الخليج الثقافي يسائل العلاقة المتوترة بين الثقافة و الثورة بعد مرور سنتين على ما وصفه الإعلام بــ" الربيع العربي"!
أجاب العبد الفقير إلى رحمة مولاه ، ضمن كوكبة من مثقفي وكتاب الأمة على ذلك السؤال الإجابة التالية ، المنشورة في عدد يوم 17 دوجمبر 2012 :
يذهب الفيلسوف غرامشي إلى أن المثقف العضوي هو المثقف المتبني لقضايا الجماهير وانشغالات الناس الحقيقية وتلك هي شرعيته الأكيدة التي بها يكون ومن دونها لا يكون، ولهذا فإن المثقف العربي تفاعل “بسرعة” مع شرارة البوعزيزي التي كانت أطلقت الربيع الثوري في تونس الخضراء من قمقمه .
وكان المثقفون في أعماق المشهد الثوري في تونس، لأن الوضع السياسي القائم حينئذ اتسم في بعض تمظهراته بخنق للحريات وتضييق على الرأي والتعبير، وهو ما دفع ثمنه الكثيرون من الحاملين للهم الفكري والثقافي والسياسي . رغم أن تونس، من باب الأمانة العلمية والموضوعية المجردة، كانت تحقق - سنوياً - معدلات مرتفعة للتنمية البشرية، وكانت تنافسية الاقتصاد التونسي موضع فخر واعتزاز وزهو في تقارير وكالات التنمية، مما ضمن لتونس مكانة متقدمة في صدارة الاقتصادات الإفريقية الصاعدة الواعدة .
وبعد أن أزهر ربيع تونس الذي ما فتئ أن عمّمه الإعلام ليكون عربياً بعد أن سارت مصر النهج الربيعي نفسه، وهكذا أورق الربيع حكومات انتقالية في سياق تحولات سياسية وفكرية واجتماعية علقت عليها آمال جسام في تحسين أوضاع الشعوب في تلك البلدان، غير أن نتائج “الحصاد الربيعي” إذا جاز الوصف لم تصل إلى مرحلة جني الورود، بل ما زالت الأشواك هنا وهناك في أكثر من مكان .
ولعل ذلك هو السبب الرئيس في ما يومئ إليه السؤال من غياب للأعمال الإبداعية أو الفكرية المميزة التي تليق وجدانياً بمناخات الربيع، لأن عملاً إبداعياً عن تلك الأحداث التي ما تزال ارتداداتها مستمرة لحد الساعة لن يكون أكثر من مرثية لحالات الاحتضار وليس انبلاجاً لفجر الحرية المرغوب فيه.
و لمطالعة كافة ردود الإخوة المثقفين و الكتاب اللامعين العرب يمكن تصفح ذلك عبر الرابط التالي :
http://www.alkhaleej.ae/portal/05edf430-d4ed-4ed0-9939-3728084363ca.aspx
0 التعليقات:
إرسال تعليق