عرفت منذ أزيد من عقدين أحد الإعلاميين الموريتانيين البارزين وهو السيد محمد عبد الله ممين ، يوم كنت أستاذا للتعليم العالي في إحدى الدول العربية الشقيقة ، و كان الإعلامي ولد ممين مراسلا متجولا لإحدى القنوات الدولية. .
و حين جمعنا نشاط مشترك أحضره بصفتي الأكاديمية و يحضره هو بصفته الإعلامية كمراسل وجدته أخا فاضلا و مبدعا في مجال عمله ومهنيا إلى أبعد الحدود !
و منذ ذلك الوقت جمعتنا الساعات الطوال في لقاءات لا تنتهي إلا لتبدأ من جديد ، و حتى حين يكون بعيدا عني وهو يمارس عمله الإعلامي في تغطية المؤتمرات و القمم كانت الرسائل المتبادلة بيننا مستمرة و لا يقطعها إلا عندما يزور ذلك البلد لمواكبة حدث دولي معين .
و قد ظلت علاقتنا تتعزز يوما بعد يوم حتى أصبحنا كالإخوة الأشقاء ، و ربما يصدق فيها قول القائل :" رب أخ لك لم تلده أمك!".
و مما أتذكر من مواقفه فيما يتصل بدوره الإعلامي و حضوره و نجاحه المهني الصورة التي ظهر بها في المؤتمر الصحفي للرئيس الإيراني الأسبق الدكتور محمود أحمدي نجاد على هامش قمة مكة المكرمة الإسلامية في سنة 2005 على ما أعتقد ، و كان اللقاء منقولا على الهواء مباشرة من القنوات العربية و الأجنبية ، وعندما فتح المؤتمر الصحفي أشار الرئيس الإيراني على الإعلامي ممين أن يتفضل بطرح سؤاله ، و بعد انتهاءه من تقديم سؤاله شكره الرئيس الإيراني منوها بذكائه و مهنيته ، حيث تمكن من جمع كثير من الموضوعات في مرة واحدة .
و لاحقا أفادني الزميل أن الرئيس الإيراني ربما كان منبهرا بالمقابلة التي أجراها معه ول ممين قبل ذلك بأيام ، و التي مازحه فيها أن موريتانيا قبلت برئاسة " علي " ( يقصد المرحوم علي ول محمد فال) بعد فترة طويلة من رئاسة " معاوية"!( يقصد الرئيس الأسبق معاوية ولد سيد أحمد الطايع).
و أبدى الرئيس الإيراني رغبته في تأسيس علاقة دبلوماسية بين إيران و موريتانيا ، الشيء الذي بذل فيه الزميل ول ممين دورا حين أفلح في ربط الصلة بين الرئيسين نجاد و ولد محمد فال ، و كانت النتيجة هي بدء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين .
وكنا على سبيل الممازحة نلقبه بالسفير المتجول لموريتانيا حيث إن وضعيته المهنية تجعله في ترحال دائم بين العواصم شرقا و غربا لمطاردة القمم و اللقاءات الدولية هنا و هناك.
إن أمثال الأخ الإعلامي الكبير محمد عبد الله ممين يستحقون الاحتفاء و التكريم و التبجيل نظير ما قدموه للبلد بصفة مباشرة أو غير مباشرة.
.. فلتستمر أخي ممينو موريتانيانو ( كما لقبك يوما أمين الإعلام الخارجي الراحل وهو يجري اتصالا مع سلطات المطار تسهيلا لأمر سفرك المفاجيء لتغطية أحد الأحداث الطارئة).
0 التعليقات:
إرسال تعليق