سألني " الخليج الثقافي" ، الذي يصدر كملحق لجريدة الخليج الإماراتية ضمن تحقيق يجريه ، عن دور وزارات الثقافة في خلق مجتمع المعرفة ، و قيمة و أهمية الشبكة العالمية للمعلومات ( الانترنت ) لدي المستخدم العربي ، فأجبت بمايلي :
يعلم الكثيرون أن مصطلح “مجتمع المعرفة” جديد نسبياً، غير أن تقاطعات المعنى الذي يحيل إليه المفهوم قطعا تتوكأ على تاريخ ربما يعود إلى البدايات الأولى لتأسيس وزارات الثقافة في كل دولة عربية منذ منتصف الستينات من القرن الماضي” .
إن الترويج الهائل لمجتمع المعرفة وجعله هدف الأهداف للمؤسسات الثقافية العربية يظهر عملياً عنق الزجاجة الذي انحشرت فيه تلك المؤسسات على نحو يبين فشلها الذريع في بلوغ أهدافها في خدمة الثقافة، وتعميم المعرفة التي قيل إنها حق طبيعي لكل إنسان .
فعلي الرغم من أن هناك على الأقل إحدى وعشرين وزارة ثقافة أو أكثر على امتداد الساحة العربية، ولدى كل واحدة سياسة ثقافية مفترضة نظرياً، ومن أجل تنفيذها رصدت أموال وإمكانات معتبرة .
وتظهر الإحصاءات والتقارير أن الاقتصاد المعرفي بمعنى المعرفة منظوراً إليها باعتبارها اقتصادا للدولة بات يشكل متغيراً رئيساً في الكثير من الدول، مثل النمور الآسيوية، التي قطعت مراحل مهمة وتمكنت بوسائل أن تحقق مجتمعات معرفة حقيقية تسهم في تقدم العلوم والمعارف وتطوير المنتج الثقافي وخلق مجتمعات عالمة وتراكم المزيد من المعارف كل يوم بل كل لحظة .
أما استخدام العرب للشبكة العالمية للمعلومات في إنتاج المعرفة فلا دليل جدي عليه، وهذه إشكالية أخرى، حيث تفيد محركات البحث ومواقع الشبكة أن أغلبية مرتادي هذا الفضاء لا يستخدمون منه، في عمومهم، إلا نوافذ الدردشة واللعب التي يضيعون فيها الساعات الطوال متسمرين في الإبحار غير المجدى معرفياً وثقافياً، فكيف يمكن للمرء أن يجرؤ على التمني بخلاف الواقع .
إن القرار الثقافي العربي المتعلق بإنتاج مجتمع المعرفة هو على المحك، وهذا يتطلب من المهتمين والمعنيين طرح الإشكالية للنظر لعل ذلك يكون بداية الحل ...
و قد نشرت الإجابة في عدد 17/9/2012/ ، و يمكن متابعتها ضمن مشاركات بعض المتخصصين و الكتاب العرب على الرابط التالي :
0 التعليقات:
إرسال تعليق