كانت زيارتي للعاصمة الاقتصادية انواذيبو هذا العام مختلفة تماما عن زيارتي لها قبل أزيد من عقد من الزمان !
حيث لم أكن متعجلا كما كنت في المرة الأولى التي لم تزد عن أيام الزيارة التقليدية ، بينما الآن كنت متأنيا و حريصا على اكتشاف هذه المدينة الساحلية الجميلة و العاصمة الاقتصادية للبلاد حاضنة المنطقة الحرة الأولى في موريتانيا.
و قد أكرمني الله بأن حضرت فيها صلاة عيد الأضحي المبارك في المصلي الجهوي الجامع المخصص لذلك بدعوة خاصة من أخي الأكبر الأستاذ العلامة اللغوي الأديب الفقيه الأريب الفهامة الأستاذ محمد الأمين ولد عبدي سالم ( لبني) إمام الجامع العتيق بانواذيبو ، الذي حرص - جزاه الله خيرا- على إجلاسي في الصف الأمامي إلى جانب السادة الوالي المساعد و حاكم المدينة المساعد و عمدتها و الشخصيات العمومية الوازنة و القادة الأمنيين و العسكريين و أعيان المدينة .
و كانت فرصة طيبة للقاء المذكورين بعد انتهاء خطبة العيد السعيد للتعارف و تبادل التحايا و السلام فشكرا ثم شكرا ثم شكرا للسيد الأخ الكريم لبني عبدي سالم ، الذي يحظى - حمداً لله تعالى - باحترام الجميع و تقديره و إكباره ، و هو يستحق كل ذلك و زيادة!
كما زارني في مقر إقامتي الدكتور المهندس بشركة اسنيم الحافظ لكتاب الله الأخ الكريم محمد نافع المختار آكه و أهداني كتابه الذي حقق فيه القصيدة التوسلية المسماة" القمحية!" للفقيه الولي الصالح محمد قلي ولد ابراهيم البكري ، أحد بناة مدينة شنقيط التاريخية . و هي القصيدة المخلّدة لأول نص شعري فصيح لأهل هذه البلاد قبل قرون.
كما التقيت أحد طلاب الكلية في مرحلة الدراسات العليا (ماستر المعاملات المصرفية الإسلامية) وهو الأخ الشيخ أحمدو الطلبة ، الذي يدير المحطة الجهوية للإذاعة الوطنية بانواذيبو، الذي كان دليلي جزاه الله خيرا للبحث عن مقر مناسب للإقامة في حي دبي الساحلي ، و الشكر موصول له على جهوده ووقته الثمين.
و التقيت أيضا بعض زملائي الوافدين - وهذا مصطلح خاص في دلالته وهو تسمية تختصر وصفا للطلبة غير الليبيين الدارسين في الجامعات و المعاهد العليا في عهد الجماهيرية الليبية ما قبل سنة 2011 م - وهم على التوالي :
- الأخ و الزميل الشيخ أحمد مالك التلمودي ، أحد الأطر البارزين في المنطقة الحرة منذ تأسيسها .
- الأخ و الزميل المهندس سيدى عال ، وهو أحد المهندسين الدوليين الكبار في مجال هندسة الاتصالات الحديثة وما يتعلق بها و يدير شركة متخصصة في هذا المجال في غرب افريقيا و مقرها في واغادوغو ببوركينا فاصو.
كما التقيت ببعض أصدقاء الطفولة المقيمين بانواذيبو كالشريف أحمد نافع (اللحه) و إدوم عبدوتي ، وقد كان لقاؤهما فرصة للصلة و استذكار كثير من القضايا ذات الاهتمام المشترك ( بلغة أهل السياسة!).
كما التقيت بأخي المهندس المختار ولد محمد ولد الخضر ، الذي يعمل هناك في إحدى الشركات التابعة ل " اسنيم".
و أخيرا و ليس آخرا التقيت أيضا أخي الأكبر محمد الامين بيسق ،الضابط بالشرطة الوطنية ، ورغم حجم انشغالاته و ارتباطاته أصر على الزيارة واللقاء ، فله الشكر و الامتنان .
و خرجت بانطباع أن عاصمتنا الاقتصادية انواذيبو من أجمل مدن البلاد ، و يمكن أن تكون قبلة للسياحة الداخلية و الخارجية ، و قاطرة للتنمية المستديمة و قطبا إقليميا للتجارة الدولية من خلال تطوير أداء المنطقة الحرة و تحسينه ، على غرار المناطق الحرة بالعالم ، حتى تنجح في جذب و استقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة ، و هو أمر ممكن و ليس بالمستحيل إذا ما وجدت الإرادة الصادقة و العزيمة الصلبة التي تقهر الصعاب ! وقد أرجع بتفصيل أكبر إلى بعض الجوانب الخاصة من هذه الزيارة في وقت آخر ، و الحمد لله ..ولله الأمر من قبل و من بعد.
0 التعليقات:
إرسال تعليق