1 يونيو 2012

عودة من رحلة الى أعماق البادية الموريتانية

عودة  من رحلة صلة رحم  وزيارة الى مضارب الأهل و الأحبة في جكنى ( الحوض الشرقي) ..لقد شكلت ،  بحق ، فرصة رائعة و جميلة لالتقاط الأنفاس و التواصل الحميمي  مع أهلي وهم في بواديهم و أريافهم الرائعه الجميلة رغم قسوة المناخ و شظف العيش .. لا تزال أحوالهم صعبة و مؤلمة رغم أزيد من ستة عقود على تأسيس الجمهورية الاسلامية الموريتانية ، و كأنهم لا ينتمون لهذا الوطن العزيز ، ومع ذلك فإنهم لا يقنطون من رحمة الله  ، بل تسكن قلوبهم ثقة كبيرة في المستقبل - المشرق - إن شاء الله ..!
تزامنت زيارتي للمدينة مع أزمة عطش غير مسبوقة يعيشها أهلنا في جكنى الميدنة ، منذ ابتداء موسم الصيف القائظ ، مع تفاوت في وقع الأزمة من حي إلى آخر ، فالأحياء الشرقية الجنوبية  للمدينة لا تكاد تشعر بها مع استمرار تدفق المياه عبر الأنابيب و التوصيلات و إن بنسبة تدفق أقل من السنوات السابقة و بعض مداخلها الوسطى قرب الثانوية  ، مثلا ، تتمكن من المياه ، غالبا في الليل أو في لحظات الشروق .. أما الأحياء الشمالية و الغربية فإن الأزمة تبلغ ذروتها ، حيث تختفي قطرات سائل الحياة من الحنفيات.. وهناك أحاديث في اوساط السكان أن السلطات الإدارية تبذل جهودا للحل ، حيث توجد فرق فنية تابعة لشركة المياه من أجل التغلب على الأزمة المستعصية ..
الحمد لله أن الأوضاع الصحية في المدينة عادية رغم الإمكانيات البسيطة للمركز الاستشفائي الوحيد في المدينة الذي قالوا إنه يعرف تحسينات متزايدة في الآونة الأخيرة ..
التعليم .. لا زال يعاني من تعثر ، حيث تعكس وضعية التعليم الثانوي أزمته .. فالثانوية  تعطلت فيها عملية إجراء شهادة الباكلوريا منذ سنوات ، و تراجعت نسب الناجحين في امتحانات الثانوية العامة من أبناء المدينة  عاما بعد آخر ..
أما سوق الأربعاء الأسبوعي فلا يزال لقاءا شعبيا بين المنتمين لجانبي الحدود الموريتانية المالية ، الذين يتبادلون ، كما كان آباؤهم و أجدادهم منذ قرون ، المنافع و الأفكار و الأحاسيس و المشاعر ..
المدينة  هانئة و ساكنتها تدغدغ عواطفهم أحلام كبيرة تصل إلى درجة فك العزلة الكامل و ربط المقاطعة  بطريق الأمل حتى يسهل عليها التواصل و التفاعل مع باقي مناطق الحوض و موريتانيا .. و بذلك تظل حلقة ربط بجوارنا الإفريقي وعمقنا الاستراتيجي التاريخي ، وفاء لدورها الأبدي عبر الزمن .. مع التحية !

1 التعليقات:

محمد السالك يقول...

ابشر بالاجر والثواب كونك أمتثلت امر الله (( فآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ذلك خير للذين يريدون وجه وأولئك هم المفلحون)) .
وابشر بحبل الله وصلته فعن أنس-رضي الله عنه- قال: قال رسول الله : (( إن الرحم شُجْنةُ متمِسكة بالعرش تكلم بلسان ذُلَق ، اللهم صل من وصلني واقطع من قطعني ، فيقول ـ تبارك وتعالى ـ : أنا الرحمن الرحيم ، و إني شققت للرحم من اسمي ، فمن وصلها وصلته،ومن نكثها نكثه)) الحديث له اصل في البخاري – الفتح 10(5988) والأدب المفرد ومجمع الزوائد (5/151) واللفظ له وقال : رواه البزار وإسناده حسن والترغيب والترهيب (3/340) وقال إسنادة حسن.
وعنه ايضا _ رضي الله عنه_ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من سرهُ أن يبسط له في رزقه ، ويُنسأ له في أثرة فليصل رحمه)) البخاري الفتح10(5986) ومسلم (2557)
اخي وحبيبي الدكتور احمد لقد تمنيت ان اقوم مثلك برحلة الى اهلنا الذين توزعوا في مناطق متباعدة في هذا البلد الفسيح حفظه الله من كل مكروه
فلعل الله ان يحقق لنا المامول يوما ما
عسى ان يكون قريبا
ولكن بالمقابل يحز في نفسي ما يعاني منه شعبنا خصوصا المناطق الطرفية فرغم صبرهم وقناعتهم الزائدة وكونهم يشكرون اقل نعمة او فتات تلقي به الدولة لهم
الا ان الدولة تمعن في تهميشهم وتجاهلهم وكانهم جزء لا ينتمي اليها ابدا !!!!
عموما الحمد لله على سلامتك
ونحن في انتظار ابداعك المتجدد على صفحات الشبكة
محمد سحنون - الكويت

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Hostgator Discount Code تعريب بلوغر ـ تطوير وتنسيق : yahya