تلقي عميد كلية الشريعة بجامعة العلوم الإسلامية بالعيون د.أحمدا ولد نافع دعوة للمشاركة في نشاط علمي و فكري خلال الفترة 8-12 سبتمبر 2023 و يتعلق الأمر بجلسة حوارية مفتوحة في العاصمة الليبية طرابلس بعنوان :" قراءات تحليلية في الأزمات السياسية و الأمنية بدول جنوب الصحراء و تخفيف انعكاساتها على المشهد الليبي و الإقليمي" .
وبعد عصف ذهني مكثف بين المشاركين في الجلسة الحوارية على مدى لقاءات متعددة في لقاءات فرعية و لقاء موسع ضم كافة المشاركين ، تم التوصل إلى جملة من التوصيات من بينها :
- الحرص على حلول تحقق الاستقرار وتقوي الإرادة السياسية في ليبيا والبلدان الثلاثة ( السودان - النيجر - تشاد ).
وعن الأزمة الجارية في السودان ، فقد تم التأكيد على ضرورة :
- المحافظة على السودان موحدا دولة و شعبا و أرضا .
- إحياء التضامن الوطني.
- البحث عن الحلول الوطنية النابعة من الداخل السوداني التي يختارها السودانيون دون غيرهم.
- التحفظ على كثير من المبادرات الخارجية.
كما تم الاتفاق على ضرورة أن تلعب ليبيا دورا لخصوصية العلاقة مع السودان، وتفعيل اتفاقية التكامل الليبي السوداني وتجمع دول الساحل والصحراء، وأن تسعى ليبيا إلى أدوار مختلفة، منها الجانب الإغاثي والإنساني والعمل مع دول المنطقة في اتخاذ تدابير أمنية وعسكرية لمحاصرة العصابات والمرتزقة والمجموعات الإرهابية وبؤر النزاع وإمدادات السلاح.
و كذلك أن تسعى ليبيا عبر المؤسسات الرسمية للدولة والمؤسسات الأهلية لتقريب وجهات نظر السودانيين مع بعضهم البعض، و وضع إستراتيجيات وسياسة ليبية تجاه السودان بفتح الممرات الإنسانية إلى السودان مباشرة أو عبر تشاد للنازحين في شرق تشاد ومناطق دارفور، واستضافة مؤتمر أهلي تشاوري للمكونات الكبيرة في السودان، والمشاركة الفاعلة لليبيا في كل المبادرات والمنابر المتعلقة بالقضية السودانية.
وأخيرا، التعاون مع الجهات الرسمية السودانية في قضايا العائلات اللاجئة، وتشكيل عدة لجان بشأن السودان تتولي الملفات الإنسانية والسياسية والاقتصادية والأمنية، مع الدعوة لعقد مؤتمر علمي حول التدخلات الدولية في الشأن السوداني ودول الجوار ومعرفة أبعاد هذه الأزمات ومعالجة آثارها.
و عن الأزمة في جمهورية تشاد ، فقد تم التأكيد على ما يلي :
- ضرورة تشكيل لجنة دائمة رفيعة المستوى لمتابعة تطورات الأوضاع في المنطقة وتأثيراتها، ومتابعة النشاط الإرهابي في المنطقة والمجموعات المسلحة.
- تقديم المقترحات للجهات التنفيذية والتشريعية وأصحاب القرار الليبي، بجانب توصيات تتعلق بالوضع في تشاد والتنافس الدولي حولها وحول مواردها، وضرورة إيجاد آلية إشراف ومتابعة لتنفيذ اتفاق الدوحة وتشكيل لجنة مشتركة من أطراف ذلك الاتفاق لتنفيذه.
- الدعوة لدعم الاستقرار في تشاد وإحلال السلام وتقريب وجهات النظر بين الأطراف، وإجراء تقييم استباقي للمشهد وتحديد اتجاهاته وتقليص الأضرار الناتجة عن هذه الأزمة.
أما فيما يخص دولة النيجر و ما يجري فيها من تطورات أمنية و عسكرية كانت المقترحات هي :
- رفض التدخل الخارجي والعودة للمسار السياسي والمحافظة على المكتسبات الديمقراطية.
- ضرورة التجهيز لإيجاد مناطق عازلة لاستقبال المهاجرين من النيجر وتشاد تمولها الحكومة الليبية، مع الدعوة للتنمية وبحث مشروعات استثمارية وتنموية مع المجتمع الدولي .
- طرح حلول دبلوماسية سياسية من دول المنطقة وتحمل مسؤولياتها، خاصة نيجيريا والجزائر وليبيا ومالي وتشاد، والبحث عن حلول توافقية هدفها التنمية، خاصة في شمال النيجر، وإحياء الاتفاقيات الأمنية مع النيجر .
- تبادل المعلومات الاستخبارية ومكافحة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود وتشكيل غرفة عمليات مشتركة بين هذه الدول مجتمعة ( ليبيا و السودان و النيحر و تشاد ).
و في كلمة واحدة فإن روح الجلسة الحوارية ركزت على مكافحة التطرف والإرهاب، والعمل الفوري على مشاريع التكامل والتنمية بين دول المنطقة التي كانت موجودة ، وتفعيل تجمع دول الساحل والصحراء وتعزيز دوره في الإقليم و إرجاع أمانته العامة إلى دولة المقر التي انطلق منها عند تأسيسه و هي ليبيا ، والعمل على تنظيم ملتقى يجمع ليبيا والسودان وتشاد والنيجر ومالي والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإقليمية من أجل "افريقيا آمنة و مستقرة " وهذا هو الشعار الذي انعقدت تحته الجلسة الحوارية.
لقد كانت هذه الدعوة فرصة ثمينة جعلتني أتمكن مجددا من زيارة العاصمة الليبية طرابلس " عروس البحر و النهر " التي غادرتها يوم 27 يوليو 2011 م قادما من مدينة سرت ، حيث كنت أعمل عضو لهيئة التدريس بكلية الاقتصاد في جامعة سرت.
العاصمة طربلس التي عرفتني طالبا في مرحلة الدراسات العليا في الأكاديمية ، و تمكنت بفضل الله تعالى من الحصول على الماجستير ( في سنة 2003) و الدكتوراه ( في سنة 2008).
قشكرا للأعزاء الذين كانوا السبب في هذه الدعوة المباركة آملا أن تتاح فرص إضافية مماثلة ، فلهم كل الشكر و التقدير و المحبة .
وحفظ لله ليبيا و ألهمها الرشد و العبور إلى بر الأمان موحدة و آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا وما ذلك على الله بعزيز.
0 التعليقات:
إرسال تعليق