بقلم - د.أحمد ولد نافع
باحث و أستاذ جامعي
هل ستكون فرصة جديدة لبلسمة الجراح ..!!
المرشح ابراهيم بوبكر كيتا (68 عاما) مؤسس حزب التجمع من أجل مالي ..يجتاز للشوط الثاني في الانتخابات الرئاسية المالية 2013 بنسبة 39.23% أي بفارق كبير يناهز 20% عن أقرب منافس له غريمه اسماعيل سيسي ( صومايلا سيسي) ، رئيس حزب الاتحاد من أجل الجمهورية و الديمقراطية في مالي ، الذي حل ثانيا بنسبة 19.44% ..
أما زعيم حزب التحالف من أجل الديمقراطية في مالى ( وهو يوصف بأنه أكبر الأحزاب المالية ، و يختصر بالفرنسية الى "آديما") المرشح عبد الرحمن دامبلي ( درامان دامبلي) فقد حل ثالثا بنسبة 9.59% .
أما الترتيب الرابع فقد حل فيه المرشح موديبو سيديبي ، وهو رئيس وزراء سابق مثل ابراهيم بوبكر كيتا ، بنسبة 4.9%..
بينما تقاسم باقي المرشحين و عددهم 23 ما فضل من أصوات الناخبين في مالى الذين كانت نسبة مشاركتهم الإجمالية حوالي 51.5% ( أي حوالي 3520242 من أصل 6829696 هم مجموع الناخبين ) .
تأتي هذا النتائج لتضع حدا للجدل " الانتخابي" الذي استعر بعد توارد الأنباء عن سحق " ابراهيم بوبكر كيتا" (أو اختصار بالفرنسية إي بي كا ، وهي الاحرف الاولى من إسمه الثلاثي) لمنافسيه وفوزه من الجولة الأولى ، الشيء الذي كاد أن يسبب التوتر الجدّي لمنافسيه و خصوصا معسكر اسماعيل سيسي الذي عاش في الأيام القليلة الماضية تحت الصدمة و قارب أن يفقد صوابه لو لم يتأهل للشوط الثاني !!..
و يري المتابعون للانتخابات الرئاسية المالية أن حظوظ المرشح ابراهيم بوبكر كيتا ستتضاعف أكثر في الشوط الثاني ، بسبب أن كبار الداعمين الانتخابيين له سيجدون وقتا إضافيا لاستقطاب المزيد من الاصوات ، إضافة إلى قوة احتمال حصوله على تحالفات سياسية جديدة مع بعض منافسيه و أصدقائه السابقين الذين حصلوا على الترتيبين الثالث و الرابع ، مما يجعله يعزز فرص نجاحه بشكل مريح في الشوط الثاني المقرر في الــ11 من الشهر الجاري ..
و ربما تكون جسامة التحديات التي تنتظر الرئيس المالي المنتظر هي العامل الحاسم في كسب ود الناخبين في مالي ، الذين عانوا في الشهور الماضية من انقسام دولتهم أو تكاد بفعل سيطرة بعض المجموعات التكفيرية المتفرعة من تنظيم القاعدة و مشتقاته على شمال مالي و استماتتهم في التوغل جنوبا لضم المزيد من الأراضي بما في ذلك العاصمة باماكو التي اقتربوا منها قبل أن يباغتهم التدخل العسكري الفرنسي الذي قوض أحلامهم نهائيا!
إن ملفات استقرار الجمهورية المالية و الرفع من مستوى أداء اقتصادها الذي انهار بسبب الحرب و الارهاب و مضاعفاتهما ، و قضية المصالحة في شمال مالي مع سكان إقليم أزواد المطالبين بالعدل و الانصاف و حتى تقرير المصير منذ استقلال الدولة المالية في ستينيات القرن الماضي ..ربما تكون من أكثر القضايا إلحاحا في أجندة الرئيس المالي الذي تتضافر المؤشرات أنه ربما يكون " ابراهيم بوبكر كيتا" ، المتمتع بحنكة سياسية و تجربة طويلة قادته من باحث في المركز الوطني للبحوث العلمية في باريس و أستاذ تعليم عالي في جامعة باريس 1 الى مستشار للصندوق الاروبي و بعد ذلك اختير لرئاسة الوزراء و بعد ذلك لرئاسة البرلمان ..
فهل سيشكل فوز المرشح ابراهيم بوبكر كيتا فرصة تاريخية حقيقية تفتح أملا للماليين ليبلسموا بعض جراجهم النازفة ..ذلك هو السؤال الخطير الذي تتكفل الأيام بالإجابة عليه ..و إن غدا لناظره قريب!
0 التعليقات:
إرسال تعليق