احتضن فندق الوصال في نواكشوط يوم 13/ مايو / 2010 ندوة موسعة لمنتدي الفكر و الحوار الديمقراطي في موريتانيا ناقشت الانتخابات السودانية ، و شارك فيها مثقفون موريتانيون و سودانيون ، يتقدمهم سعادة السفير السوداني في نواكشوط السيد ياسر خضر ، وقد افتتحت الحلقة النقاشية من طرف رئيس اللجنة التحضيرية للندوة ، الدكتور أحمد ولد نافع **، الذي نوه بالجذور التاريخية للعلاقات السودانية الموريتانية التي أرست دعائمها ركاب الحج الشنقيطية على مدى قرون ، و أن هذه الندوة تكرس نوعا من الوفاء لتلك العلاقات الإنسانية الخاصة بين الشعبين الشقيقين في السودان و موريتانيا . وتقدم بالتنويه بجهود منتدي الفكر و الحوار ، الذي هو أول مركز فكري و ثقافي في موريتانيا تأسس منذ سنة 1992 ، حيث نظم عشرات الندوات و المؤتمرات ، و نشر بعض المؤلفات عن موريتانيا الثقافة و الدولة و المجتمع .
أما رئيس منتدي الفكر و الحوار الديمقراطي في موريتانيا الأستاذ أحمد ولد الوافي ، فقد قدم في مداخلته الافتتاحية أبرز المحاور البحثية التي ستتطرق لها الحلقة النقاشية ، و أهمها : اتفاقية السلام نيفاشا يتحدث عنها السفير ياسر خضر، و الإطار اللوجستي للانتخابات السودانية يتحدث عنه النائب البرلماني محمد ولد ببانه ، و دور المفوضية القومية المستقلة للانتخابات يتحدث عنه الأستاذ أحمد محمد عبد الله ، و مواقف الأحزاب السياسية السودانية يتحدث عنها الأستاذ أحمد الوافي ، و دور وسائل الاعلام في الانتخابات السودانية للدكتور أحمد ولد نافع ، و طبيعة المراقبة المحلية و الدولية للانتخابات السودانية للمحامي السالك ولد اباه ، و إسهام الانتخابات السودانية في تعزيز التحول الديمقراطي في الوطن العربي للدكتور حماه الله ولد السالم ، و السودان و ما بعد الانتخابات للوزير المفوض الأستاذ احمد التيجاني سوار .
وقد شهدت الندوة بعد إلقاء البحوث الرئيسية نقاشا مستفيضا وتعقيبات مهمة شارك بها نخبة من المثقفين و السفراء و الوزراء السابقين و الأكاديميين و الإعلاميين ونائب رئيس مجلس الشيوخ محسن ولد الحاج .
وقد شهدت الندوة انزعاج الوزير و السفير السابق محمد محمود ولد ودادي ، نائب رئيس حزب التكتل المعارض ، من تشبيه المفوضية القومية المستقلة للانتخابات بنظيرتها الموريتانية ، مبديا رفضه لذلك الإسقاط .. وقد خالفه نسبيا في الرأي رئيس المنتدي و السفير السوداني ، حيث اعتبرا النقاش بين النخبة المثقفة السودانية و الموريتانية للتجارب الديمقراطية لكليهما ظاهرة صحية و أمر طبيعي يجب أن يفهم في سياقه العادي.
و يجدر بالذكر أن الندوة تمت برعاية شركة شنقيتل للاتصالات ، وهي إحدى رموز التعاون الاقتصادي الثنائي بين موريتانيا و السودان .
** نص كلمة التقديم لرئيس اللجنة التحضيرية للحلقة النقاشية د.أحمد ولد نافع :
بسم الله الرحمن الرحيم و صلى الله على نبيه الكريم
تقديم :
أحييكم بأكمل عبارات السلام ..
وبعد ،،، فإنها سانحة نتيحها لكم ، ايها الحضور الأعزاء ، في رحاب منتدى الفكر و الحوار الديمقراطي في موريتانيا في موريتانيا ضمن حيويته ونشاطه الدؤوب منذ عقدين من الزمن حين كان أول مركز فكري وثقافي وحواري يتأسس لفائدة المثقفين و الباحثين و الأكاديميين من مختلف المشارب و الاتجاهات السياسية ..وهو بذلك يستحق من كل المنصفين و الخيّرين الشكر الجزيل و التقدير المستحق على ماقام و يقوم به بفضل جهود مؤسسه الأستاذ المفكر أحمد ولد الوافي رئيس المنتدي ..و لاشك أن الكثيرين يأملون تواصل مثل هذه اللقاءات و الحلقات النقاشية الفكرية و الثقافية ، و حسبها الاستمرار من أجل إشاعة نور المعرفة التي هي حق طبيعي لكل إنسان .
في هذه المرة ، يعبر بكم المنتدى من تخوم إلى تخوم .. من بلاد شنقيط المنارة و الرباط ..إلى بلاد السودان سودان العزة و الأصالة ..وهو بذلك يربط الحاضر بالماضي مؤسسا للمستقبل الزاهر إن شاء الله تعالى ..
فقد ظل آباؤنا و أجدادنا يمتطون ظهور عيسهم ميممين شطر البلاد المقدسة في الحجاز التاريخي عابرين ومتزودين بالتقوي تصميما و إرادة كانا يتعززان لديهم حين يطأون أديم السودان الجميل من أية نقاط تماسه ، سواء كانت في الفاشر أو كردفان أو دارفور أو الأُبيّض .. بل إن منهم من كان يضع عصى ترحاله ليتفرغ لمهمة مقدسة أخرى هي تدريس و تعليم الفقه المالكي أو تصوف الجنيد البغدادي ..وهكذا يكون طبيعيا ، بل و جميلا ، أن يتدارس أحفاد أولئك السودانيين و هؤلاء الشناقطة شأنا مشتركا لأحدهما أو كلاهما ..و لا يخفي ما يضمره ذلك من المعاني السامية المعتقة بالوفاء و المحبة و الألفة و التضامن الأخوي و الإنساني ، خصوصا أن السودان و موريتانيا هما جزء لا يتجزأ من أمتهما العربية و الإسلامية العظيمة ذات الرسالة الخالدة ، وهي الأمة المعتدي عليها في عصر القصعة ، عدوانا خارجيا يترجمه التآمر و الغطرسة و الاحتلال المباشر في أكثر من ساحة عربية ، و عدوانا داخليا - للأسف - يعكسه الاستبداد و الظلم و القهر و الطغيان .
ايها الحضور الأكارم ،،
أود ، أيضا ، الإشارة إلى التشابه الكبير بين الشعبين في السودان و موريتانيا ..حيث تكاد العقليات و التفكير و التصورات تتطابق و القبائل و العشائر كذلك.. بل و المشاكل تكاد تكون هي نفسها ، و الهجرة التي أنتجت الشعب السوداني عبوراً من البحر الأحمر ..ألا تعيد ذكراها الهجرات الهلالية و السليمية من الصعيد المصري إلى فيافي الصحراء الكبرى و دواخلها الجنوبية .. ثم ألا يكون في الترابط السياسي و الاقتصادي الحالي أو المستقبلي بين السودان و موريتانيا هجرة ارتدادية بمعني معاصر للتواشج القائم تاريخيا بين الشعبين الشقيقين .
في هذه الحلقة النقاشية كأننا نقرأ التجربة الموريتانية في مرآة التجربة السودانية في واقعها و مآلاتها المستقبلية قياسا مع الفارق ، طبعا ، برأي الأصوليين .
أتمنى أن تكون هذه الحلقة النقاشية فرصة للحوار و التفاكر الهادئ الموضوعي ..و اللهَ نسألُ التوفيق إنه ولي ذلك و القادر عليه ..
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
المصدر : وكالات أنباء محلية
0 التعليقات:
إرسال تعليق