سعدت برسالة خطية جميلة أرسلها لي ، قبل ثلاث سنوات ، معالي الأخ الأعز و المفكر العربي الليبي الكبير الراحل الأستاذ الدكتور إبراهيم بوخزام حول بعض إصداراته العلمية الرائعة التي أتحف بها المكتبة العربية في السنوات الأخيرة من مقامه في بلده الثاني مصر التي اختارها للإقامة بعد أن خرج من ليبيا الشقيقة إثر أحداث سنة 2011 .
و من هذه الإصدارات :
- كتاب المحافظون الجدد ، و هو كتاب صغير نسبيا ( حوالي 180 صفحة) ، يتتبع نشأة حركة المحافظون الجدد و جذورهم الفكرية و السياسية في أمريكا .
- رواية تاريخية فيها من الواقعية و الخيال ، كما قال ، تدور أحداثها في فزان منذ القرن الثامن عشر و إلى اليوم ، و يري معالي الدكتور أن هناك سببان دفعاه لكتابة هذه الرواية ، أولهما الرغبة في تناول تاريخ منطقة فزان وهو تاريخ يستحق الكتابة عنه للكثيرين الذين يجهلونه حتى من الليبيين فما بالك بأشقائهم العرب الآخرين ، و ثانيهما فهو محاولة إعطاء بعض الآراء الخاصة للدكتور حول قضايا الحياة خصوصا في موضوعات القيم و التربية و العلاقات الإنسانية ، و العلاقات الاجتماعية ( الصداقة ، الحب ، الموت ، الأساطير ..الخ)وهي مسائئل لم تتح الفرصة للدكتور بوخزام لإعطاء رأي فيها عن طريق تآليفه في الفكر و السياسة و القانون!
و بناء على ذلك فإن الرواية غدت هي الوعاء المناسب لهذه الآراء الخاصة بالدكتور . ومع أنه لا يريد نشر الرواية في حياته ، إلا أنه تركها كموروث للأبناء لنشرها في يوم من الأيام !
- كتاب " شروط الديمقراطية " وهو كتاب فلسفي صعب بعض الشيء تناول مسار و مسيرة الديمقراطية ابتداء من اليونان حتى اليوم ، و متى تزدهر و متى تتراجع و الغرض من منها ، و تنبيه العرب إلى أن الديمقراطية عملية تاريخية عظيمة لا تنشأ بقرار سياسي أو إقامة مؤسسات شكلية بل تتطلب إعدادا و تهيئة و استكمالا لشروطها .
و في ختام الرسالة يحمّلني الدكتور ابراهيم بوخزام أمانة السلام على السادة:
المفكر و الأستاذ / أحمد الوافي رحمه الله تعالى . والأخ الصديق / محمد سالم ولد الداه النقيب السابق للصحفيين الموريتانيين.
ملاحظة :
كانت هذه الرسالة قبل ثلاث سنوات من رحيل الدكتور ابراهيم بوخزام رحمه الله تعالى و أحسن إليه ، و ننشرها وفاء للعلاقات الأخوية التي جمعتنا و نعتز بها فكان نعم الأخ الأكبر نصحا و إرشادا و توجيها و تقديرا و مودة ، جعل الله له كل ذلك في ميزان حسناته ..
و لله الأمر من قبل و من بعد .و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم
0 التعليقات:
إرسال تعليق