29 نوفمبر 2013

ندوة علمية حول المقاومة الثقافية و الهوية الوطنية في جامعة العلوم الاسلامية بمناسبة ذكرى الاستقلال الوطني:


بمناسبة حلول الذكرى ال53 لعيد الاستقلال الوطني  نظمت جامعة العلوم الاسلامية بالعيون مساء أمس الأربعاء ، الموافق 27 نوفمبر 2013  ندوة علمية  بعنوان " دور المقاومة الثقافية في نيل الاستقلال وصون الهوية الوطنية بموريتانيا " .
و قد  ترأس  الندوة  ونسق أعمالها د. سيدي محمد ولد الجيد أستاذ علم الاجتماع بالجامعة ، و تولى عملية ربط افتتاحها الدكتور أحمد ولد نافع ( صاحب المدونة ) . وحضرها السيد محمد عبد الله السعودي مساعد والي الحوض الغربي و الأمين العام للجامعة  ، وعمداء ورؤساء أقسام كليات الجامعة وعدد من رؤساء المصالح الجهوية  بالولاية  ، و افتتح أعمالها الرئيس بالنيابة د . بابا ولد الطالب أحمد نائب الرئيس المكلف بالبحث العلمي والتعاون الدولي .  وقد تمثلت الندوة في ثلاثة محاور تناول أولها " دور الفتاوى الفقهية في المقاومة الثقافية "  ، في حين تناول  الثاني  " أدب المقاومة " وتناول الثالث " قراءة في ملامح صون الهوية من خلال الدستور الموريتاني "  ، و قد حاضر و عقّب بالندوة دكاترة من الجامعة هم  : أحمد كوري ولد يابه ، النانه بنت يمهل ، أحمد سالم ولد اباه ، محمد عالى اسلم ولد الناجي ، جعفر ولد مولاي الزين ،  جميلة بنت باداه .
وقد  تم إثراء هذه المحاور بمناقشات ومداخلات أبرزها مداخلة لرئيس قسم التاريخ بالجامعة ، د . محمد ولد سيدي محمد ولد احمده ، حول مشاركة كافة فئات المجتمع الموريتاني في المقاومة ،ركز فيها على دور المقاومة في المناطق الجنوبية المحاذية للنهر. كما ألقيت قصائد شعرية هادفة من الحضور ، و اختتمت بإنشاد الطلبة للنشيد الوطني .

24 أكتوبر 2013

محاضرة عن إشكالية الفقر و الحل الإسلامي*

شهدت قاعة المحاضرات و الندوات بجامعة العلوم الإسلامية بلعيون مساء أمس محاضرة علمية ألقاها الباحث الدكتور سعدبوه ولد سيداتي ، أستاذ الاقتصاد بجامعة انواكشوط ، و الباحث بقضايا الاقتصاد الاسلامي .
وقد بدأت فعاليات المحاضرة الموسومة بــ" إشكالية الفقر و الحل الإسلامي" بتقديم عام للمحاضر و الموضوع قدمه الدكتور أحمد ولد نافع ، أستاذ و رئيس قسم الإقتصاد الإسلامي بكلية الشريعة ، الذي رحب بالحضور و المحاضر ، مقدما توطئة عامة تبين أهمية نقاش و تحليل إشكالية الفقر في سياق تناولها في الاقتصاد التقليدي و الاقتصاد الاسلامي ، خصوصا أن المؤسسات الاقتصادية العالمية باتت تجعل من مسألة الفقر عنوان عملها و أيقونة تحركها على المستوى العالمي.
 بعد ذلك أفسح المجال أمام المحاضر الدكتور سعدبوه ولد سيداتي ، الذي اعرب عن سعادته لحضور هذه السانحة و اللقاء بأساتذة و طلاب جامعة العلوم الاسلامية بلعيون .
وقد توصل الباحث إلى أن هناك نقاط كثيرة يتلاقي و يختلف فيها   مفهوم الفقر بمستوييه النقدي و البشري في الاقتصاد و الشريعة الاسلامية.
منوها  الي أن المصطلح القراني "المسكنة"  يمثل الاطار الأوسع للفقر بمختلف أبعاده .و يتعين علي الباحثين في الاقتصاد الاسلامي اعتماده بدل مؤشرات الفقر البشري الأخرى .
وشدد الباحث على إمكانية تحديد نواظم لحساب هذا المؤشر  تتمثل في ربط النصيب في الدنيا بالحظ في الاخرة و أهمية الانفاق و العمل و السياق المحلي للفقر.
و تبقي ترجمة هذه المحددات علي شكل مقاييس عملية تطبيقية رهينة بمستوي التدبر في ايات الأحكام و نصوص السنة ذات الصلة و كذا مستوي التبصر لاختيار الأدوات العلمية الأكثر ملاءمة  و دقة.
و في الختام أفسح رئيس الجلسة الدكتور أحمد ولد نافع المجال أمام الزملاء الأساتذة و الطلاب الذين قاموا بتعقيبات و إبداء آراء و استفسارات حول الموضوع .
يذكر أن جامعة العلوم الإسلامية بلعيون ، هي ثاني جامعة تؤسس رسميا في موريتانيا منذ سنة 2011 ، و مقرها في مدينة لعيون (800 كلم شرقي العاصمة نواكشوط )، و تعلق عليها آمال كبيرة في إنجاح فكرة لامركزية التعليم العالي في موريتانيا ، و يرأس الجامعة الوزير السابق و الأستاذ الدكتور محمد ولد اعمر .

المصدر :
مواقع وطنية : وكالة أنباء الحرية ـ وكالة أنباء التواصل ، النشرة المغاربية ...
الصور من مفكرة الزميل د. أحمد سالم ولد اباه رئيس قسم اللغة العربية 
 افتتاح فعاليات المحاضرة ..و على يساري المحاضر د. سعدبوه ولد سيداتي

 من اليمين الى اليسار : د. احمد سالم ولد اباه (رئيس قسم اللغة العربية) ، و الدكتور سيد محمد ولد ابابه ، و د. محمد فال الحسن ولد امين ( رئيس قسم الجذع المشترك بكلية الشريعة) ، د. محمد ولد سيد أوبك ( رئيس قسم الفقه و أصوله)
 د. سيدي محمد ولد الجيد استاذ علم الاجتماع



9 سبتمبر 2013

مخطوطي :" منار الهداة على سبيل النجاة" و " بيان الطريقة المحمدية و سلوك أهل المعرفة السنية" لمؤلفهما " الأمين ولد الحاج عبد الرحمن ولد الحاج الأمين التواتي القلاوي" الملقب بــ" النقه"

يعتبر الأمين ولد الحاج عبد الرحمن ولد الحاج الأمين التواتي الغلاوي **، الملقب بــ:" النقه" أحد رؤساء قبيلة لقلال في زمانه ، حيث  اشتهر بالزعامة  و الشجاعة و الفروسية التي نهلها من معين أخواله الأمراء في إمارة أولاد امبارك المشهورين في فضاء الحوض و الساحل الموريتاني .
هذا هو الجانب المشهور لشخصية الأمين ولد الحاج عبد الرحمن ، غير أن المخطوطات التي تنتمي للفترة التي عاش فيها تظهر جانبا آخر " مستترا " من شخصية الرجل ، إذ يبدو أنه كان من منتجي ثقافة جيله و من أهل العلم و المعرفة ، وتكفي لإثبات ذلك إطلالة سريعة على مخطوطيه " منار الهداة على سبيل النجاة" في مسائل العقيدة التي تهم كل مسلم . و " بيان الطريقة المحمدية و سلوك أهل المعرفة السنية" و هو ورقات في مبحث  التصوف الإسلامي . حيث تعرض في هذين المخطوطين الذين نالت منهما عاديات الزمن و اختفت منهما صفحات و كادت تمحي أخرى لهذه الموضوعات الحساسة بأسلوب تراثي جذاب  مبسطا لغته في الكتابة ، ربما لإتاحة الفرصة للعامة للاستفادة مما ورد فيهما من ردود شافية على بعض " فسقة " زمانه ( و الوصف له من المخطوط الأول) و " مبتدعته" ( كما ورد في المخطوط الثاني).
و لعل الله ييسر لنا ، أو لبعض الباحثين المتخصصين ، تحقيق المخطوطين المذكورين ونشر ما فيهما من معارف و مسائل جديرة بالاهتمام بها و الاطلاع عليها .
و الشكر موصول لأحد حفدة مؤلف المخطوطين  أخونا البحاثة المدقق الأستاذ الدكتور الناني ولد الحسين  لإتحافنا بهذين الكنزين الثمينين و كانت أكبر هدية قدمها لنا في زيارتنا لبيته في قاهرة المعز قبل سنوات ، فله كل التقدير و الثناء الحسن .
 يقول ناسخه  في بدايته :" بسم الله الرحمن الرحيم و صلى الله على سيدنا محمد و آله وصحبه و سلم .. مبارك الابتداء ميمون الانتهاء .. قال الشيخ الفقه  السري البديه المصقع النبيه النهيد  الوجيه عند الله  و عند نبيه  الحبر الهمام ذو القدر و المقام  حليم الأنام  و غزالة الأقران  و كوكب الزمان  التابع لطريق الملك الديان الأمين بن الحاج عبد الرحمن .."
  وفي الصفحة  الأخيرة للمخطوط يقول :"  و هذا الكتاب كتاب منار الهدات على سبيل النجات و نتوسل إلى الله تعالى بما فيه  أن يختم لنا  بالخيرات و أن يبدل سيئاتنا حسنات  بجاه سيد السادات  صلى الله عليه و آله  أهل الخيرات  و أصحابه أنجم  الهدات  ءامين .. استودعت هنا شهادة  ان لا اله الا الله  و ان محمدا رسول الله  صلى الله عليه و سلم .."
 هذا الذي لم يزل  أطوى و أنشره *** حتى بلغت به ما كنت آمله
فسرْ عليه و جنب ما يجانبه  ***** فالعلم أنفس شيء أنت حامله

 و في هذه الصفحة يقول ناسخه :" تم بحمد الله و حسن عونه  في ظهيرة الإثنين  خمسة عشر من شوال  عام أربع و ثمانين بعد المائتين و الألف  على يد كاتبه  لحبيب بن محمد المصطفي  الغلاوي  ثم السيداوي  و الولاتي منشأ و الحوضي وطنا  لأخيه  في الله و جبيبه جدا  خطري بن عبد الله  بن الأمين  بن الحاج عبد الرحمن  بن الحاج الأمين .. اللهم اغفر لكاتبه و لكاسبه  و لوالديهما و لوالديهم و لجميع المسلمين  و الأشياخ .."
  وفي هذه الصفحة تاريخ الفراغ من تأليف كتاب بيان الطريقة المحمدية  أنه  وافق يوم الثلاثاء  25  ربيع الثاني  1228 هــ
عنوان صفحة مخطوط " بيان الطريقة المحمدية و سلوك أهل المعرفة السنية "

**** :  الحمد لله أن قدّر في أزله أنني أنتسب إلى هذا الرجل الرئيس الفقيه الفهامة " النقه" رحمه الله  و سلسلته قريبة مني بفضل الله ، فأنا و أعوذ بالله من قولها هو : العبد الفقير إلى رحمة مولاه " أحمدا بن إدوم بن محمد ( الملقب بباهْ)  بن الحاج بن نافع بن الأمين بن الحاج عبد الرحمن بن الحاج الأمين التواتي الغلاوي "

16 أغسطس 2013

الحاج ابراهيم بوبكر كيتا رئيسا لجمهورية مالى

كما توقعنا سابقا ، و بناء على المعطيات الموثوقة التى توفرت لنا ،  فاز الحاج ابراهيم بوبكر كيتا ( 68 عاما )  بنسبة 77.61% بعد الفرز النهائي لنتائج الشوط الثاني من الانتخابات الرئاسية المالية المنظمة في 11/ 8/2013 .
  و هكذا فإن الحاج ابراهيم بوبكر كيتا  الذي سبق له أن شغل مناصب عديدة في بلاده من سفير في عدة دول ، ثم رئيسا للبرلمان المالي ، و رئيسا للوزراء في حكومة سلفه الفا عمر كوناري في النصف الثاني من التسعينيات من القرن الماضي .
 إنها تجربة سياسية غنية يتوقع أن يتسلح بها الحاج من أجل حل عويصات مشاكل بلده السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية ، و في مقدمتها المصالحة الوطنية التي تعرضت لششرخ كبير إثر الانقلاب العسكري في السنة الماضية الذي كاد أن يسبب تقسيم البلاد بعد سيطرة مجموعات مرتبطة فكريا بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي ، ما أدى إلى تدخل عسكري فرنسي في الاقليم الشمالي أعاده للتراب الوطني المالي .
 و يعتبر المراقبون أن الفوز الكبير الذي أحرزه الحاج ابراهيم يعود بالأساس إلى اصطفاف الكثير من قادة الرأي و الأحزاب الفاعلة و المؤثرة و المنظمات السياسية القوية كحركة تحرير أزواد ، و الشخصيات الإسلامية الأكثر تأثيرا في المشهد السياسي المحلي التي تظاهرة وراء دعم و مؤازرة الرجل . و كانت أبلغ جوانب ذلك الدعم ما أعلنه ، مثلا ،  شريف انيورو خليفة الحموية التيجانية محمدو ولد شيخنا أحمده حماه الله  الذي أعلن في بيان إعلامي دعمه للحاج ابراهيم بوبكر كيتا طالبا من مريديه ترجمة ذلك في الصناديق الانتخابية ، و لم يتوقف الدعم عند هذا الحد بل إن  الشريف الخليفة الحموي قدّم لوحده  100 مليون فرنك غرب افريقي كتبرع لصالح حملة المرشح الحاج كيتا ، الشيء الذي أعطى إشارة قوية و بالغة الدلالة  للرأي العام الوطني و الاقليمي و الدولي أن الحاج ابراهيم بوبكر كيتا هو رئيس الخمس سنوات القادمة في جمهورية مالى  بلا منازع.
  و يرتبط  ابراهيم بوبكر كيتا ، كغيره من المواطنين الماليين  الآخرين بعلاقات اجتماعية ضاربة الجذور  بالجوار الموريتاني ، مما يفترض أن يسهم في توثيق عرى العلاقات الثنائية بين البلدين الجارين موريتانيا و مالى ، الذيْن تقاسما مجال التأثير الحضاري قرونا طويلة  حتى الآن  كماهو معلوم .

شريف انيورو و خليفة الحموية التيجانية الشيخ محمدو بن شيخنا أحمدا حماه الله  مع الرئيس الفائز الحاج ابراهيم بوبكر كيتا في زيارة الأخير للأول في مقره في مدينة نيورو المالية .

2 أغسطس 2013

كلمة عن الانتخابات الرئاسية في جمهورية مالي 2013

بقلم - د.أحمد ولد نافع 
باحث و أستاذ جامعي

هل ستكون فرصة جديدة لبلسمة الجراح ..!!

المرشح ابراهيم بوبكر كيتا (68 عاما) مؤسس حزب التجمع من أجل مالي ..يجتاز للشوط الثاني في الانتخابات الرئاسية المالية 2013 بنسبة 39.23% أي بفارق كبير يناهز 20% عن أقرب منافس له غريمه اسماعيل سيسي ( صومايلا سيسي) ، رئيس حزب الاتحاد من أجل الجمهورية و الديمقراطية في مالي ، الذي حل ثانيا بنسبة 19.44% ..
أما زعيم حزب التحالف من أجل الديمقراطية في مالى ( وهو يوصف بأنه أكبر الأحزاب المالية ، و يختصر بالفرنسية الى "آديما") المرشح عبد الرحمن دامبلي ( درامان دامبلي) فقد حل ثالثا بنسبة 9.59% .
أما الترتيب الرابع فقد حل فيه المرشح موديبو سيديبي ، وهو رئيس وزراء سابق مثل ابراهيم بوبكر كيتا ، بنسبة 4.9%..
بينما تقاسم باقي المرشحين و عددهم 23 ما فضل من أصوات الناخبين في مالى الذين كانت نسبة مشاركتهم الإجمالية حوالي 51.5% ( أي حوالي 3520242 من أصل 6829696 هم مجموع الناخبين ) .
تأتي هذا النتائج لتضع حدا للجدل " الانتخابي" الذي استعر بعد توارد الأنباء عن سحق " ابراهيم بوبكر كيتا" (أو اختصار بالفرنسية إي بي كا ، وهي الاحرف الاولى من إسمه الثلاثي) لمنافسيه وفوزه من الجولة الأولى ، الشيء الذي كاد أن يسبب التوتر الجدّي لمنافسيه و خصوصا معسكر اسماعيل سيسي الذي عاش في الأيام القليلة الماضية تحت الصدمة و قارب أن يفقد صوابه لو لم يتأهل للشوط الثاني !!..

و يري المتابعون للانتخابات الرئاسية المالية أن حظوظ المرشح ابراهيم بوبكر كيتا ستتضاعف أكثر في الشوط الثاني ، بسبب أن كبار الداعمين الانتخابيين له سيجدون وقتا إضافيا لاستقطاب المزيد من الاصوات ، إضافة إلى قوة احتمال حصوله على تحالفات سياسية جديدة مع بعض منافسيه و أصدقائه السابقين الذين حصلوا على الترتيبين الثالث و الرابع ، مما يجعله يعزز فرص نجاحه بشكل مريح في الشوط الثاني المقرر في الــ11 من الشهر الجاري ..
و ربما تكون جسامة التحديات التي تنتظر الرئيس المالي المنتظر هي العامل الحاسم في كسب ود الناخبين في مالي ، الذين عانوا في الشهور الماضية من انقسام دولتهم أو تكاد بفعل سيطرة بعض المجموعات التكفيرية المتفرعة من تنظيم القاعدة و مشتقاته على شمال مالي و استماتتهم في التوغل جنوبا لضم المزيد من الأراضي بما في ذلك العاصمة باماكو التي اقتربوا منها قبل أن يباغتهم التدخل العسكري الفرنسي الذي قوض أحلامهم نهائيا!
إن ملفات استقرار الجمهورية المالية و الرفع من مستوى أداء اقتصادها الذي انهار بسبب الحرب و الارهاب و مضاعفاتهما ، و قضية المصالحة في شمال مالي مع سكان إقليم أزواد المطالبين بالعدل و الانصاف و حتى تقرير المصير منذ استقلال الدولة المالية في ستينيات القرن الماضي ..ربما تكون من أكثر القضايا إلحاحا في أجندة الرئيس المالي الذي تتضافر المؤشرات أنه ربما يكون " ابراهيم بوبكر كيتا" ، المتمتع بحنكة سياسية و تجربة طويلة قادته من باحث في المركز الوطني للبحوث العلمية في باريس و أستاذ تعليم عالي في جامعة باريس 1 الى مستشار للصندوق الاروبي و بعد ذلك اختير لرئاسة الوزراء و بعد ذلك لرئاسة البرلمان ..

فهل سيشكل فوز المرشح ابراهيم بوبكر كيتا فرصة تاريخية حقيقية تفتح أملا للماليين ليبلسموا بعض جراجهم النازفة ..ذلك هو السؤال الخطير الذي تتكفل الأيام بالإجابة عليه ..و إن غدا لناظره قريب!

14 يونيو 2013

حاشية على مقال الأستاذ محمد يحظيه ابريد الليل*

بقلم / د. أحمد ولد نافع
باحث و أستاذ جامعي

لا و لن أخفي إعجابي الكبير بما يصدر بين سانحة و أخرى عن مفكرنا القومي العربي الكبير و كاتبنا الحائز على احترام و تقدير الكثيرين الاستاذ محمد يحظيه ولد ابريد الليل ، رغم أن المرات التي التقينا فيها كانت محدودة  ، و منذ سنوات ، خلال مشاركته ضمن المائدة المستديرة  للأساتذة العرب بدعوة من جامعة ناصر الأممية سابقا في طرابلس بالجماهيرية ، و بدعوة من الأستاذ الدكتور ابراهيم أبو خزام رئيس الجامعة ، و كان مرافقه في نفس المناسبة الأستاذ أحمد الوافي رئيس منتدى الفكر و الحوار الديمقراطي بموريتانيا . و كانت مداخلات الأستاذ ابريد الليل و تعقيباته موضع استحسان و محل قبول و إعجاب من العديد من المفكرين و المثقفين العرب من مختلف الدول و الجامعات العربية  داخل الوطن العربي و خارجه.



  ثم إن تلك اللقاءات النادرة على هامش اللقاء الفكري في جناح الأستاذ أحمد الوافي بالفندق الكبير أتاحت لي الاقتراب أكثر من هذا الطود الشامخ فكريا و قوميا و أخلاقيا.
 و منذ ذلك الوقت بتُّ أتابع – باهتمام - المقالات و التحليلات المتميزة التي يكتبها الأستاذ في غير ما مناسبة مثيرا جدلا لا يكاد يتوقف حتى يبدأ من جديد .
 و لعل ما أدلى به ، مؤخرا ، من حديث مع الخريجين من نادي التلاقي قبل أيام،  أثار أيضا تساؤلات ، و ربما استدراكات أو تعقيبات أو انتقادات مضمرة أو ظاهرة لدى البعض استمرارا لنفس الأثر الذي تخلفه – عادة - كتابات الأستاذ لدى النخبة و الكتاب و المثقفين و الاعلاميين في بلادنا .
   و كان من حسن الطالع طرح التساؤل ، ربما الأزلى ، عن " الدولة  الوطنية " في منكبنا البرزخي ، و لا أظن الأستاذ قد جانب الصواب بإشاراته الناطقة إلى القلق المتنامي نخبويا و سياسيا على مصير كيان دولة لم تكن بشكلها الحالى ، على الأقل - من صنعنا  - بل تمت بإرادة "ديغولية !"  لايماري فيها .
 غير أن ذلك لا يغفل حقيقة أن مؤسسي تلك الدولة  أو متداولى كرسيّ حكمها طيلة العقود الخمسة الماضية ، ومن شايعهم من  نخب تنتسب  ، حقيقة أو ادعاء ، إلى الثقافة و السياسة ، هم ربما من يتحمّل جزء  ، رئيسيا ، من عبء المسؤولية التاريخية و الأخلاقية المولّدة للقلق على المصير الذي أشار إليه الأستاذ!
    و قد عاصر الأستاذ و أترابه ميلاد جيل كان يرى في مجرد " تأسيس!" الدولة هدفا بحد ذاته . إلا أن الجيل الحالى يتساءل - بقوةٍ - عن ماذا قدّمت له  في مجالات التعليم و الصحة و غيرهما . جيل عيونه على " آخرين " و " دولهم" ، و مولع بالتقليد و المحاكاة  حتى ولو بالمفهوم الخلدوني لعلاقات الغالب بالمغلوب!!
   و إن هذا الجيل القلق ، ربما يكون متأثرا سلبيا بتداعيات تدخّل مؤسسات بريتون وودز في رسمها لــ"حدود" و "سياق" دور الدولة في مجتمعات كمجتمعاتنا  في عالم الجنوب..فهل تكون دولة متدخلة  أو مجرد دولة الحدّ الأدنى ..أم هي دولة في وارد طرحها هي ذاتها للخوصصة..إن الدولة باتت موضع تساؤل يكبر مع الزمن !
    كما أن التوظيف التاريخي لبعض المحطات المهمة في المخيال الجمعي للموريتانيين ( حركة المرابطين ، التجارب الأميرية " أولاد امبارك " و " رمزية الشيخ ماء العينين"..) للإيحاء التبريري لمسألة " البناء المائل " للدولة هو مسألة جديرة بالاهتمام و ربما تسعّر جولات متجددة من الجدل السياسي ، غير أن الانزياح الشمالي للمرابطين ، و الانزياح الجنوبي لأولاد امبارك ، و الهجرة الشمالية للعلامة الشيخ ماء العينين ... مثلما أوضح الأستاذ هو- برأينا المتواضع - مسألة تتنزل في عمق التشكل للدول و السلط الزمنية في الفضاء الساحلي الصحراوي  و التدافعات الحضارية  لتبادل منابع التأثير  شمالا و جنوبا و بالعكس ضمن مجال حيوي واحد لمجموعات بشرية أكسبتها السنون مزيدا من تشابك المصالح و تعاقب الأدوار و توزيع مغانم و مغارم حركة التاريخ البشري.
   إلا إذا كان في عرف الأستاذ أن " المغرب الاقصي : مراكش " ، أو " باغنة"  وحتى " كارطه " هي مناطق خارج النسق الحضاري لسكان هذه الأرض تاريخيا ، على الأقل منذ تجذّر الاسلام و التزاوج الحضاري بين الاسلام و الثقافة العربية مع الروافد البربرية و الزنجية في افريقيا.
   و أمام التساؤلات الجدية حيال مصير الأوطان التي باتت في مرمى التفكيك إلى أطر ما قبل الدولة نفسها . حيث مراحل البناء و التغيير التي تنوء بها التنظيمات الأسرية و القبلية و العشائرية الضيقة ..مما يرجع بحسب البعض إلى الشعور المتعاظم بأن " الدول " في تشكلاتها و تمظهراتها لا تعطي تمثيلا صحيحا للمجتمع الذي يفترض أنها تمثله .. مما يتطلب رجوعا إلى نقطة الأصل ( بلغة أهل الرياضيات) ، ليس بتفكيك و إعادة تركيب . بل بخلق حالة إجماع وطني حقيقي وليس افتراضي على الدولة وكل متعلقاتها من شعار و رموز و وثائق مرجعية من قوانين و لوائح  ودساتير ، وذلك من أجل أن تبني بناء " سليما = مستقيما " و ليس " مائلا" !!. 
  إن دولة تمثل مجتمعها حق التمثيل هي دولة مدعومة و مسنودة برافعة أبدية صنعتها إرادة المجتمع بكل مكواته و أطيافه و تنوعاته  .. و هذا هو رهان المثقفين " الصميميين " ، إن جاز الوصف ، أولئك الذين أشار إليهم الاستاذ في نهاية مقاله  ، و أهاب بهم ليعاكسوا التفكير السائد حتى لا يتحول المجتمع إلى قطيع ضأن!..
  و في نهاية هذه الحاشية من المهم التنبيه إلى أنه لا يعقل استمرار نخبتنا الفكرية و السياسية في دأبها إنتاج الخيبة السياسية و محاولات دونكيشوتية محمومة لوضع العربة أمام  الحصان دائما ، و تماهيها الأسطوري مع الدول المتعاقبة في زمننا السياسي منذ ما قبل تأسيس الدولة الحديثة حتى الآن ، و بلغت الأمور أوجها في قلب الحقائق و طعن المصداقية في مقتل ، و في سبيل الجلوس على كرسي الحكم فلا قيمة لأي إنجاز وطني للعامة و ليس للخاصة وخاصتهم ، من تأسيس الجامعات و المعاهد الفنية و المتوسطة و تعيين أئمة المساجد و منحهم رواتب شهرية وطباعة المصحف لأول مرة على حساب الخزينة العمومية ..و تحسين البنية التحتية و القاعدة الهيكلية لأية تنمية جادة ..رغم أن هذا ما كان ينبغي أن يكون منتهى " إنجاز" أية سلطة تحترم نفسها ، بعد تبديد جهود و عرق و موارد محدودة و ناضبة طيلة خمسة عقود ذهبت زبدا جفاء لم ينفع الناس.
 وخلال تلك المراحل اتسمت الوضعية بأن أية سلطة جاءت تلعن أختها السابقة و تسير على خطاها بمزيد من الهدر و التبذير..وكان ذلك من دواعي إنتاج القلق و اليأس وطنيا..و قد آن الأوان لإسدال الستار على الممارسات التي يدّعي الجميع ، أحيانا دون إثبات ، أنه يناقضها .. و ليتلاقي الجميع على كلمة سواء لحماية الدولة و تقوية أسسها و أركانها  موالاة و معارضة ... وأتصور أن هذه هي الرسالة التي أبلغها الأستاذ محمد يحظيه ولد ابريد الليل لخريجي  نادي التلاقي  الذين خاطب فيهم الدولة و نخبتها و مجتمعها ..فهل تراه أوصل الرسالة بوضوح ..أم أن الجدل سيظل مستمرا حتى إشعار آخر خصوصا في شعب رزق الجدل دون العمل. و الله المستعان..اهـ

ــــــــــــــ
* نشر  في مواقع :
صحراء ميديا + اقلام حرة + المحيط + أنباء الساحل + التواصل + البديل ...الخ

6 مايو 2013

اختتام الموسم الثقافي الأول و السنة الجامعية 2012/2013


اختتمت الليلة البارحة فعاليات الموسم الثقافي الأول و السنة الجامعية 2012 /2013 لجامعة العلوم الاسلامية بلعيون ، و ذلك في حفل بهيج أقيم في رحاب الجامعة وحضره جمهور غفير من السلطات الإدارية بولاية الحوض الغربي و رؤساء المصالح الجهوية  و ممثلي فروع البنوك و الإدارة الجهوية للتعليم و مدرسة تكوين المعلمين و عمدة بلدية لعيون و أساتذة و طلاب الجامعة و جماهير غفيرة من سكان المدينة  و ضواحيها   .



15 أبريل 2013

دورة تدريبية حول " أصول قراءة ابن كثير المكي ، من طريق الشاطبية"

حضرت ، باهتمام بالغ ، الجزء الثاني من الدورة التدريبية للزميل العلامة الدكتور أحمد كوري بن يابه ، أستاذ القرآن و علومه بكلية الشريعة ، حيث خصص موضوع الدورة حول " أصول قراءة ابن كثير المكي "..
ملخصا المحاور الرئيسية لقراءة ابن كثير  على تسعة عشر موضوعا ، منها : 
البسملة ، ميم الجمع ، هاء الكناية ، الهمزتان من كلمة ، الهمزتان من كلمتين ، الهمز المفرد ، النقل و السكت  ، الإدغام الكبير و إدغام  " إذ" و " قد " و تاء التأنيث و " هل " و " بل" ، حروف قبت مخارجها  ، الراءات ، اللامات ، الوقف على مرسوم الخط ، الإمالة ، التكبير ، الوقف  ، قواعد الفرش ( المخالفة لقراءة نافع )، التخفيف و التشديد  ، الاستفهام المكرر....الخ
 وقد أخذ الدكتور المحاضر عينات من طلاب كلية الشريعة من حفظة كتاب الله تعالى ( الذين يفوق عددهم الثمانين طالبا ، كما قال) و ذلك من أجل أن يطبقوا قراءة ابن كثير التي لم يتعودوا عليها قبل ذلك ..
 و في ختام الدورة التدريبية نصح المحاضر طلابه بالاهتمام بعلم التجويد إجمالا و مخالفة النظرة التقليدية المنتشرة في بعض المحاضر الشنقيطية من عدم أهمية التجويد إلا للمتخصصين فقط ..
 الأخ الزميل العلامة د. أحمد كوري ولد يابه وهو يستمع إلى أحد طلابه في دورة التجويد
 مع د."ممودو كان" أستاذ التاريخ الوسيط..و نحن نستعرض محاضرة عن التجويد
و يظهر في الصف الثاني الزميل د. أحمد سالم ولد اباه رئيس قسم اللغة العربية
 ( علاّمتنا و مقدّمُنا الصغير وسميّ جده ) " إدوم ولد نافع- الحفيد" ..و الطريف أنه حين رجوعنا الى المنزل و في الحصة المسائية المنزلية لحفظ و استظهار سُوّرِ حزبِ " سبّح اسم ربك الأعلي" بدأ في محاولة مجاراة ما سمعه في الدورة عن تجويد القرآن الكريم ، و أكثر من ذلك عرض فكرة مهاتفة الدكتور أحمد كوري من أجل إسماعه ذلك!.. و ربما كان صادقا من ذهب الى القول إن العلم في الصغر كالنقش في الحجر..خلافا للعلم في الكبر المشبّه بالكتابة على المدر..سبحان الله وبحمده.

ندوة حول التعليم في عصر العولمة

استمتعت بالحضور لفعاليات الندوة العلمية حول التعليم في عصر العولمة ، نظرا لما تضمنته من موضوعات شيقة في محاور ثلاث ..
المحور الأول : أهمية التعليم باللغة العربية في عصر العولمة .. تناوله العميد د. أحمد دولة ولد محمد الأمين
المحور الثاني : دور علماء السودان الغربي في نشر و تعليم الثقافة العربية .. تناوله الدكتور ممودو كان ، أستاذ التاريخ الوسيط بالجامعة

المحور الثالث :  عملية التعليم في زمن ثورة المعلومات .. للدكتور أحمد سالم ولد اباه ..أستاذ و رئيس قسم اللغة العربية بكلية اللغة العربية و العلوم الانسانية  بالجامعة.

و كانت الندوة العلمية فرصة للتذكير بعظمة لغة القرآن الكريم ( آخر الرسالات الدينية التي اكتملت بها النبوة و الوحي) و أهمية الحفاظ عليها تعليما و تعلما في كل الظروف و الأحوال .
كما أن مثقفي و علماء و فقهاء منطقة السودان الغربي ( التعبير التاريخي لمنطقة غرب افريقيا) بذلوا جهدا مشكورا في الاعتناء بهذه اللغة و أتقنوا فنونها و دارسوها تذوقا و إبداعا ..
 و ختاما .. فإن عصر ثورة المعلومات التي ذوت معها المسافات بين الإنسان و المعلومة  تشكل فرصة استثنائية لنمط تعليمي جديد 
E - Learning 
يجعل الإشكالية تتحول  من " آلية" تحصيل المعرفة  إلى  " تسيير" هذه الثروة المعرفية الهائلة و المتدفقة من كل اتجاه بلا حدود و لا مسافات ..
د. محمد ولد سيدي محمد ( أستاذ التاريخ ).. صاحب المدونة ..و د. سيدي محمد ولد الجيد ( أستاذ علم الاجتماع)..وخلفهم طلاب الجامعة
من اليمين الى اليسار : د. محمد سالم ولد اباه ( المحدّث )..د.أحمد كوري ولد يابه ( أستاذ القرآن و علومه و اللغة العربية)..و د. محمد ولد سيدي محمد ..و د. سيدي محمد ولد الجيد
صورة منصة ندوة التعليم في عصر العولمة ..و يظهر فيها من اليمين إلى اليسار : د. ممودو كان (أستاذ التاريخ الوسيط )..و د. محمد ولد الشريف احمد ( عميد كلية الشريعة ، و رئيس الندوة) ، د. أحمد دولة ولد محمد الأمين ( عميد كلية اللغة العربية).و د. أحمد سالم ولد اباه ( النّاقد)..و د. الشيخ التجاني ولد خيري ( علم الاجتماع)

9 مارس 2013

قراءة في كتاب " مسار المصالحة الوطنية و السلم الاجتماعي " لـ عبد السلام جمعة زاقود



صدر مؤخرا للباحث الليبي عبد السلام جمعه زاقود كتاب بعنوان "مسار المصالحة الوطنية والسلم الاجتماعي" بعدد صفحاته البالغة 288 صفحة من القطع المتوسطة، عن دار الزهران الأردنية في سنة 2012. وانقسم الكتاب منهجيا إلى تقديم، ومقدمة، وخمسة فصول، وخاتمة، مع تقديم للباحث والكاتب الموريتاني الحسين الشيخ العلوي.
وقد ورد في التقديم تحليل شمولي للوضع السياسي الليبي منذ الاحتلال الايطالي في 1911 وحتى 2012، مركزا على ما سماه المقدم العقلية "البدوية " التي حمّلها نصيبا معتبرا من فشلٍ كان السبب في ثورة 17 فبراير/ شباط 2011 على النظام السابق -على حد وصفه- الذي نقل قيم البداوة إلى السلطة، وهو ما تأثرت به النفسية الليبية.
ويلاحظ على التقديم أنه لم يمهّد الطريق السالكة إلى التحليل العلمي بين تداعيات خصائص العقلية البدوية وانتهاكات حقوق الانسان في المشهد الليبي الحالي، حيث نسب إلى المنظمات الحقوقية العالمية ( هيومن رايتس ووتش) قولها إن ما ارتكب حديثا يفوق ما ارتكبه النظام السابق!
كما أن الخصائص التي وسم بها التقديم العقلية البدوية، ليست على إطلاقها، لأن الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الإبن، - مثلا-  رفع غداة هجمات 11 سبتمبر 2001 شعار "من ليس معنا فهو ضدنا"، فهل يجوز وصف السلوك السياسي الأمريكي بأنه سلوك بدوي!! (وهذا ما انتبه له المؤلف نفسه في بعض هوامشه).
كما ورد في التقديم القول بقاعدية "لا تزر وازرة وزر أخرى"، وربما كان الصواب هو أنها آية قرآنية يمكن استنتاج قاعدة منها.
أما المؤلف، فقد أشار في البداية إلى أنه تهيّب كثيرا خوض غمار هذه التجربة، رغم عدالة قضيته الوطنية وحرصه على بيضة الدولة الليبية ووحدة شعبها وتماسك قبائله.
ثم تناول المؤلف - بعد ذلك - المداخل الأساسية للموضوع مناقشا جملة من المفاهيم العامة حول الوطن، الوطنية، والمواطنة، الشعب، الدولة، السيادة الوطنية، السلم الاجتماعي، الحكم الرشيد.
وتعرض المؤلف لتفسير مبادئ المصالحة الوطنية في ثمانية عشر مبدأ منها مثلا: "لا غالب ولا مغلوب  (ليبيا الغالبة) "، عدم استخدام العنف باسم الله تعالى، الأصل في الإنسان البراءة، احترام كرامة الإنسان، خطورة التنابز بالألقاب، التعصب القبلي والميز العنصري، خطر المكابرة والاعتزاز بالإثم، فضيلة العفو والتسامح، العفو عند المقدرة فعل الكرام.
كما عرّج المؤلف على ماهية المصالحة الوطنية وأهميتها وأهدافها وأبعادها المقاصدية، والثقافية، والأمنية، والقانونية والسياسية، والنفسية وصولا إلى البعد الإنساني العالمي، مع الإشارة إلى أهمية تحقيق المصالحة في أحوال النزاع المختلفة من النزاعات الأسرية والقبلية وغيرها.
واستعرض المؤلف نماذج من طرق المصالحة عبر التاريخ استلهم فيها قصص الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، كما وردت في القرآن الكريم، والسيرة النبوية ( مثل سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم  في الصلح في المدينة المنورة، وصلح الحديبية)، وأكّد أهمية هذه النماذج، كمُثل وسنن يحتذي بها الإنسان المسلم في حياته الخاصة والعامة، ليصل بتمثلها إلى حالة العفو التام والشامل على النحو الذي ظهر في سير أولئك العظماء والسائرين على طريقهم.
كما أورد المؤلف المصالحة اللبنانية، كحالة عربية، أثبتت أنها قابلة للتطبيق ( من نتائج اتفاق الطائف الذي أسدل الستار على الحرب الأهلية اللبنانية التي استمرت عقدا ونصف من الآلام والخسائر البشرية المهولة).
ولم يغفل الكاتب تحليل آليات تحقيق المصالحة والسلم الاجتماعي مبتدئا بتحديد العوائق ومنها أبرزها: (غياب وعي وثقافة المصالحة الوطنية. وخشية المصلحين من التخوين، والقوي الخارجية ودورها في تأخير المصالحة الوطنية، غياب الدولة الراعية للمصالحة الوطنية والسلم الاجتماعي ، أصحاب المصالح الخاصة، وأصحاب السوابق الجنائية، وارتفاع سقف مطالب التصالح ).
ويعتبر الكاتب أن هناك دولا محددة يمكنها لعب دور راعي المصالحة والسلم الاجتماعي، حيث توجد مصر والسعودية على المستوى العربي و هناك على المستوى الدولي فرنسا والنمسا، ويشير الكاتب إلى فكرة الوسيط الدولي وهي فكرة مستقاة من تجارب لبنان وزيمبابوي.
ويحلل المؤلف روافد المصالحة ليبياً (ومنها وحدة الدين الإسلامي، والاشتراك في منظومة القيم والعادات الاجتماعية، وتدني الكثافة السكانية، علاقات النسبية والمصاهرة داخل المجتمع)، ليحدد بعد ذلك خطوات المصالحة وأشكالها، ووسائلها (وأهمها: التسامح، العفو، العدل، الإحسان، الشوري، الأخوة الإيمانية، الوحدة الإنسانية، الاعتراف بالآخر).
 وفي نفس السياق  يحدد المؤلف  إجراءات عملية لتحقيق المصالحة مثل : إنشاء وزارة للمصالحة الوطنية والسلم الاجتماعي يعهد إليها بملف المصالحة، وتمنح الصلاحيات التنفيذية المناسبة لذلك.
ثم يختتم الكتاب بخلاصات أجمل فيها تفاعلات الأحداث في ليبيا ومخلفاتها السلبية، ونوه بمخاطر الأسلحة المنتشرة بين الناس مطالبا بجمعها من الجهات المختصة، وإبعادها عن متناول العابثين، ومناديا بحفظ الأمن وحراسة حدود الوطن وهي مسؤولية دينية وأخلاقية يتحملها الجميع، منهيا حديثه عن خطورة نهب الأموال العمومية ملتمسا من الفاعلين لذلك بالرجوع إلى الحق.
وقد بلغت مصادر ومراجع الكتاب حوالي اثنين وأربعين مصدرا ومرجعا، وثمانية مواقع الكترونية من الشبكة العالمية للمعلومات (الإنترنت)ـ  إضافة إلى أربعة ملاحق.
وبرغم الجهد البحثي البارز في الكتاب إلا أن عين الناقد لا تخطئ بعض الملاحظات الهامة، وسنورد - من - باب الأمانة العلمية - أبرزها:
  1. أن عنوان الكتاب غير محدِدٍ من الناحية المنهجية ، حيث يحتفظ شكله الحالي بغموض كثيف وإجمال غير مبرر، إذ لا يبين العنوان - للوهلة الأولى-  مكانا أو زمانا للمصالحة الوطنية والسلم الاجتماعي ( أين، ومن يشار إليه بالمصالحة )، فهل المصالحة المتحدث بشأنها في جنوب إفريقيا أو لبنان أو زيمبابوي. ومما زاد في الإبهام غموض وجه الصلة والانتماء الوطني للمؤلف، واكتفى فقط بالإشارة إلى أنه أكاديمي ومفكر عربي إلا أن ذلك لا يكفي من الناحية الموضوعية، صحيح أن واجهة الكتاب حملت  رسما للخريطة الليبية وتحتها الاسم مع لمسات فنية بالأيدي المتصافحة، لكن التضمين في العنوان الأصلي الرئيسي أمر بالغ الإيحاء غير واضح الدلالة..
  2. استهل المؤلف مقدمته بالحديث عن النظام السابق ومطالبة الناس له بالإصلاح ، ثم انتقل سريعا إلى أن هناك أطرافا للصراع في ليبيا دون أن يحدد تلك الأطراف على نحو دقيق، كما لم يصنف نفسه ضمن أي طرف.
  3. مع أن الكتاب تضمن إحالات مرجعية كثيرة لأغلب اقتباساته القرآنية والحديثية وغيرها، لكن بعض الآيات لم يشملها ذلك، كما أن مقولة الإمام أحمد بن حنبل حول عدم إلزامية رأيه في مسألة خلق القرآن لم تستفد من التوثيق المرجعي، مع أن هناك إحالات كثيرة إلى مسند أحمد وكتب لها علاقة بالمذهب الحنبلي، وكذلك كل الاقتباسات الاستهلالية المقترنة مع عناوين الفصول لعلماء أجلاء مثل الشعراوي، والأوزاعي، وابن تيمية.
  4. عدم التوسع في توضيح دور القوى الخارجية في الأحداث الليبية ابتداء، وهو ما أوقع الكاتب في تناقض بعد تركيزه على قدرة تلك القوى على رعاية المصالحة من حيث النتيجة، مع أن سياسيين ليبيين انتقدوا صراحة دور بعض القوى الخارجية وحملوها مسؤولية استمرار توتير الأوضاع الأمنية في البلاد.

    ومن الجدير بأي بحث علمي جاد أن يكون أكثر مباشرة وبعدا عن التورية والاستعارة دون أن يكون هنالك داع لذلك.
  5. يمكن اختصار مبادئ المصالحة في خمسة عشر مبدأ بدل الثمانية عشرة الواردة في الكتاب، لأن بعض المواضيع المدرجة ( مثل المصالحة أصل في الدين، ولماذا المصالحة، وآثار الحرب وتداعيات هجمات حلف شمالي الأطلسي " الناتو") يمكنها الانتقال إلى  حيز آخر من الكتاب وليس من ضرورة للإبقاء عليها ضمن المبادئ العامة للمصالحة الوطنية.

    كما يلاحظ أيضا أن المؤلف وضع أوصافا أو حدد مواقف أخلاقية من بعض تلك المبادئ مثل القول " مبدأ احترام كرامة الانسان "، لكنه أبقى مواقف أخرى خلوا من أي موقف، لماذا؟

    كالقول:" مبدأ تعذيب الانسان " فلماذا لا يكون مثلا " مبدأ رفض أو إدانة تعذيب الإنسان".

    وفي نفس السياق، ليس هناك تحديد عملي أو ميداني حول  فكرة " التنابز بالألقاب في الحالة الليبية " فماهي هذه الالقاب التي يُتَنابزُ بها من كل الأطراف، وفي إطار مبدأ " التعصب القبلي والميز العنصري" لم يقدم المؤلف أمثلة حية على ذلك، واكتفى بالجانب الوعظي الإرشادي المدين للتعصب وللميز العنصري البغيض، فهل يتحدث الكتاب عن ظاهرة متحققة فعلا وأين ذلك، أم يحذر من ظاهرة للحيلولة دون وقوعها..؟!
  6. إن التجارب العربية في المصالحة ( لبنان، الجزائر، المغرب ) هي تجارب دالة فعلا وتصلح للإفادة منها وأخذ العبر والدروس سواء  في الحالة الليبية أو في غيرها، غير أن تجربة الحقيقة والمصالحة في جنوب افريقيا هي أيضا تجربة رائعة وغير مسبوقة، إذ لم يكن يتصور أن يقبل السود ( وهم الأغلبية الساحقة ) الصفح والعفو عن البيض، وهم الأقلية الحاكمة المستعمرة سابقا لمدة عقود ثمانية، وقد ساموهم سوء العذاب وأوغلوا في امتهانهم وإذلالهم، ومع ذلك عفوا وصفحوا وتجاوزوا في سبيل بناء مستقبل آمن ومتصالح ومشترك، وقد كان متوقعا أن يفرد لهذه التجربة حيزا معتبرا، خصوصا وأن أرشيف التجربة منشور ومتاح ويمكن التأسيس عليه.
  7. مع أن المؤلف كتب بلغة عربية جزلة وقوية وأقرب إلى النخبوية، إلا أن في ثنايا الكتاب بعض الأساليب والتراكيب الغريبة من الناحية اللغوية كقوله " من ليس معك ليس بالضرورة هو ضدك"!
معلومات عن الكتاب
اسم الكتاب: مسار المصالحة الوطنية والسلم الاجتماعي
المؤلف: عبد السلام جمعه زاقود
عرض الكتاب: د. أحمد ولد نافع - باحث وأستاذ جامعي موريتاني
عدد الصفحات: 288
الناشر: دار الزهران للنشر – عمان – الأردن
سنة النشر: 2012.

نقلا عن موقع الجزيرة نت على الرابط :
http://studies.aljazeera.net/bookrevision/2013/02/201322693413768182.htm

7 مارس 2013

تواصل فعاليات الموسم الثقافي الأول بالجامعة

 الموسم الثقافي : لجنة مسابقة الشعر الفصيح و الملحون بالجامعة ( من اليمين الى اليسار :د. سيدي محمد ولد اجيد  عن لجنة تنظيم الموسم الثقافي ، أحمدو ولد محمدو " أستاذ  النحو في قسم اللغة العربية ، د. محمد الامين ولد اباه ولد عبد الله  أستاذ الفقه  و اللغة ، د. أحمد سالم ولد اباه رئيس قسم اللغة العربية و آدابها ."
  الإخوة  : عبدو ولد الطفيل ، د. محمد سالم ولد اباه أستاذ الحديث  و علومه ، والعبد القير الى رحمة مولاه ، د. ممودو كان أستاذ التاريخ و الحضارة .
جلسة مسائية ممتعة مع أستاذ الحديث د.  محمد سالم ، د. ممودو كان..

23 فبراير 2013

حضور لدورة أحكام تجويد القرآن الكريم للزميل د. أحمد كوري ولد يابه



مع الزملاء الأساتذة و نحن نحضر فعالية دورة تجويد  القرآن الكريم التي أشرف عليها و أعدها  الاخ الدكتور احمد كوري ولد يابه استاذ القرآن و علومه بكلية الشريعة 

17 يناير 2013

صاحب المدونة يحضر دورة تدريبية عن الصحافة الالكترونية في لعيون

نظم قسم الإعلام و الاتصال في كلية اللغة العربية و العلوم الإنسانية في جامعة العلوم الاسلامية بلعيون دورة تدريبية عن أساسيات الصحافة الألكترونية أنعشها الإعلامي الموريتاني محمد المختار ولد الخليل ، رئيس تحرير موقع الجزيرة نت .
و قد ركز المؤطر على أهمية الصحافة عموما ، و الصحافة الالكترونية على وجه الخصوص محددا للكثير من المفاهيم الاعلامية المتداولة و مبرزا دور وسائل الاعلام في هذا العصر المتميز بالتقانة و الاقتصاد المعرفي.
 و تنوعت فقرات الدورة من حيث المواضيع . و حرص  الزميل و الإعلامي محمد المختار ولد الخليل على إتاحة المجال أمام استفسارات طلاب قسم الإعلام و بعض الأساتذة الإعلاميين في الجامعة ، و كانت سانحة لتفاعل مختلف الآراء حول موضوعات الصحافة الالكترونية و الأخبار و السياسات التحريرية .
 و استمرت الدورة خلال الفترة الصباحية في قاعة المؤتمرات في الجامعة .

7 يناير 2013

إشكالية المثقف المستقل


في سلسلة ملاحقها الثقافية سألتني يومية الخليج الإماراتية  عن " المثقف المستقل " ..أين هو ؟ و هل هو موجود  في ظل الحديث عن دور المثقفين في الربيع العربي ؟


أجبتهم  :
"... إنه سؤال إشكالي بامتياز ، أن نتصور " استقلالية !" المثقف عن دوائر السلطة ليكون في الطرف المقابل لذلك في المعارضة مثلا ..فأهل الحكم و السلطان لا يريدون إلا المثقف المصطف إلى جانبهم ليبرر سلوكهم السياسي للرأي العام و الدهماء مهما كان ذلك السلوك شاذا و غير  مقبول دينيا أو سياسيا أو أخلاقيا .أما جماعات الرفض و المناوأة التي تعارض كل أو بعض سياسات السلطان ، فإنها هي الأخرى لا تقتنع بدور مثقف لا يجاريها في أفعالها  الحادة و المتوترة غالبا..
  و بالتالي فإن هذا الموقف هو ما يجعل المثقف في موقف لا يحسد عليه ، إذ يصعب عليه التوفيق بين طرفي النقيض .
و لا يرمي ذلك التوصيف تنقيصا من شأن المثقف الايديولوجي ، أو الحزبي ، لأن ذلك المثقف أيضا هو صاحب فكرة  و مبدأ قد يضحي في سبيلها بالغالي و النفيس .
و هذا ما يثير جدلا حول الوجود بالفعل لذلك النوع من المثقف المستقل في مواقفه و آرائه و اجتهاداته . و لعل إطلالة راجعة على التاريخ الثقافي العربي الإسلامي تدلل على محن كبرى تلقاها المثقفون في الحضارة العربية الإسلامية ، كانت برهانا على أن هناك نفرا من المثقفين الذين قدموا حياتهم ثمنا  لاستقلالية مواقفهم و آرائهم ، و تمترسوا ضمن خندق الاستقلال ( الذي قد يتقاطع في بعض جوانبه مع المعارضة ) رفضا و استدراكا على خندق السلطان ..
 و مع ذلك يبقي المثقف المستقل  عن الدولة و الحزب ، و الحكم أو المعارضة ، هو البديل المفترض و المأمول الذي قد يوقد شمعة الأمل من أجل مستقبل أفضل يكون بلسما لمشكلات الحاضر و عذاباته التي لا تنتهي إلا لتبدأ من جديد في حلقة مفرغة تعيد إنتاج ذاتها بشكل تلقائي .. سلاحه في سبيل ذلك التجرد و الصدق مع الذات و الآخر و التضحية و تقديم النموذج الأمثولة "

ولمن يرغب في متابعة ردود النقاد و الكتاب و المثقفين العرب المستطلعة آراؤهم حول السؤال يمكنه زيارة الرابط التالي :
http://www.alkhaleej.ae/portal/7c4747ac-096d-44d3-9abe-e25355b98bb4.aspx

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Hostgator Discount Code تعريب بلوغر ـ تطوير وتنسيق : yahya