16 أغسطس 2013

الحاج ابراهيم بوبكر كيتا رئيسا لجمهورية مالى

كما توقعنا سابقا ، و بناء على المعطيات الموثوقة التى توفرت لنا ،  فاز الحاج ابراهيم بوبكر كيتا ( 68 عاما )  بنسبة 77.61% بعد الفرز النهائي لنتائج الشوط الثاني من الانتخابات الرئاسية المالية المنظمة في 11/ 8/2013 .
  و هكذا فإن الحاج ابراهيم بوبكر كيتا  الذي سبق له أن شغل مناصب عديدة في بلاده من سفير في عدة دول ، ثم رئيسا للبرلمان المالي ، و رئيسا للوزراء في حكومة سلفه الفا عمر كوناري في النصف الثاني من التسعينيات من القرن الماضي .
 إنها تجربة سياسية غنية يتوقع أن يتسلح بها الحاج من أجل حل عويصات مشاكل بلده السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية ، و في مقدمتها المصالحة الوطنية التي تعرضت لششرخ كبير إثر الانقلاب العسكري في السنة الماضية الذي كاد أن يسبب تقسيم البلاد بعد سيطرة مجموعات مرتبطة فكريا بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي ، ما أدى إلى تدخل عسكري فرنسي في الاقليم الشمالي أعاده للتراب الوطني المالي .
 و يعتبر المراقبون أن الفوز الكبير الذي أحرزه الحاج ابراهيم يعود بالأساس إلى اصطفاف الكثير من قادة الرأي و الأحزاب الفاعلة و المؤثرة و المنظمات السياسية القوية كحركة تحرير أزواد ، و الشخصيات الإسلامية الأكثر تأثيرا في المشهد السياسي المحلي التي تظاهرة وراء دعم و مؤازرة الرجل . و كانت أبلغ جوانب ذلك الدعم ما أعلنه ، مثلا ،  شريف انيورو خليفة الحموية التيجانية محمدو ولد شيخنا أحمده حماه الله  الذي أعلن في بيان إعلامي دعمه للحاج ابراهيم بوبكر كيتا طالبا من مريديه ترجمة ذلك في الصناديق الانتخابية ، و لم يتوقف الدعم عند هذا الحد بل إن  الشريف الخليفة الحموي قدّم لوحده  100 مليون فرنك غرب افريقي كتبرع لصالح حملة المرشح الحاج كيتا ، الشيء الذي أعطى إشارة قوية و بالغة الدلالة  للرأي العام الوطني و الاقليمي و الدولي أن الحاج ابراهيم بوبكر كيتا هو رئيس الخمس سنوات القادمة في جمهورية مالى  بلا منازع.
  و يرتبط  ابراهيم بوبكر كيتا ، كغيره من المواطنين الماليين  الآخرين بعلاقات اجتماعية ضاربة الجذور  بالجوار الموريتاني ، مما يفترض أن يسهم في توثيق عرى العلاقات الثنائية بين البلدين الجارين موريتانيا و مالى ، الذيْن تقاسما مجال التأثير الحضاري قرونا طويلة  حتى الآن  كماهو معلوم .

شريف انيورو و خليفة الحموية التيجانية الشيخ محمدو بن شيخنا أحمدا حماه الله  مع الرئيس الفائز الحاج ابراهيم بوبكر كيتا في زيارة الأخير للأول في مقره في مدينة نيورو المالية .

2 أغسطس 2013

كلمة عن الانتخابات الرئاسية في جمهورية مالي 2013

بقلم - د.أحمد ولد نافع 
باحث و أستاذ جامعي

هل ستكون فرصة جديدة لبلسمة الجراح ..!!

المرشح ابراهيم بوبكر كيتا (68 عاما) مؤسس حزب التجمع من أجل مالي ..يجتاز للشوط الثاني في الانتخابات الرئاسية المالية 2013 بنسبة 39.23% أي بفارق كبير يناهز 20% عن أقرب منافس له غريمه اسماعيل سيسي ( صومايلا سيسي) ، رئيس حزب الاتحاد من أجل الجمهورية و الديمقراطية في مالي ، الذي حل ثانيا بنسبة 19.44% ..
أما زعيم حزب التحالف من أجل الديمقراطية في مالى ( وهو يوصف بأنه أكبر الأحزاب المالية ، و يختصر بالفرنسية الى "آديما") المرشح عبد الرحمن دامبلي ( درامان دامبلي) فقد حل ثالثا بنسبة 9.59% .
أما الترتيب الرابع فقد حل فيه المرشح موديبو سيديبي ، وهو رئيس وزراء سابق مثل ابراهيم بوبكر كيتا ، بنسبة 4.9%..
بينما تقاسم باقي المرشحين و عددهم 23 ما فضل من أصوات الناخبين في مالى الذين كانت نسبة مشاركتهم الإجمالية حوالي 51.5% ( أي حوالي 3520242 من أصل 6829696 هم مجموع الناخبين ) .
تأتي هذا النتائج لتضع حدا للجدل " الانتخابي" الذي استعر بعد توارد الأنباء عن سحق " ابراهيم بوبكر كيتا" (أو اختصار بالفرنسية إي بي كا ، وهي الاحرف الاولى من إسمه الثلاثي) لمنافسيه وفوزه من الجولة الأولى ، الشيء الذي كاد أن يسبب التوتر الجدّي لمنافسيه و خصوصا معسكر اسماعيل سيسي الذي عاش في الأيام القليلة الماضية تحت الصدمة و قارب أن يفقد صوابه لو لم يتأهل للشوط الثاني !!..

و يري المتابعون للانتخابات الرئاسية المالية أن حظوظ المرشح ابراهيم بوبكر كيتا ستتضاعف أكثر في الشوط الثاني ، بسبب أن كبار الداعمين الانتخابيين له سيجدون وقتا إضافيا لاستقطاب المزيد من الاصوات ، إضافة إلى قوة احتمال حصوله على تحالفات سياسية جديدة مع بعض منافسيه و أصدقائه السابقين الذين حصلوا على الترتيبين الثالث و الرابع ، مما يجعله يعزز فرص نجاحه بشكل مريح في الشوط الثاني المقرر في الــ11 من الشهر الجاري ..
و ربما تكون جسامة التحديات التي تنتظر الرئيس المالي المنتظر هي العامل الحاسم في كسب ود الناخبين في مالي ، الذين عانوا في الشهور الماضية من انقسام دولتهم أو تكاد بفعل سيطرة بعض المجموعات التكفيرية المتفرعة من تنظيم القاعدة و مشتقاته على شمال مالي و استماتتهم في التوغل جنوبا لضم المزيد من الأراضي بما في ذلك العاصمة باماكو التي اقتربوا منها قبل أن يباغتهم التدخل العسكري الفرنسي الذي قوض أحلامهم نهائيا!
إن ملفات استقرار الجمهورية المالية و الرفع من مستوى أداء اقتصادها الذي انهار بسبب الحرب و الارهاب و مضاعفاتهما ، و قضية المصالحة في شمال مالي مع سكان إقليم أزواد المطالبين بالعدل و الانصاف و حتى تقرير المصير منذ استقلال الدولة المالية في ستينيات القرن الماضي ..ربما تكون من أكثر القضايا إلحاحا في أجندة الرئيس المالي الذي تتضافر المؤشرات أنه ربما يكون " ابراهيم بوبكر كيتا" ، المتمتع بحنكة سياسية و تجربة طويلة قادته من باحث في المركز الوطني للبحوث العلمية في باريس و أستاذ تعليم عالي في جامعة باريس 1 الى مستشار للصندوق الاروبي و بعد ذلك اختير لرئاسة الوزراء و بعد ذلك لرئاسة البرلمان ..

فهل سيشكل فوز المرشح ابراهيم بوبكر كيتا فرصة تاريخية حقيقية تفتح أملا للماليين ليبلسموا بعض جراجهم النازفة ..ذلك هو السؤال الخطير الذي تتكفل الأيام بالإجابة عليه ..و إن غدا لناظره قريب!

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Hostgator Discount Code تعريب بلوغر ـ تطوير وتنسيق : yahya