18 ديسمبر 2015

صاحب المدونة يبدأ محاضرات الموسم الثقافي الثالث لجامعة العلوم الاسلامية بالعيون

انطلقت الأربعاء 15 دجمبر  2015م، في قاعة المحاضرات بمباني جامعة العلوم الإسلامية في العيون، فعاليات الموسم الثقافي للعام الجامعي 2015-2016م، تحت شعار "التعليم العالي  في خدمة المجتمع "، بحضور ممثلي السلطات الإدارية والأمنية في الحوض الغربي والطاقم الإداري للجامعة إضافة إلى العديد من الأساتذة والطلاب.
وافتتحت الجلسة بكلمة رئيس الجامعة الدكتور محمد المامون ولد مينحنه عبر فيها عن أهمية الموسم الثقافي للجامعة و المجتمع المحلي  داعيا الجميع  للمشاركة في مختلف الفعاليات العلمية والثقافية.
وافتتح الجلسة العلمية الدكتور محمد سيدي أوبك نائب عميد كلية  مؤكدا على أهمية هذا النشاط الثقافي بالنسبة للجامعة معلنا  عن برنامج المداخلات حول محاضرة اليوم عن " التعليم العالي في موريتانيا من المشروع الى المؤسسة "وبدأ العرض الأول الدكتور أحمدا ولد نافع ، رئيس قسم الاقتصاد الإسلامي بالجامعة،الذي قدم قراءة اكرونولوجية لمسار التعليم العالي مصنفا التعليم المحظري عمليا ، كمعادل لهذا التعليم واعتبر المحظرة الشنقيطية ، من حيث  المنهج والمقررات العلمية جامعة أهلية متنقلة في ربوع الصحراء ثم تحدث المحاضر عن المدرسة الاستعمارية في ثوبها الفرنسي قبل إدخال المواد العربية شيئا فشيئا وغداة الاستقلال كانت المنظومة التعليمية عبارة عن مدارس ابتدائية واعدادية وثانوية واحدة وخمسة عشر مبتعثا للدراسة في الخارج. ثم استعرض المحاضر مكانة التعليم في المخططات التنموية و مختلف الإصلاحات  من 59 ، 67 ، 73 ثم 79 الذي أسس لإنشاء المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية  وكان الإصلاح الأخير في 1999 الذ ي حاول تصحيح الاختلالات في الإصلاحات السابقة.
وقدم المحاضر حصيلة الجهود التي قيم بها للارتقاء بمنظومة التعليم العالي ، من حيث التوسع الأفقي و العمودي في المرحلة السابقة له ( أي مرحلة التعليم الأساسي و الثانوي). مشيرا إلى أن نصيب الإنفاق على التعليم العالي في موريتانيا مثل ما نسبته 16.2% في سنة 2014 ضمن مكونة التعليم  عموما ، بينما نفس النسبة في السنغال 24% لسنة 2013 ، وفي بنين 16.8%  لسنة 2010 ، وفي تشاد 25.3% لسنة 2013  على سبيل المثال .
و ذكّر المحاضر بوضعية التعليم العالي الحالية التي تتقاسمها مجموعة من القطاعات الوزارية ،إضافة إلى وزارتي التهذيب و التعليم العالي و البحث العلمي ، هي وزارات  الشؤون الاسلامية  و الدفاع الوطني و الوظيفة العمومية و التكوين المهني ، و الطاقة و المعادن و البترول.
وخلص المحاضر إلى أن التعليم العالي في موريتانيا لم يعد مشروعا نظريا فحسب ، بل إنه تحول حاليا إلى المؤسسية بوجود هذه المؤسسات و الجامعات  العامة و الخاصة و غيرذلك.
و في المحاضرة الثانية قدم الدكتور سيدي ولد السباعي عرضا عن التحديات ومآلات التعليم العالي في البلاد وطرح تساؤلا إشكاليا عن الأسباب التي تعيق تطور ونهوض منظومة التعليم العالي بعد أكثر من أربعة عقود محللا أبعاد هذه الإشكالية من خلال المحاور التالية:
واقع منظومة التعليم العالي ، البنيات التحتية والمؤسسية ،النظم الأكاديمية والجودة الشاملة ، المصادر البشرية ،التشغيل والرؤية الاستراتيجية ،هشاشة التعليم العالي الخصوصي ، الحوكمة وتسيير الانفاق ثم النشر وتقنيات الإعلام والاتصال وذكر المحاضر أن نسبة التعليم العالي في موريتانيا مقارنة بعدد السكان لاتتجاوز 0.57% في حين يصل متوسط الولوج للتعليم العالي في إفريقيا 7% وهو رقم متدن إذا ما قورن بالمتوسط العالمي الذي بلغ أكثر من 30%.
وفي نهاية العرض قدم المحاضر عددا من النقاط لتجاوز القصورات الهيكلية منها:
تعزيز الشراكة بين الجامعات ومحيطها السيوسيو مهني في مختلف تدرجات المنظومة الجامعية.
اعتماد المعايير الدولية أثناء مراجعة منهاج التعليم العالي الحالية وذلك لإكساب الشهادات الوطنية قدرة التنافس
تشجيع مسالك قائمة على الامتياز وتطبيق معايير الجودة بصرامة
تفعيل نظام التحسين المستمر للكوادر التدريسية والإدارية
تحيين الإطار التشريعي والقانوني لمواكبة التطورات العولمية
ثم فتح رئيس الجلسة لمجال أمام تدخلات الحاضرين من الأساتذة  الباحثين لإثراء الموضوع .
ويشمل الموسم الثقافي الحالي لجامعة العلوم الاسلامية ، إضافة للمحاضرات، العديد من الندوات والدورات التكوينية والمسابقات الثقافية والأنشطة التربوية والرياضية والدروس الدينية في مختلف فضاءات مدينة العيون.

6 نوفمبر 2015

وجهة نظر *: إشكالية الفقر في موريتانيا ..و دور مراكز التكوين المهني

بقلم - د. أحمد ولد نافع - باحث و أستاذ جامعي 

تعد قضية الفقر من أخطر وأعقد الإشكالات التي تواجهها الدول والمجتمعات المعاصرة، سواء بالنسبة للدول النامية أو الدول المتقدمة.
وليست موريتانيا استثناء من ذلك، حيث عانت من مأزق الفقر في ثمانينيات القرن الماضي، وذلك إثر موجات الجفاف الشامل التي اجتاحت البلاد مما تسبب في نفوق آلاف الرؤوس من الثروة الحيوانية وتصحر شامل للغطاء النباتي، وكانت النتيجة الحتمية لذلك الوضع هي نزوح جماعي لآلاف السكان من القرى والأرياف النائية إلى المدن الرئيسية خصوصا العاصمة نواكشوط التي نالها النصيب الأكبر من هذه الهجرات الجماعية، مما شكل لوحة قاتمة من أحياء الصفيح العشوائية التي باتت سوارا يحيط بالعاصمة ..!
ومن المهم التذكير أن هذا الفقر الذي عم وانتشر في موريتانيا جاء بسبب تضافر جملة مسببات داخلية وخارجية، فالأولى – على سبيل المثال – تمثلت في فشل مخططات التنمية المشوهة التي طبقت منذ الاستقلال في ستينيات القرن الماضي مما ولّد عدم فعالية البرامج الاستثمارية ووصولها إلى طريق مسدود رغم حجم الموارد الطبيعية التي تزخر بها البلاد، أما الثانية فتتمثل في النتائج السلبية للوصفات التي قدمها عرابو الهيئات الاقتصادية الدولية المانحة التي أضرت بالطبقة الوسطي وما يماثلها في البنية التقليدية للمجتمع الموريتاني.. وهكذا تضافرت العوامل المشار إليها لتضع موريتانيا وجها لوجه أمام "غول الفقر" إن صح الوصف!
وكانت ذروة السياسات الاقتصادية التي تبناها صانعو القرار الموريتاني بعد تصنيف البلاد ضمن مجموعة الدول الأكثر فقرا ومديونية، الشيء الذي جعلها تستفيد بصورة مزدوجة، من شطب الجزء الأكبر من مديونيتها، ومن استفادتها من "ميلاد استراتيجية وطنية لمحاربة الفقر".
وقد مثّل الأفراد الذين يعيشون تحت عتبة الفقر أكثر من نصف السكان (50.5%)، إلا أن وطأة الفقر شهدت تذبذبا، مع أن دراسات أحدث تدّعي خلاف ذلك قائلة إن الفقراء يشكلون حوالي ثلثي عدد السكان.
ويعتبر الفقر النقدي في المقام الأول ظاهرة ريفية (76.4 %)، وينتشر في المنطقة الريفية الجافة التي تؤوي أكثر من 75 % من الفقراء.
أما المناطق الأكثر تضررا، فهي منطقة آفطوط (منطقة جافة موزعة بين ولايات لعصابة ولبراكنة وكوركول) وبعض مناطق الحوضين "حواشي المدن والقريات النائية!.." وكيدي ماغة التي تظهر فيها معدلات لانتشار الفقر تقارب نسبة 80%.
ودون الغوص في تفاصيل الإطار الاستراتيجي لمحاربة الفقر من حيث الأهداف والوسائل والآليات، فإن ما يجب أن يشار إليه هو جزئيته المؤكدة على التنمية البشرية والاهتمام برأس المال البشري من خلال برامج ومراكز التكوين المهني والتعليم التقني استخلاصا للدروس من تجارب ناجحة في اليابان وغيرها، حيث باتت المراكز التكوينية المذكورة مجالا رحبا للقوى العاملة (وخصوصا فئة الشباب) من أجل تسليحها بالعلوم والمعارف والمهارات الفنية التي تمكّنها من أن تشق طريقها إلى العمل والإنتاج وتبتعد شيئا فشيئا عن وطأة الفقر إلى أفياء الرفاه والتنمية .
إلا أن التجربة تحتاج مراجعة نقدية تقويمية من أجل النظر في نقاط ضعفها والعمل على تحويلها إلى عناصر قوة من أجل حل إشكالية الفقر ليس بحلول تلفيقية تعالج أعراضها، بل بصفة جذرية تعالجها بمعالجة أسبابها الحقيقية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* منشور في مجلة خطوة المتخصصة في التنمية المستدامة - بتاريخ 1 سبتمبر 2015 
يمكن متابعتها على الرابط :
http://www.khatwamagazine.com/Post/10/%D8%A5%D8%B4%D9%83%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%82%D8%B1%20%D9%81%D9%8A%20%D9%85%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%AA%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A7%20..%D9%88%D8%AF%D9%88%D8%B1%20%D9%85%D8%B1%D8%A7%D9%83%D8%B2%20%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%83%D9%88%D9%8A%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%87%D9%86%D9%8A

9 أكتوبر 2015

المجلة المحكمة " الموكب الثقافي" تنشر بحثي العلمي بعنوان " دور السياسات الاقتصادية في محاربة الفقر"

نشرت مجلة الموكب الثقافي التي تصدرها اللجنة الوطنية للتربية و الثقافة و العلوم في عددها الــ 44 دراسة علمية محكمة كنت أعددتها في وقت سابق في ندوة علمية بانواكشوط ..و الدراسة المذكورة بعنوان :
" مساهمة السياسات الاقتصادية  في مكافحة الفقر" .. وهذه صورة الغلاف الخارجي و الداخلي للمجلة و الصفحة الأولى من الدراسة.



الحوار بين المعارضة والنظام الموريتاني: سيناريوهات الفشل والنجاح***


ملخص
أظهرت تطورات الحراك السياسي في موريتانيا مؤخرًا انقسامًا حادًّا في الساحة السياسية حول موضوع الحوار المرتقب؛ فقد أوشك الاستقطاب الحاد بين النظام الحاكم وأغلبيته الحزبية التي تمسك بمفاصل السلطة وبين بقية الكتل السياسية والحزبية المعارضة بمختلف أنواعها أن يصل إلى نقطة الصفر رغم تجربة إجراء حوار سياسي بين النظام الحاكم وكتلة المعاهدة المعارضة عام 2011 قاطعته أحزاب وازنة في المعارضة التقليدية، وسرعان ما انقشع الوضع عن الحاجة إلى الحوار مجددًا، و كأن شيئًا لم يتم.
وبعد جولة من المراسلات السياسية بين النظام ومعارضيه جاء أسبوع اللقاء التمهيدي التشاوري ليعلن عن موعد جديد قريب ربما يكون حاسمًا في إسدال الستار على الحوار نهائيًّا، أو تأجيله وإطلاقه بصيغة مختلفة كليًّا؛ حيث إن مآلات الحوار وحجم التنازلات الممكنة والمتوقعة وفرص النجاح والفشل هي التساؤلات الكبرى التي يحاول التقرير مناقشتها وتحليلها وعيًّا بالحاضر واستشرافًا للمستقبل.
مقدمة
وُلدت الدعوة للحوار في موريتانيا بعد هبوب عواصف سياسية وأمنية عربيًّا وإفريقيًّا في مستهل العقد الثاني من الألفية الحالية، الشيء الذي كشف حاجة موريتانيا للحوار بين مكونات المشهد السياسي الوطني بمختلف تموقعاته في السلطة أو في المعارضة. وقد تباينت مقاربات السلطة عن المعارضة منذ البداية؛ حيث كان الأوَّلون لا يرون موريتانيا مشابهة في أوضاعها وأحوالها للدول التي باتت مسارح مفتوحة للعنف وانعدام الأمن والاستقرار وتغوُّل الإرهاب، بالنظر إلى الحالة السياسية التي تعيشها موريتانيا من حيث تعدد الأحزاب ودسترة الحقوق والحريات الفردية والجماعية بما فيها حرية الرأي والتعبير. بينما اغتنم الآخرون في المعارضة فرصة تدهور أوضاع بلدان شقيقة لدقِّ ناقوس الخطر من انزلاق البلاد إلى حالات مماثلة بالنظر لهشاشة وانكشاف أحوالها سياسيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا، وهو ما يشي بإمكانية اشتعال الأزمة وتكرار نفس السيناريو الذي تعيشه دول في المنطقة.
وظلَّت المعارضة التقليدية التي واكبت المسار الديمقراطي منذ عام 1991 متشددة في مواقفها السياسية المناهضة للنظام الحاكم وتصفه بــ"الانقلابي" (في إشارة إلى أول انقلاب عسكري في أغسطس/آب عام 2008 بعد وصول أول رئيس مدني منتخب إلى الحكم وهو الرئيس السابق سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله)، وتبالغ في رفض الحوار مع النظام حتى قبلت بمحاورته في داكار عاصمة السنغال في يونيو/حزيران 2009، وشاركته حكومة وحدة وطنية وانتخابات رئاسية فاز فيها النظام من الشوط الأول، مطالبة برحيله عن السلطة عبر انتفاضة شعبية عبَّأت لها الشارع بمسيرات رفعت شعار رحيل النظام جملة وتفصيلًا عن المشهد السياسي. وهو ما لم يسفر عن نتائج تُذكر، وأسهم في التأثير على مصداقية خطاب قوى المعارضة ولعب دورًا في شق صفوفها وقبول بعض مكوناتها بإجراء أول حوار سياسي بين أحزاب النظام (ائتلاف قوى أحزاب الأغلبية المكوَّن مما يناهز أربعين حزبًا سياسيًّا) وبعض أحزاب المعارضة (تيار قوى المعاهدة الديمقراطية).
سياق الحوار
انعقد الحوار المذكور لمدة شهر خلال الفترة ما بين 17 سبتمبر/أيلول 2011 حتى 19 أكتوبر/تشرين الأول 2011 بالعاصمة نواكشوط، وتنوعت موضوعاته وتوصياته لتشمل الوحدة الوطنية واللُّحمة الاجتماعية، وتعزيز الديمقراطية وإصلاح القضاء والمجال السمعي البصري، ووضع المعارضة الديمقراطية والمدونة الانتخابية، والتناوب السلمي على السلطة ومكانة ودور الجيش الوطني، والحكامة الرشيدة وحياد ومهنية الإدارة، والتحديات الأمنية ومكافحة الإرهاب ومواضيع أخرى(1).
وأعقبت ذلك الحوار انتخابات تشريعية شاركت فيها أحزاب تابعة للنظام وأخرى معارضة كانت نتيجتها حصول الأخيرة على حوالي 37 نائبًا (حزب تواصل الإسلامي: 16 نائبًا وهو ما منحه ترؤس مؤسسة المعارضة، وحزب الوئام: 10 نواب، وحزب التحالف الشعبي التقدمي: 7 نواب، والتحالف من أجل العدالة والديمقراطية: 4 نواب، من أصل 147 نائبًا لأحزاب النظام وأغلبيته الحاكمة)(2). غير أن جزءًا رئيسيًّا آخر من المعارضة ظلَّ مغاضِبًا للنظام مبتعدًا عن الحوار معه حتى أسَّس لنفسه كيانًا تحت عنوان "المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة"، ويتكون من 14 حزبًا سياسيًّا وعشرات المنظمات من المجتمع المدني وأربع مركزيات نقابية وحركات شبابية وشخصيات وطنية مستقلة بارزة، تضم رئيسًا سابقًا وحقوقيين وضباطًا ووزراء متقاعدين وغير ذلك. وبعد مؤتمر دامت أشغاله من 28 فبراير/شباط إلى 2 مارس/آذار 2014 في نواكشوط أعلن صراحة في وثيقته التأسيسية أن موريتانيا تعاني من "تهديد الوحدة الوطنية واستمرار سياسات التهميش التي لا تراعي التعدد والتنوع الثقافي والاجتماعي، والتمادي الرسمي في تجاهل مخاطر ممارسات الاسترقاق والفساد والنهب والاستحواذ على موارد البلد من طرف فرد أو على الأكثر، من طرف مجموعة استولت على السلطة بالقوة، وتدجين مؤسسات الدولة وتقزيمها، وتفاقم الفوارق الاجتماعية، والبطالة والفقر وتدهور التعليم والصحة والعدالة، والتلاعب بالانتخابات بما يمنع التناوب عن طريق صناديق الاقتراع بفعل وجود حزب سياسي ومرشحين يحظون بالدعم الواضح من طرف الدولة، في الوقت الذي يقع فيه منافسوهم عرضة للحرمان من قبل السلطة". وعن سبل الخروج من هذه الوضعية فقد اعتبر المنتدى الحوار الذي وصفه بــ"الصريح والمسؤول" الخيار الأساسي للتوصل إلى حل توافقي لمشاكل البلد" كما أعلن عن تنظيم تظاهرات جماهيرية سلمية ضمن نشاطات سياسية وإعلامية وتحركات دبلوماسية(3).
سقف الحوار وحدود التنازلات الممكنة
بعد اعتراف الجميع بالأزمة رغم التباين في تقييمها وتوصيف حجم مخاطرها، تصاعدت في الآونة الأخيرة الدعوات مجددًا للحوار دون اتفاق على الآلية المناسبة له. وربما يفسِّر ذلك السِّجال الذي استمر أشهرًا بين أحزاب الأغلبية الحاكمة والمنتدى المعارض، والذي تُرجِم في وثيقة وُصفت بــ"الممهدات" بسبب حالة الانسداد التي بلغتها الحياة السياسية الموريتانية في السنوات القليلة الماضية؛ حيث اقترحت الوثيقة المذكورة مرحلتين، تتضمن الأولى جملة إجراءات لبناء الثقة " كإطلاق بعض السجناء والناشطين واحترام الدستور والمأموريات الرئاسية، ودمج الحرس الرئاسي في هيكل الجيش الوطني، وفتح وسائل الإعلام العمومية للجميع، ومراجعة الأوضاع المعيشية لغالبية السكان، واحترام القانون 54 لسنة 2007 المحدد للتصريح بالممتلكات العامة لرئيس الدولة وأعضاء الحكومة وغيرهم.. إلخ"(4). ثم اتفاق إطار يتضمن مطالبة رئيس الدولة بالتزامات محددة كحياد المصالح العامة في الصراع السياسي وبالتعامل المتساوي والعادل مع كافة المواطنين، خصوصًا في مجال التوظيف. وضمان نظام قضائي عادل ومستقل وذي مصداقية، وتنظيم انتخابات توافقية سابقة لأوانها، مسبوقة بحزمة من الإصلاحات الانتخابية الضرورية والمصاحبة، واختيار حكومة توافقية تحظى بقبول جميع الأطراف وتفويضها بالصلاحيات اللازمة، مع التزام المعارضة بدعم الحكومة التوافقية في تطبيقها لاتفاق الحوار(5).
وتعتبر المرحلة الثانية بمثابة تجسيد فعلي لعقد اجتماعي وطني شامل وموسَّع يشترك جميع الأطراف في صياغته حول الوحدة الوطنية بكل عناوينها ودولة القانون واستقلال القضاء، ودور المجتمع المدني وحياد الإدارة والتوافق في الملفات الوطنية الكبرى إجمالًا، بما فيها التفاهمات المتعلقة بعقلنة تسيير الموارد العامة والهبات والمساعدات المالية الدولية ومسائل الأمن العام والحكامة الرشيدة(6).
يتضح أن سقف الحوار قد طاول مختلف القضايا والمسائل الكبرى في محاولة لرسم ملامح الدولة والمجتمع في موريتانيا ربما لعقود قادمة في ظل أوضاع محلية وإقليمية متسارعة وضاغطة ومؤثرة. وفي الوقت الذي ترى فيه أوساط الأغلبية أن الحكومة قد تعاطت بشكل إيجابي مثمر مع وثيقة الممهدات وقدمت تنازلات مناسبة وهيأت الظروف لعقد جلسات اللقاء التشاوري التمهيدي للحوار الوطني الشامل بنواكشوط من 7 حتى 14 سبتمبر/أيلول 2015؛ حيث وصفت أشغال اللقاء المذكور بأنها جرت في ظروف مناسبة وطبعتها الجدية والصراحة في النقاشات والمسؤولية في الطرح والديمقراطية في تناول مختلف القضايا التي كانت شائكة في بعض الأحيان(7). وقد قاطعت أحزاب المعارضة التي يمثلها المنتدي الحوارَ المذكورَ واصفة إياه بالمهزلة التي تعكس النهج الأحادي للحكومة، وخطوة تشكِّل هروبًا إلى الأمام. رغم أن كتلة المعاهدة التي تضم الأحزاب المشاركة في حوار عام 2011 مع الحكومة قد شارك رئيسها الدوري بيجل ولد هميد في الجلسة الافتتاحية، لكنه أكد أن مشاركته جاءت لمطالبة الحكومة بتعليق هذه الجلسات من أجل إعطاء الفرصة للجهود المبذولة لإقناع المنتدى بالمشاركة في الحوار حتى لا يكون منقوصًا(8). واعتبر بعض المراقبين أن النظام والمعارضة مدعوان لتقديم تنازلات جدية من أجل إنجاح الحوار المفترض، ودون ذلك فإن الأزمة السياسية ستظل تدور في حلقة مفرغة.
فرص النجاح والفشل
من خلال نتائج اللقاء التشاوري الأخير الذي حدَّد موعدًا شبه نهائي للحوار الشامل والموسع ينطلق بمن حضر في الأسبوع الأول من أكتوبر/تشرين الأول، فإن التساؤلات تظل عالقة حول فرص نجاح الحوار المذكور في ظل غياب طيف سياسي ربما لا يجمعه إلا الموقف من النظام الحاكم منذ سنة 2008. ولهذا سينجح الحوار كلما كان محل مشاركة من أوسع القوى والأحزاب السياسية، خصوصًا ذات السابقة في المعارضة والتأثير الرمزي، حتى لو لم تترجم ذلك الصناديقُ الانتخابية عادة. كما أن مأسسة الحوار وجدولته في أسسه وموضوعاته بين الأحزاب السياسية سواء في السلطة أو في المعارضة هي الضمانة الأكيدة لنجاح الحوار.
يحمِّل بعض المراقبين النظام الحاكم في موريتانيا المسؤولية الأكبر في قضية نجاح الحوار أو فشله، لأن السلطة ممسكة بزمام الموقف من الناحية العملية، ولهذا فهي في حاجة إلى تقديم تنازلات جدية لإخراج البلاد من الأزمة، والتأسيس ربما لمستقبل أفضل من خلال الفوز بالأغلبية في الاستحقاقات الانتخابية القادمة ورسم ملامح المرحلة بشروط النظام وأغلبيته. أمَّا المعارضة التقليدية فليس لديها ما تخسره بعد أن فقدت مواقعها الانتخابية والسياسية في الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ، ولم يعد لديها نافذة لتقديم رؤاها وأفكارها بالشكل الفعال. ولهذا فإنها قد تلعب بورقة توتير الأوضاع الداخلية لإحراج السلطة أو كسب ودِّ الشارع السياسي وتعاطفه حتى ترتب على ذلك محصِّلة سياسية وأمنية، قد تكون ساحة ربح جديد لها بعد طول انتظار.
وتعترض الحوار من جانب آخر فرص فشل وإخفاق بالنظر إلى المعطيات التالية:
  • يعاني ائتلاف أحزاب الأغلبية عمليًّا من غياب التشاور الحقيقي بين مكوناته، وهو ما أفقده بعض الدينامية والحيوية، بدليل غياب آلية ديمقراطية واضحة لتداول مواقعه القيادية، وعدم قدرته على الفعل والتأثير بالشكل الذي يسوِّق لمنجزات النظام، ويقدم الأخير بشكل مقبول ومنطقي خصوصًا لجهة تدبيره للملفات التنفيذية في مجالات التجهيز والنقل وإدارة المالية العمومية وتعبئة الموارد على سبيل المثال.
  • الائتلاف الحاكم، باستثناء ما جسَّده من تفاعل مع كتلة المعاهدة (حوار عام 2011) أظهر عجزًا بيِّنًا في التفاهم في حدوده الدنيا مع نظرائه في المعارضة التقليدية؛ الشيء الذي يطرح أكثر من علامة استفهام حول مدى تسلحه بالوعي السياسي اللازم في الحوار مع الآخر.
  • إن عدم القدرة على طول النفس في التعامل مع أحزاب المنتدى والقبول بالاستفراد بالوضع السياسي المحلي استئثارًا به، قد يدفع المعارضة للتشدد في مواقفها السياسية؛ مما قد يسهم في إدخال البلاد في أزمة مستعصية ليس فيها رابح إلا قوى داخلية متحفزة، وخارجية متربصة تنتظر لحظة إشعال الأزمة.
إن سياق استقراء مخاض الحوار العسير في موريتانيا يؤشِّر ربما لاحتمال حدوث بعض فرضيات السيناريوهات التالية:
السيناريو الأول: وفي سياقه قد يتأجل الحوار من أجل إشراك كافة الأطياف المعارضة ومكوناتها؛ ما قد يدفع النظام وأغلبيته للقبول بحكومة انتقالية توافقية موسَّعة تشارك فيها المعارضة بحقائب وزارية فنية ومهمة، ويحتفظ فيها النظام ببعض أو كل وزارات السيادة، وذلك من أجل إعداد المدونة الانتخابية والإشراف على تنظيم انتخابات تشريعية وبلدية سابقة لأوانها من أجل إعطاء المعارضة زخمها في المشهد النيابي والمحلي القادم، للمشاركة في تسيير الشأن العام والإعداد لبرامج تنموية طموحة ترتكز على تنمية وترشيد الموارد الوطنية واستغلالها بشكل يؤدي في النهاية إلى تحسين الأوضاع المعيشية للسكان. واعتماد اللامركزية والأقطاب الجهوية للتنمية في الداخل والاستمرار في مشاريع الإسكان والمرافق والقاعدة الهيكلية الاقتصادية والاجتماعية وبرامج مشاركة الشباب والمرأة في الحياة العامة.
ربما يتم التوافق وفقًا لذات السيناريو المتفائل: أن تقبل المعارضة بتغيير دستوري يفتح المأموريات الرئاسية لأكثر من دورتين، مقابل عدم وضع سقف لسنِّ الترشح للرئاسة لإتاحة الفرصة أمام زعماء المعارضة لتجريب حظهم في المحاولة لأكثر من مرة. وهناك أصوات معارضة وموافقة تطالب بإلغاء الغرفة الثانية (مجلس الشيوخ) مقابل الزيادة العددية للنواب، من خلال لوائح وطنية للشباب والنساء على المستوى الوطني.
أمَّا السناريو الثاني، فيتمثل في تفادي النظام سماع أصوات معارضيه بإيجاد معارضة بديلة ومقبوله له تشارك في المشهد السياسي، وتبذل جهدًا في إظهار قدرتها على التفاعل مع مختلف الاستحقاقات التي قد يوصي بها الحوار، وهذا السيناريو لا يتوقع أن تستسلم المعارضة التقليدية للأمر الواقع، وربما قد تتكتل في سابقة تاريخية في جسم سياسي جبهوي موحد، وتعمل على الاستثمار في المجموعات الشرائحية المطلبية أو النقابية من أجل تعبئة الشارع من خلالها والعمل العلني على تأزيم الأوضاع السياسية والأمنية في البلاد، في محاولة لإثبات قدرتها على التأثير، وهو ما قد يسهم في دفع السلطة إلى إعلان حالة الطوارئ لمواجهة الأزمة ودخول الأوضاع مرحلة لا يمكن التنبؤ بمآلاتها.
____________________________________
د. أحمد ولد نافع - خبير وباحث ومحاضر جامعي موريتاني، جامعة العلوم الإسلامية بالعيون موريتانيا.
الإحالات
(1)  لفهم جوانب من أزمات المعارضة في موريتانيا، انظر: تقرير منشور بتاريخ 26 سبتمبر/أيلول 2015، على الرابط:
http://studies.aljazeera.net/reports/2015/06/201562995952450891.htm
(2)  للاطلاع على نتائج الانتخابات في موريتانيا يمكن الدخول إلى موقع اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات على الرابط التالي الذي تمت زيارته بتاريخ 27 سبتمبر/أيلول 2015:
http://www.ceni.mr/spip.php?page=sommaire_ar
(3)  لمعرفة ظروف تأسيس المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة يمكن الاطلاع على جريدة السفير، بتاريخ 27 سبتمبر/أيلول 2015، على الرابط:
essevir.mr/index.php/n/29-2011-07-23-23-24-36/8442-q-q-.html
(4)  وثيقة الممهدات منشورة على الموقع الصحفي التالي بتاريخ 26 سبتمبر/أيلول 2015:
http://www.enass.info/index.php?option=com_content&view=article&id=6098:-qq-&catid=1:latest-news&Itemid=50
(5) المرجع نفسه.
(6)  الوثيقة نفسها.
(7)  نص التقرير الرسمي للملتقى التمهيدي للحوار السياسي كما نشره موقع حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم بموريتانيا، وقد تمت زيارته بتاريخ 28 سبتمبر/أيلول 2015:
http://www.upr.mr/article1144.html
(8)  حول تغطية إخبارية للجلسات التمهيدية للحوار، يمكن متابعة الرابط التالي الذي تمت زيارته في يوم 25 سبتمبر/أيلول 2015:
http://www.aljazeera.net/home/print/f6451603-4dff-4ca1-9c10-122741d17432/2e9e5897-5b27-40bf-
9fc8-3aad0507571

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*** : المصدر :
نقلا عن مركز الجزيرة للدراسات  ضمن سلسلة تقارير  و تم نشره بتاريخ 4 اكتوبر 2015، و هذا رابطه :
http://studies.aljazeera.net/ResourceGallery/media/Documents/2015/10/7/201510783811632734Mauritanian-Dialogue-opposition-regime.pdf

10 سبتمبر 2015

الجزء الأول من كتابي " تحليل اقتصادي لدوال الاستهلاك في الاقتصادات الافريقية مع حالة دراسية على موريتانيا و جنوب افريقيا خلال الفترة 1970 - 2004"

إخوتي الأعزاء ..أخواتي العزيزات،،،
يسعدني ، بعد الترحيب بكم ، أن أتيح للراغبين منكم  ، من أهل الإختصاص و المهتمين بالقضايا و الدراسات الاقتصادية ، الاطلاع و الاستفادة من أطروحتي لنيل درجة التخصص الدقيق ( الدكتوراه) في الاقتصاد  في سنة 2008 من أكاديمية الدراسات العليا في ليبيا  - قسم الدراسات الاقليمية ، و التي  قامت دار الاصالة و المعاصرة  في ليبيا بنشرها  مشكورة في مستهل سنة 2010 في طبعة أولى ..

وهذا رابط الجزء الأول ( بصيغة بي دي إف)  من الأطروحة  ويبدأ من الغلاف و حتى  الصفحة 111.

https://drive.google.com/file/d/0B9-VJrHo0zmbU0pyekJxS182a0E/view?usp=sharing


2 سبتمبر 2015

كتاب " التفصيل والتبيين لحكم طمس وهدم أضرحة ومقابرالمسلمين" للفقيه عبد الرحمن ولد عبدي

كتاب صدر مؤخرا من تأليف الأستاذ الفقيه عبد الرحمن ولد عبدي بعنوان :
التفصيل والتبيين لحكم  طمس وهدم أضرحة ومقابرالمسلمين"..
وهو عرض شيق يحاول أن يصحح المفاهيم بخصوص قضية حكم طمس و هدم  اضرحة و مقابر المسلمين .
للإطلاع على الكتاب يمكن الضغط على الرابط التالي :
https://drive.google.com/file/d/0B9-VJrHo0zmbMGxPODlTWmJidjQ/view?usp=sharing

31 أغسطس 2015

مراجعة تحليلية لكتاب " أجراس الرعب من التكفير إلى التفجير"

 بقلم  د. أحمد ولد نافع
باحث و أكاديمي  بجامعة العلوم الإسلامية بالعيون.


   صدر مؤخرا للأخ الصديق و الكاتب الإعلامي الموريتاني سيدي محمد بن جعفر كتاب بعنوان : " أجراس الرعب من التكفير إلى التفجير" . حيث قسّم المؤلف منهجيا كتابه إلى : تمهيد ، و أربعة فصول ، و خاتمة .

20 يوليو 2015

الفعاليات الرياضية من الموسم الثقافي السنوي لجامعة العلوم الإسلامية بالعيون للعام 2015-2016

انطلقت فعاليات الرياضة البدنية في ملعب الجامعة الرئيسي ضمن الأنشطة السنوية المتنوعة للموسم الثقافي الذي دأبت عليه الجامعة منذ تأسيسها قبل أربع سنوات بالتعاون بين مكتب أعضاء هيئة التدريس و رئاسة الجامعة . 
 و تتنافس على البطولة الكروية للموسم الفرق الرياضية لكليات الجامعة وبحضور حاشد من جمهور مدينة العيون عاصمة ولاية الحوض الغربي .

18 يونيو 2015

تهنئة رمضانية

السلام عليكم ..
بمناسبة حلول شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس و بينات..
يسعدني أن أهنئ جميع المسلمين بهذه السانحة الإيمانية الرائعة ضارعا إلى الله سبحانه وتعالى أن يوفق الجميع لصيام نهاره و قيام ليله ..تعبدا لله سبحانه على نحو ما جاء به نبي الهدى الخاتم الناصر الحق بالحق عليه و آله الصلاة و السلام..
إنها فرصة لمراجعة النفس بشكل جذري لقياس مدى القرب أو البعد من القيم الروحية التي دعانا النبي الأكرم إليها ..قيم التسامح و فعل الخيرات و اجتناب المنكرات و الأمر بالمعروف..قيم الأخلاق الكريمة و الشمائل الزكية من احترام الجار و الآخر و مساعدة المحتاج و الإيثار على النفس رغم الخصاصة و البذل و العطاء و الجود و الكرم و الطيبة ...و..و....الخ..
فهل تكون مناسبة الشهر الكريم مجالا للقرب أكثر من هذه القيم الفاضلة..أم ستضيع الفرصة على غرار الفرص الكثيرة التي نضيعها في كل يوم إن لم يكن في كل لحظة!
الله ولي التوفيق و هو الهادي بمنه إلى سواء السبيل.

18 أبريل 2015

دورة تكوينية عن الأسواق المالية

نظم قسم الاقتصاد الإسلامي بكلية الشريعة في جامعة العلوم الإسلامية بالعيون دورة تكوينية مساء امس الجمعة 17 ابريل 2015 ، وقد كان عنوان الدورة " الأسواق المالية ..ماهيتها و أهدافها و ضرورتها للاقتصاد الموريتاني ".
وقد افتتحت الدورة التكوينية المذكورة بآيات من القرآن الكريم ، وبعد ذلك ألقى رئيس قسم الاقتصاد الاسلامي كلمة بالمناسبة أبرز فيها أهمية هذه الدورة لطلبة القسم و لكل المهتمين ، حيث إنها تأتي في إطار الدور الأكاديمي للقسم تحقيقا لأهداف الجامعة في ترقية البحث العلمي في مجالات البحوث العربية و الإسلامية و المجالات ذات الصلة . كما أنها المرة الثانية التي يتم فيها نقاش مسألة أهمية إنشاء سوق مالية في موريتانيا بعد المؤتمر الموسع الذي رعاه البنك المركزي الموريتاني أواخر السنة المنصرمة .
و قد شملت الدورة التكوينية المذكورة عروضا بحثية على النحو التالي :
المشاركة البحثية الأولى بعنوان : " ماهية الاسواق المالية و ضرورتها للاقتصاد الموريتاني " للأستاذ المحاضر د. أحمد ولد نافع رئيس القسم.
المشاركة الثانية بعنوان : " آليات عمل الاسواق المالية الدولية - نماذج و تطبيقات " للباحث أحمدو محمد الأمين أستاذ الاقتصاد الكمي في القسم .
المشاركة الثالثة تعقيب يتعلق بتوضيح الأحكام الشرعية لأصناف المعاملات الإسلامية في الأسواق المالية ( مسائل البورصة ، الأسهم ، السندات ...الخ) للدكتور محمد المختار ديه الشنقيطي أستاذ الحديث و فقه المعاملات المالية بالجامعة





.
ثم أعقب ذلك مداخلات من رؤساء الفروع المصرفية في الحوض الغربي مثل البنك الموريتاني للتجارة الدولية ، و صندوق الايداع و التنمية ، و غيرهما .
وفتح مجال النقاش و الأسئلة للطلاب و الجمهور الذي تنوع حيث شمل اتحادية التجار و بعض الفاعلين الاقتصاديين في مدينة العيون عاصمة الحوض الغربي ، إضافة إلى الأمين العام للجامعة ، و عميد كلية اصول الدين ، و نائب عميد كلية الشريعة ، و الأمين العام لكلية اللغة العربية و العلوم الإسلامية ، و رؤساء الأقسام العلمية في كليات الجامعة  .
و اختتمت الدورة بتوصيات عامة أكدت على أهمية إنشاء سوق مالية في موريتانيا للإسهام في تعزيز وتيرة النمو الاقتصادي في البلاد .

11 يناير 2015

دراسة علمية عن " نتائج تجربة الاصلاح الاقتصادي في دول افريقيا جنوب الصحراء ..حالة موريتانيا خلال الفترة 1985 -2011 "


صورة غلاف المجلة العلمية المحكّمة | دراسات موريتانية" العدد 2 / يناير /2014 / و يظهر  عنوان البحث  أول قائمة العناوين من اليمين

***************************
إنها دراسة  علمية عن تجربة الاصلاح الاقتصادي في موريتانيا ، من حيث المضمون ، حاولت نقاش آثار و سياسات تلك البرامج من حيث نتائجها التنموية ..  للإجابة على حزمة التساؤلات من قبيل : ماهي برامج الاصلاح الاقتصادي التي طبقتها و لا تزال موريتانيا ، كمعظم دول افريقيا جنوب الصحراء ، و هل أسهمت في تحقيق الأهداف التي قيل إنها ستحققها في تحقيق التوازنات الداخلية و الخارجية ، على مستوي الاقتصاد الجزئي ، و الاقتصاد الكلي .. وماهي التوصيات أو الحلول التي يجب على صناع السياسات الاقتصادية وعيها من أجل تجاوز التحديات المتجددة التي تفضي إليها برامج الاصلاح الاقتصادي و الهيكلي.


 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Hostgator Discount Code تعريب بلوغر ـ تطوير وتنسيق : yahya