و قد شكلت الدورات السابقة للمائدة المستديرة فرصة رائعة للنقاش الحر و المسؤول بين المثقفين و المفكرين العرب من أساتذة الجامعات العربية ، و من مختلف المدارس و الأجيال الفكرية و العقائدية من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار ، يلتقون في المائدة حول هموم الأمة و قضاياها الحالية و المستقبلية ، و قد واكبت مواضيع المائدة حالات المد و الجزر التي شهدتها الأمة منذ الاحتلال العراقي للكويت ، و التواجد الأطلسي في الخليج ، و غزو العراق و احتلاله و إسقاط نظامه و إعدام قياداته الوطنية ، و الوضع الفلسطيني ، و الشرق أوسطية ، و العولمة و تداعياتها عربيا ودوليا ..الخ و أمام تنوع الموضوعات و شموليتها الفكرية و الثقافية لم يبقي لدورة هذه السنة إلا السؤال الحضاري : الأمة العربية إلى أين ..؟
تساؤل يختزل سؤالات الهوية و الوجود في عصر التكتلات و الفضاءات العملاقة التي يبدو أنه بدأت ستسم الألفية الحالية بميسمها ، كما أنه يومئ إلى حالة الأمة العربية التي وصلت إليها في هذه المرحلة العصيبة ، وأوطانها عاجزة عن النجاة انفراديا وبدا أن الحل القطري أعجز عن تقديم الحلول للمشاكل المستعصية للإنسان العربي : فقرا و جهلا و بطالة وتبديدا للموارد و الإمكانيات ..!
وقد كانت مائدة هذا العام متألقة بامتياز بالنظر إلى حجم المشاركات ( التي فاقت الستين بحثا و دراسة ) الثرية و المتنوعة تنوع المواضيع الفرعية للمائدة سياسيا و اقتصاديا و اجتماعيا ، كذلك نوعية المستهدفين بالمشاركة من أسماء لامعة عربيا فكريا وثقافيا ممن لا يزالون يرفدون الساحة العربية بأعمالهم الجادة علميا و منهجيا .. و مع أن بعض الأساتذة العرب الكبار قد تغيب عن تقديم عمله مثل الفيلسوف العربي المصري حسن حنفي ، إلا أن غالبية المشاركين حرصت على الحضور و المشاركة بفاعلية في أعمال المائدة المستديرة. ومن موريتانيا فإن الدعوة وجهت إلي عديد الأساتذة و المفكرين الذين حالت ظروف بعضهم دون المشاركة ، وبالرغم من ذلك فإن هناك من شارك بإسم موريتانيا ، ومنهم كاتب السطور الذي شارك ببحث عن التكامل الاقتصادي العربي الافريقي ، و الاستاذ أحمد الوافي رئيس منتدى الفكر و الحوار الذي شارك بورقة بعنوان : الأمة العربية أمة ولدت من رحم الصحراء ، و الإعلامي الموريتاني محمد محمود ولد محمد أحمد رئيس تحرير جريدة الإخبارية المستقلة ..
يتواصل
0 التعليقات:
إرسال تعليق