كلمة عميد كلية الشريعة د.أحمدا نافع
في ندوة : " المال وسائل الكسب و طرق الصرف"
12 ابريل 2022
في البداية لا يسعني بالأصالة عن نفسي و باسم كلية الشريعة إداريين و أساتذة و طلبة و عمال إلا أن أتوجه إليكم جميعا بالشكر الجزيل لتشريفنا بحضور فعاليات هذه الندوة المتميزة بعنوان المال :وسائل الكسب و طرق الصرف .
إن هذه الندوة هي جزء من خطة عمل الكلية لسنة 2021-2022 و التي نحرص فيها على تحقيق الأهداف المندرجة في سياق الأهداف العامة لجامعة العلوم الإسلامية بالعيون و المؤكدة على جودة التعليم العالي ونوعيته و تنافسيته و ترقية البحث العلمي في الجامعة ليكون في خدمة التنمية الشاملة في البلاد ، و ذلك بتكوين الأطر و الكوادر المؤهلين على أعلى مستويات التأهيل و القادرين على المساهمة الإيجابية في النهوض بالمجتمع و الدولة استمرارا للعطاء المتواصل على مدى التاريخ لهذا الشعب المعطاء.
و هذا هو التحدي الحقيقي المطلوب من الجامعات اليوم أن تتصدى له بقوة ، و هذا يعني أن عليها التخلص من فكرة كونها بمثابة برج عاجي معزول عن محيطه ومجاله الحيوي و منكف ء على نفسه ، و تستبدل ذلك بمعطى كونها قلاعا حصينة ومُجهزة لصنع التقدم و نشره و رعايته.
و تتجلى أهمية موضوع الندوة في هذا العصر المعيش إذا ركزنا على المصطلحات الأساسية لعنوان الندوة : المال – الكسب – الصرف ..
فالمال له أبعاد عقدية لجهة كونه أمانة بيد الإنسان لحكمة الابتلاء، إذ الملكية الحقيقية لله عز وجل. إلا أنه مع ذلك أمر جوهري تتعلق به التزكية والتطهير والحل والحرمة والثواب والعقاب.
و المال هو – أيضا - سبب قيام مصالح الناس، وهو محقق لمقصد الشريعة في جلب المنافع ودرء المفاسد؛ إذ حفظه من الكليات الخمس التي دعت الشريعة إلى حفظها، ولذا كانت الأهداف الكلية للاقتصاد الإسلامي تتمثل في: المحافظة عليه بالعمل على إصلاحه، وتنميته بالكسب المشروع، وتحقيق الكفاية و العدل للمجتمع؛ ومن أجل ذلك حرم الإسلام إفساده وتضييعه.
و التساؤلات مطروحة و مشروعة حول :
ماهية المال في بعدها الشرعي .
و من أين يكتسب هذا المال ؟ و فيم يصرف ؟؟
وماهي الأبعاد القانونية و الاقتصادية للمال .
كل هذه التساؤلات و ما يتصل بها هي ما ستجيب عنه الجلسات العلمية .
و حتى لا أطيل عليكم، و حتى لا يكون في هذه الكلمة الترحيبية المقتضبة مصادرة للمحاضرات القيمة التي هيأناها مفاجأة سارة لكم ستحضرونها اليوم – إن شاء الله - فإنني أذكّر و أشيد بتنوع و شمولية المواضيع و الباحثين الذين قدموا أبحاثا و دراسات رصينة في موضوعات الندوة . و نتمنى أن تستفيدوا من عروضهم البحثية المميزة .
و قبل أن أنهي هذه الكلمة المقتضبة فإنني أتقدم بالشكر الجزيل لكل من ساهم في إنجاح هذه الندوة العلمية ، و في مقدمتهم البروفسير محمدو لمرابط اجيّد رئيس الجامعة الذي ما فتيء يقدم كل الدعم و التسهيلات للنهوض بالجامعة من أجل تحقيق أهدافها في خدمة البلاد و تنميتها و ازدهارها و تطورها .
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
0 التعليقات:
إرسال تعليق