زيارة لمركز جمعة الماجد للثقافة و التراث في دبي

أتاحت لى فرصة وجودي في إمارة دبي بالإمارات العربية المتحدة زيارة كثير من المعالم المهمة في هذه المدينة الجميلة و المتميزة، و من بين المعالم التي زرتها في دبي " مركز جمعة الماجد للثقافة و التراث " ، وهو معلمة بارزة ولافتة بتميزها و فرادتها  ، بالنظر إلى أهمية هذا المركز في حفظ التراث الإنساني العالمي .

و مع أن مثلي لا يجهل هذا المركز من حيث الأساس ، لكنني لم أكن أتصور أنه بمثل ما رأيته و شاهدته على أرض الواقع .

 وقد تأسس مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث رسمياً بكتاب من وزارة الإعلام والثقافة رقم أ.ع.ش:428 الصادر في 18 رمضان 1411هـ، الموافق 2 / 4 / 1991م تحت ترخيص رقم 122976، بدعم كامل من معالي السيد جمعة الماجد, ليكون هيئة خيرية علمية ذات نفع عام تُعنى بالثقافة والتراث.
 
تعود بداية المركز مع ميلاد فكرته لدى مؤسسه إلى عام 1988م, إذ بدأ العمل باقتناء الأوعية الثقافية بمختلف أشكالها, ومن ثم حفظها لفهرستها وتصنيفها، وفي عام 1993م بدأت مرحلة تقديم الخدمات المكتبية للباحثين وطلاب الجامعات في مختلف مراحلهم الدراسية .

و يحتوي المركز على مكتبة رئيسية  تحتوي على 350000 عنوان في مختلف قضايا الثقافة و التراث العربي و علوم الدين الإسلامي و اللغة العربية و آدابها و التاريخ العربي الإسلامي ، واللغة العربية هي الأولى من حيث عدد الكتب و المؤلفات ، تليها اللغات الأخرى كالانجليزية و الفرنسية و الفارسية ..الخ.

كما اقتنى المركز مجموعة من المكتبات الخاصة لعلماء و مفكرين و أدباء من مختلف البلدان.

أما الدوريات فإن المركز يحتوي على سبعة آلاف دورية بلغات العالم الرئيسية ، و أحد عشر ألف رسالة جامعية نوقشت في جامعات عربية مختلفة .

أما المخطوطات  فتوجد منها : 

مصورات ورقية لعدد 3500 مخطوط ، و تسعة آلاف فيلم مخطوط مصور ، 330000 مخطوط مصور رقمي .

و تمكن المركز من حيازة مخطوطات كبيرة من مظانها من مختلف أنحاء العالم .

وتمت الفهرسة بطريقة علمية حديثة غير مسبوقة .

إنه جهد خارق لحفظ التراث الإنساني العالمي يستحق التنويه و الإشادة و التكريم و الدعاية من أجل الاستفادة منه في البحث العلمي في المنطقة العربية التي ما زالت بحاجة ماسة لمثل هذا المركز و جهوده العلمية الكبيرة .

لا يسعني إلا أن أتقدم بجزيل التقدير للإخوة في المركز الذين تجولوا بي في مختلف مرافق المركز و ملحقاته ، و أتمنى لهم التوفيق و النجاح .

و قد رافقني في زيارتي للمركز الأخ / أحمدو صو ، رئيس المنظمة الخيرية لمكافحة المعاناة .Ahls-Humanitaire ، ومقرها العاصمة السنغالية دكار .

تصنيف : مقالات رأي