بمناسبة الذكرى الــ 52 لعيد الاستقلال الوطني المجيد، انطلقت فعاليات افتتاح الموسم الثقافي الأول المنظم من طرف مكتب هيئة التدريس بالتعاون مع الجامعة.
و قد تميز حفل الافتتاح بحضور السلطات الإدارية و الأمنية و الجهوية بالولاية إضافة إلى الطاقم الإداري و الأكاديمي و اساتذة و طلاب الجامعة ، و جمهور غفير من سكان الولاية .
وقد بدأت الفعاليات بتلاوة آيات من الذكر الحكيم تلاها الدكتور أحمد كوري ولد يابه أستاذ علوم القرآن الكريم بكلية الشريعة ، بعد ذلك تحدث الدكتور سيدي محمد ولد الجيد رئيس مكتب أعضاء هيئة التدريس بالجامعة ، و أخيرا كلمة الدكتور محمدو ولد المرابط رئيس الجامعة بالنيابة.
بعد ذلك فتح مجال الندوة العلمية الأولى المعنونة :" موريتانيا من المقاومة إلى الدولة .. التحديات و الآفاق" ، حيث تولي إدارتها الدكتور أحمد دوله ولد محمد الأمين عميد كلية اللغة العربية و العلوم الإنسانية .
و اشتملت الندوة على ثلاثة عروض :
العرض الأول : موريتانيا من الاحتلال الى المقاومة للدكتور محمد ولد سيدي محمد ، أستاذ التاريخ الإسلامي بكلية اللغة العربية و العلوم الإنسانية.
حيث حدد المفاهيم العامة للموضوع ، وأبرز أهم الصعوبات التي تواجه الباحثين عند دراسة إشكالية المقاومة في موريتانيا ، ثم تناول مراحل المقاومة العسكرية التي تم تقسيمها إجرائيا إلى ثلاثة مراحل . ثم تطرق المحاضر للمقاومة الثقافية مستعرضا بعد ذلك مكامن الخلل و نقاط الضعف التي واجهتها المقاومة إجمالا ، مختتما بمجموعة من التوصيات ركزت على ضرورة وضع نصب تذكاري لأبطال المقاومة و للمعارك التي خاضوها ، مع الإشادة بضرورة إعطاء الجانب الإعلامي ( الإذاعة و التلفزيون) لتلك المعارك حسب تاريخها.
المحور الثاني : استراتيجيات و برامج التنمية للدكتور أحمد ولد نافع ، أستاذ و رئيس قسم الاقتصاد الاسلامي بكلية الشريعة.
و قد قسم المحاضر مكونات عرضه الى تناول الاستراتيجيات التنموية خلال الفترة 1960-1985 . ثم إشكالية التنمية وفقا لمنظور مؤسسات بريتون وودز ( برامج الاصلاح الاقتصادي و التكيف الهيكلي) خلال الفترة 1985- حتى الآن .
كما قدم المحاضر عرضا تفصيليا لأهم النتائج المترتبة على تجربة نصف قرن من محاولات التنمية . ثم خلاصات و توصيات عامة تثير المزيد من الاسئلة و النقاش بين الباحثين و المهتمين و صناع القرار حول سؤال التنمية إلى أين في موريتانيا ..
المحور الثالث : موريتانيا بين التحديات الراهنة و الآفاق المستقبلية للدكتور سيدي محمد ولد الجيد ، أستاذ علم الاجتماع في كلية اللغة العربية و العلوم الإنسانية .
حيث بدأ المحاضر بملاحظات أولية ثمن فيها مكسب الإستقلال و قيام الدولة الوطنية ، انطلاقا من اعتباره أن الوضع القائم آنذاك و المتسم بالغياب التاريخي للسلطة المركزية ( بلاد السيبة ) لم يكن يطمئن على مستقبل هذه البلاد ، و أن الكثير من التحديات التي تواجهها الدولة الموريتانية اليوم ذات علاقة بشكل أو بآخر بظروف النشأة و ما قبلها ، و أن السبيل الأنجع للوعي بحجم و خطورة هذه التحديات يكمن في تعدد و تراكم التداول و التبادل حولها ، في حين أن مسؤولية احتوائها و تجاوزها تطال الجميع .
بعد ذلك تطرق المحاضر إلى التحديات الراهنة و أبرزها الجوانب الأمنية ( الإرهاب ، التطرف و الغلو ، و الهجرة السرية ، هشاشة الأمن الغذائي .. الخ ) و من التحديات السياسية ( التجاذبات السياسية الحادة بين الفرقاء السياسيين ، ضمور مفهوم الدولة و غياب روح المصلحة العامة ، ضعف المواطنة و أسبقية الولاءات ما قبل الدولة ، غياب التنشئة السياسية ..الخ )، و من التحديات الاقتصادية ( ضعف البنية التحتية ، تغلغل ثقافة الفساد ، ضعف الإنتاج الفلاحي و غياب التصنيع ، و بدائية القطاع الخاص ) و من التحديات الثقافية ( الأمية و تدني المستويات التعليمية ، استقالة النخبة المثقفة عن دورها ، محدودية التداول الثقافي إنتاجا و استهلاكا ، غياب البحث العلمي و إكراهات العولمة الثقافية و الاجتماعية ). و من التحديات الاجتماعية ( الفقر و البطالة وضعف الوعي المدني و الاجتماعي ، و ازدواجية البناء الطبقي و مخلفات الرق ) ، و من التحديات البيئية ( ضعف مخزون المياه الجوفية ، الجفاف و زحف الرمال ، ارتفاع منسوب البحر ، الـتأثيرات البيئية الناتجة عن الصناعات الاستخراجية ، و غياب الثقافة البيئية ).
0 التعليقات:
إرسال تعليق