مع ما يفترضه ذلك من مواجهة ما تتطلبه عملية ابتداء الحياة هناك من " غرباء الحج" ، الشيء الذي أدى مع الزمن إلى اندماج اجتماعي في تلك المجتمعات والشعوب ، وذلك ما أوجد بعض الجذور و " البذور" الشنقيطية في مواقع معينة ومتباعدة في إفريقيا جنوب الصحراء وفي شرق القارة وشمالها وفي الحجاز و بلاد الشام والعراق وتركيا .
وربما هذا ما يفسر " ادعاء" كثير من الأقوام والشعوب والقبائل الإفريقية أنها تحتفظ بـ"آثار الشناقطة"! ، وأحفاد ذلك الرعيل الأول من الحجيج الشنقيطي ، الذي وضع لبنة عادة الهجرة المقدسة من شنقيط إلى الحجاز مرورا بالغابات والأحراش والأدغال الإفريقية ..!
بل وأكثر من ذلك فإن هذا هو السبب في كون الكثير من مواطني تلك الدول ، المشار إليها في جغرافية الطريق إلى الحج ،يتباهون بأصولهم التاريخية الشنقيطية، سواء كان ذلك صريحا كما هو الحال في مالي والنيجر والسودان وليبيا ، أم كان ذلك ضمنيا كما هو في دول أخرى حتى من خارج إفريقيا كالأردن وتركيا مثلا لا حصرا ..
وفي نفس السياق ، حكي لي أبتي العلامة الفقيه الراحل إدوم ولد نافع ، قدس الله سره ، قصته مع ركاب الحج الشنقيطية ، حيث إنه لما أكمل " إجازات" دراساته التقليدية المحظرية ، كما هو دأب شباب الحوض في تلك الربوع في خمسينيات القرن العشرين ، اعتزم نية الهجرة للحج ، وصحب لذلك "رفقة" تنوي الشيء ذاته ، وحين توغلوا في العمق الإفريقي ، تفرقت بهم بنيات الطريق أثناء الرحلة المقدسة ، ومرض بعض الحجاج بسبب عض الناموس والباعوض المنتشر في البيئة الإفريقية ، ومات البعض الآخر الذي لم يقوى على المقاومة ، وخارت عزائم البعض فتريث في الطريق وكون أسرا جديدة وبدأ حياة أخرى في هذه المحطة أو تلك ، وكان العدد البسيط على أصابع اليد هو من تمكن من الرسو على شاطئ الأمان " الوصول إلى السودان" ، الذي كان يعني بمقياس تلك الأيام إنجاز تسعين في المائة من المهمة ونيل الأرب في بلوغ الحجاز!
ولأن مثل هذه الرحلات متخمة بالمواقف العصيبة واللحظات المليئة بالعثرات الكؤود التي تجعل المرء يوقن – في لحظة يأس- أن ملامسة الثريا أقرب إليه من بلوغ الحجاز ، فقد عمد الكثير من العلماء والصلحاء الشناقطة إلى " توثيقها" حالما تسنح الفرصة لذلك ، وذلك من أجل أن ينقل للأهل والأجيال الطالعة تجربته في الحج ومعاناته في سبيله ، من أجل أخذ العبرة والدروس .
ومن أولئك الذين " دونوا" رحلاتهم الحجية العلامة محمد يحي الولاتي في رحلته الحجازية ، وكذا العلامة ولد اطوير الجنة ، وغيرهم كثير ، وهي مؤلفات نفيسة تصنف بجدارة ضمن أدب الرحلات والأسفار !!
إن الجيل الموريتاني الحالي ، وهو يشمر السواعد لبناء موريتانيا "الجديدة " ، لا يجب عليه أن ينسى أو يتناسي جهود أسلافه ، الذين كانوا يصدرون من مجال جغرافي صحراوي لا دولة فيه ذات منعة يقدمون أنفسهم من خلالها ، بل إنهم قدموا أنفسهم بسمتهم وعلمهم وأخلاقهم - فحسب- لعالمهم الذي عايشوه في تلك الأزمان الغابرة ، ويبدو أنهم كانوا مقنعين إلى حد كبير ، بدليل " الإرث المعنوي" الذي خلفوه ذكرا ومآثرا لا تزال محسوسة على خطي آثارهم حتى اليوم .
إن ذلك يمكن التأسيس عليه في بناء مقاربات حول دور الشناقطة الحاليين في محيطهم وعالمهم ، يمكن أن يركنوا إلى ما خلفه آباؤهم للاستفادة منه في التطوير ولعب دور يتماشي مع معطيات الراهن المعيش ، وبدون ذلك فلا قيمة للانتساب إلى كل ذلك التاريخ ، بل إنه قد يكون لعنة تلاحقنا على نحو لا نقبله أو نرضاه .
أخيرا وليس بآخر ، فإن ركاب الحج الشنقيطية ، كغيرها من ركاب الحج الإسلامية الأخرى ، لعبت دورا تاريخيا في توطيد ركائز اللحمة بين المسلمين ، وعملت على نسج وشائج القربي الاجتماعية التي كانت تكبر مع الزمن حتى أدت إلى هذا التقدير الكبير الذي يلقاه أحفاد الشناقطة أينما حلوا ،وفاءً لذكري شمائل أجدادهم الذين مروا من هناك في تلك الأيام الخوالي ...
ولم تكن " حاضرة شنقيط " موطن المخطوطات الإسلامية والعربية ،وإحدى أعرق المدن العربية الإسلامية ، وواحدة من عواصم الأطراف الجنوبية للصحراء الكبرى الإفريقية ، لم تكن بمعزل عن ذلك الترابط والارتباط بالديار الإسلامية المقدسة في الحجاز.
وقد دفعت شنقيط وساكنتها ضريبة ذلك التعلق الإيماني بالديار المقدسة ،لأن الحرص على إدامة أواصر ذلك التواصل كان يكلف عناء وضنكا لم يجد الشناقطة غضاضة في تحملهما صبرا و قبولا وحبورا لما فيه من أجر وثواب دنيا وأخرى .
وحيث إن الإنسان الشنقيطي ينشأ في بيئة صحراوية جافة وعسيرة العيش ، فإنه لا يكاد يبلغ الحلم حتى يجد نفسه، ملما بعدة متون " منتقاة " من عيون التراث العربي الإسلامي ،وهو المخزون الذي تفخر باحتضانه ورعايته عبر العصور المحاظر الشنقيطية .
وإذ ذاك لا يبقي لهذا الإنسان الشنقيطي إلا أن يتوج عطاء شبابه برحلة العمر أداءً لمناسك الحج قربى إلى رب العالمين سبحانه ، واستزادة من معين العلم ، الذي هو فريضة واجبة الأداء من المهد إلى اللحد .
غير أن ركاب الحج الشنقيطية كانت تنتظم وفقا لاتجاهات وخطوط سير مختلفة ومتباعدة نسبيا ، من أهمها :
· طريق ينطلق من مدينة شنقيط في عمق الشمال الموريتاني ، في اتجاه المغرب الأقصى ) فاس ( والجزائر ) توات ، تلمسان ...( و تونس) القيروان ..( وليبيا ) طرابلس ، برقه ..( ومصر) القاهرة ، البحر الأحمر ..( وصولا إلى الحجاز . ويتميز هذا الاتجاه بكونه خفيف العناء على الحاج الشنقيطي ، إذ من الواضح انه يعبر به الحواضر العربية الإسلامية التي لا يجد هذا الحاج كبير صعوبة في التكيف والتواصل معها تذليلا لوعثاء السفر وطوله ..
· طريق يسلكه الشناقطة ويولون وجوههم من بدايته شطر الحواضر الإسلامية الإفريقية المجاورة ،من مالي " باماكو ، سيكاسو .." ، وبعد ذلك يتوغلون في المجاهل الإفريقية وصولا إلى الكونغو " برازفيل " ، ورجوعا إلى النيجر " نيامي ، أغادز ، طاوا.." ، ونيجيريا" كانو .." وقد يتفرع الطريق شمالا جزئيا إلى تشاد " فورلمي ، آبشه .." ، وانتهاء من كل المحاور إلى السودان الشرقي " دارفور ، الخرطوم ، كردفان ، بحر الغزال..كسلا.." ، إما إلى ميناء البحر الأحمر ، أو دخولا إلى مصر لقاصدي الأزهر الشريف ، ثم التكملة من هناك إلى الحجاز ..وهكذا !
غير أن ما يميز هذا الاتجاه هو طوله الزمني النسبي ووعورته وتعاظم المخاطر التي تكتنفه ، والتي طالما وضعت حدا بين الكثيرين من الحجيج الشنقيطي وبين حلمهم في زيارة الأماكن المقدسة ، حيث يعانون وهم سائرون إليها من عدم القدرة على التعاطي مع أقاليم مناخية مختلفة ومتباينة جذريا مع المناخ الصحراوي الذي صدر عنه الشناقطة وترعرعوا فيه ..!!
وكثيرا ما كانت الركاب الشنقيطية مكونة من أناس مختلفين من حيث العمر والقبيلة والجهة ..الخ ، كما تحوي أجيالا من الشباب والشيوخ والنساء ، وقد تستغرق رحلة الحج ، التي لا تثنيها عوادى الزمن ، شهورا بل سنة على الأقل غالبا بالنظر إلى كونه حج " السير على الأقدام "!
إلا أن ما وثقه التاريخ عن يوميات الشناقطة أن هذه الرحلات " الحجية" كثيرا ما أدت بالشناقطة الى الثواء في أماكن معينة على طريق الحج . مع ما يفترضه ذلك من مواجهة ما تتطلبه عملية ابتداء الحياة هناك من " غرباء الحج" ، الشيء الذي أدى مع الزمن إلى اندماج اجتماعي في تلك المجتمعات والشعوب ، وذلك ما أوجد بعض الجذور و " البذور" الشنقيطية في مواقع معينة ومتباعدة في إفريقيا جنوب الصحراء وفي شرق القارة وشمالها وفي الحجاز و بلاد الشام والعراق وتركيا .
وربما هذا ما يفسر " ادعاء" كثير من الأقوام والشعوب والقبائل الإفريقية أنها تحتفظ بـ"آثار الشناقطة"! ، وأحفاد ذلك الرعيل الأول من الحجيج الشنقيطي ، الذي وضع لبنة عادة الهجرة المقدسة من شنقيط إلى الحجاز مرورا بالغابات والأحراش والأدغال الإفريقية ..!
بل وأكثر من ذلك فإن هذا هو السبب في كون الكثير من مواطني تلك الدول ، المشار إليها في جغرافية الطريق إلى الحج ،يتباهون بأصولهم التاريخية الشنقيطية، سواء كان ذلك صريحا كما هو الحال في مالي والنيجر والسودان وليبيا ، أم كان ذلك ضمنيا كما هو في دول أخرى حتى من خارج إفريقيا كالأردن وتركيا مثلا لا حصرا ..
وفي نفس السياق ، حكي لي أبتي العلامة الفقيه الراحل إدوم ولد نافع ، قدس الله سره ، قصته مع ركاب الحج الشنقيطية ، حيث إنه لما أكمل " إجازات" دراساته التقليدية المحظرية ، كما هو دأب شباب الحوض في تلك الربوع في خمسينيات القرن العشرين ، اعتزم نية الهجرة للحج ، وصحب لذلك "رفقة" تنوي الشيء ذاته ، وحين توغلوا في العمق الإفريقي ، تفرقت بهم بنيات الطريق أثناء الرحلة المقدسة ، ومرض بعض الحجاج بسبب عض الناموس والباعوض المنتشر في البيئة الإفريقية ، ومات البعض الآخر الذي لم يقوى على المقاومة ، وخارت عزائم البعض فتريث في الطريق وكون أسرا جديدة وبدأ حياة أخرى في هذه المحطة أو تلك ، وكان العدد البسيط على أصابع اليد هو من تمكن من الرسو على شاطئ الأمان " الوصول إلى السودان" ، الذي كان يعني بمقياس تلك الأيام إنجاز تسعين في المائة من المهمة ونيل الأرب في بلوغ الحجاز!
ولأن مثل هذه الرحلات متخمة بالمواقف العصيبة واللحظات المليئة بالعثرات الكؤود التي تجعل المرء يوقن – في لحظة يأس- أن ملامسة الثريا أقرب إليه من بلوغ الحجاز ، فقد عمد الكثير من العلماء والصلحاء الشناقطة إلى " توثيقها" حالما تسنح الفرصة لذلك ، وذلك من أجل أن ينقل للأهل والأجيال الطالعة تجربته في الحج ومعاناته في سبيله ، من أجل أخذ العبرة والدروس .
ومن أولئك الذين " دونوا" رحلاتهم الحجية العلامة محمد يحي الولاتي في رحلته الحجازية ، وكذا العلامة ولد اطوير الجنة ، وغيرهم كثير ، وهي مؤلفات نفيسة تصنف بجدارة ضمن أدب الرحلات والأسفار !!
إن الجيل الموريتاني الحالي ، وهو يشمر السواعد لبناء موريتانيا "الجديدة " ، لا يجب عليه أن ينسى أو يتناسي جهود أسلافه ، الذين كانوا يصدرون من مجال جغرافي صحراوي لا دولة فيه ذات منعة يقدمون أنفسهم من خلالها ، بل إنهم قدموا أنفسهم بسمتهم وعلمهم وأخلاقهم - فحسب- لعالمهم الذي عايشوه في تلك الأزمان الغابرة ، ويبدو أنهم كانوا مقنعين إلى حد كبير ، بدليل " الإرث المعنوي" الذي خلفوه ذكرا ومآثرا لا تزال محسوسة على خطي آثارهم حتى اليوم .
إن ذلك يمكن التأسيس عليه في بناء مقاربات حول دور الشناقطة الحاليين في محيطهم وعالمهم ، يمكن أن يركنوا إلى ما خلفه آباؤهم للاستفادة منه في التطوير ولعب دور يتماشي مع معطيات الراهن المعيش ، وبدون ذلك فلا قيمة للانتساب إلى كل ذلك التاريخ ، بل إنه قد يكون لعنة تلاحقنا على نحو لا نقبله أو نرضاه .
أخيرا وليس بآخر ، فإن ركاب الحج الشنقيطية ، كغيرها من ركاب الحج الإسلامية الأخرى ، لعبت دورا تاريخيا في توطيد ركائز اللحمة بين المسلمين ، وعملت على نسج وشائج القربي الاجتماعية التي كانت تكبر مع الزمن حتى أدت إلى هذا التقدير الكبير الذي يلقاه أحفاد الشناقطة أينما حلوا ،وفاءً لذكري شمائل أجدادهم الذين مروا من هناك في تلك الأيام الخوالي ...
1 التعليقات:
إرسال تعليق