25 مارس 2010

ملاحظات حول مقال " القول الشرعي الفصل في سويسرا المجاهرة بالعداء للإسلام "



بقلم / الدكتور أحمد ولد نافع - باحث موريتاني


تابعت باهتمام ، مع الكثيرين ، المقال المتميز الذي تداولته بعض المواقع المهمة على الانترنت و الموسوم " القول الشرعي الفصل في سويسرا المجاهرة بالعداء للإسلام " لكاتبه المفكر و الأستاذ الدكتور محمد الشحومي المرشد العام للرابطة العالمية للشرفاء الأدارسة ، و قد لاحظت أنه يستحق الوقوف عنده و التعقيب عليه للاعتبارات التالية :
أولا : أنه قام بتأصيل شرعي أصيل للموقف من الكفار و موالاتهم سواء من أهل الكتاب أو من غيرهم ، و ذلك باستعراض نماذج دالة من آيات القرآن الكريم الواردة في هذا الشأن ، و المحذرة من موالاة غير أهل الإيمان .
ثانيا : تأكيده على دور و أهمية المحبة في الله و اعتبارها العامل الحاسم و المتغير الأهم في العلاقات الإنسانية بين الأفراد و الشعوب .
ثالثا : تحديده ، بعد تحليل و بيان ، لأعداء الإسلام في هذا العصر المعيش في كيانين بينهما رابط جلي ، أحدهما الكيان الصهيوني العنصري البربري الذي احتل أرض فلسطين أولى القبلتين و ثالث الحرمين المسجد الأقصى الذي بارك الله حوله وأسري بالنبي الأكرم إليه من المسجد الحرام بمكة ، و ثانيهما دولة سويسرا العنصرية صاحبة السبق في رفض بناء المآذن على أراضيها ، و هي التي ارتكب يهودها جرم تأسيس الكيان الأول في بازل السويسرية قبل قرن من الزمن ، و مكنوا لذلك سرا و علانية حتى تأسس الكيان الصهيوني البربري الحاقد في أرض فلسطين .. وهذا يشي أن عداء سويسرا للإسلام و أهله و رموزه متأصل في التاريخ على ما يبدو .
رابعا : توصله إلى ضرورة اعتبار الكيانين آنفي الذكر ضمن إطار الأعداء البارزين الذين يقاتلون المسلمين في دينهم و يظاهرون على إخراجهم ، وبالتالي يكون لزاما ، بنص القرآن الكريم ، أن لا يبروا أو يقسط إليهم ، بل يجب أن يجدوا من المسلمين ، كل المسلمين ، الغلظة و الشدة المناسبتين للجرم العدائي المرتكب في حق الإسلام و أهله .
خامسا : تفريقه بين تصرفات الدول و تصرفات الأفراد ، ومن هذه الأخيرة ، حوادث الرسوم المسيئة للنبي الأكرم محمد صلى الله عليه و آله وصحبه وسلم و التطاول على القرآن الكريم في أكثر من بلد غربي حتى وصل الأمر إلى استصدار كتاب بديل عنوانه " الفرقان الحق " .
وهل غادر الكاتب شاردة أو واردة ، بعد ما تبين ، لم يأتي بها في هذا البحث النفيس في معناه و مبناه ، لا اعتقد !
هذه هي أهم المضامين التي لفتت انتباهي إلى هذا البحث القيم الذي تصدى لتبيين الموقف الشرعي المؤصل ، و قد دل ذلك على علو كعب كاتبه الدكتور الشحومي و سعة اطلاعه و دراسته الاستنباطية للقرآن العظيم و الحديث النبوي الشريف ، وهو ما يثلج الصدر حقيقة لكل من يرغب في إنهاء الجهل و معرفة حقيقة الموقف من سويسرا وما شاكلها في المواقف العدائية التي تكبر كل يوم ضد الإسلام و أهله في عصر " القصعة " الذي نعيشه الآن .
وبالمناسبة ، لا يمكن للمرء أن يغفل عن الدور الجهادي البطولي المتميز الذي تنوء به ، باقتدار، جمعية الدعوة الإسلامية العالمية في هذا السياق ، حيث ظلت تتعاطي على نحو إيجابي مع مختلف التحديات التي يواجهها الدين الحنيف منذ تأسيسها في سبعينيات القرن الماضي بمبادرة شجاعة من الثائر المسلم القائد معمر القذافي ، الذي كان دائما حاضرا مع المواقف النبيلة الداعمة للقضايا الإسلامية الكبرى ، و سعى إلى النأي بالدين الحنيف عن ربطه الجائر بالإرهاب و العنف و الكراهية ، بتوضيح كونه دين السلام و المحبة و رد العدوان و الدفاع الشرعي عن النفس و الوطن و المال ، كما جاء في خطابه في المولد النبوي الشريف أمام فعاليات الإسلام و المسلمين من شتى أنحاء الأرض التي حضرت من كل حدب و صوب في مدينة بنغازي تظاهرة التحدي الإسلامي الكبرى الخامسة ، رمزا للاتحاد و الاعتصام بحبل الله و قوته أمام جبروت القوى المعادية و الشريرة ، في صورة تاريخية معبرة تقدم رسالة لا لبس فيها إلى من يهمهم الأمر ، من متآمرين على الإسلام يفخرون بالكيد لله في السر و العلانية ، " يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم و يأبي الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون " ( سورة التوبة آية 32). اهـ

0 التعليقات:

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Hostgator Discount Code تعريب بلوغر ـ تطوير وتنسيق : yahya