25 نوفمبر 2012

هل يحصل الكاتب العربي على حقوقه ؟

جوابا على سؤال الخليج الثقافي ..ضمن ملحقها الأسبوعي ..تشرفت بالجواب التالي ، ضمن إجابات علمية معمقة لمفكرين و علماء عرب من ذوي الباع الواسع في الموضوع ..و كان نص السؤال :

هل يحصل الكاتب العربي على حقوقه المادية و المعنية  كاملة  في ظل حديث لا يهدأ ويتعلق  بمفردات عدة على رأسها الملكية الفكرية ؟
 فكان جوابي هو :
" وضعية الكاتب في الدول العربية هي رمز لأزمة الفكر و الثقافة العربية ، فالكاتب هو لسان حالها وهو الذي يعكس عمقها و قوتها .
و كان من المفترض مادام الكاتب العربي هو حجر الزاوية بهذا الشكل أن يحصل على حقوقه المادية لنشاطه الذهني الموصوف بالكتابة ، خصوصا أنه يجهد في نحت أفكاره من صخور معاناة أمته و شعبه محاولا كالطبيب تشخيص حاله  متحسسا أوجاعه مستعرضا تاريخه المرضي باحثا عن بلسم لشفائه . و هو بذلك قمين بأن يحظي بالتقدير الذي أقله الجانب المادي و أشمله ما يضيف إليه الحقوق المعنوية التي يحس معها بقيمة ما يقوم به من جهاد و مكابدة وهو يمارس فعل الكتابة .
 إن إشكالية حقوق الكاتب المادية و المعنوية  تتنزل في صميم الإشكالية الكبرى المسماة " الملكية الفكرية" التي هي من حيث الأصل  إحدى توابع و ملحقات اتفاقية التجارة العالمية ، و حقوق النشر هي إحدى الجوانب الرئيسية التي تدخل في الملكية الفكرية ..و يمكن إدراج قضية الكتابة و الكاتب العربي ضمن هذا البند .. فما يكتبه أو ينشره هذا الكاتب هو حق له محمي بموجب تلك الاتفاقية التي بصم عليها الجميع و له عليه أن ينال مقابلا عنه يكون مجزيا و متكافئا مع المادة ، موضوع النشر ،  التي لا يمكن تداولها أو نشرها أو الاستفادة منها ما لم ينل صاحبها كافة حقوقه المادية و المعنوية كاملة غير منقوصة ..
غير أن الأمور في الواقع العربي لا تسير وفقا لتلك التوصيفات النظرية الجميلة ، بل إن الكاتب العربي يظل أسيرا للمعاناة قبل أن يكتب ، بحكم محاذير الكتابة و إكراهاتها و القيود التي تسورها ، فهو يكتب في بيئة غير حرة لا تشجع على حرية الرأي و الفكر و الاعتقاد...و كثيرا ما دفع الكاتب العربي أثمانا باهظة لذلك . ثم إنه إذا كتب ، و تجاوز تلك المطبّات ، فقد لا يجد من يقرأ ما كُتبَ ، و قبل و بعد الكتابة ، يكون جهد كبير قد ضاع دون حق مادي أو  تقدير معنوي ..وهذه معاناة كبري يعيشها الكاتب العربي في المطلق.
ثم إن الرأي العام ، في بعض تقييماته المجانبة للصدق ، ينظر إلى الكتابة بأنها " شغل من لا شغل له "! وهذه هي الطامة الكبرى ..لأنه في هذه الحالة سيكون الحديث عن حقوق مادية و معنوية للكاتب العربي  هو لغو من القول ليس له " ما صدق " بلغة أهل الفلسفة .
  إن جهود الإصلاح و التغيير و النهوض في السياق العربي لن تكون في طور النضج و الحصاد ما دام الكاتب العربي بلا حقوق مادية أو معنوية ، فالآخرون الذين تبوأ الكُتّابُ فيهم منازلهم تقديرا و توقيرا حصدوا ذلك تغييرا في العقليات و السلوكيات بإعداد إنسان صالح للبناء و التنمية ، أما من  نزل بالكُتّاب من " عليائهم"! في تغيير المجتمعات ، فقد حصد ثمن ذلك تخلفا يتعمق خلال الزمن مزيدا من القهقهرى في التاريخ و الجغرافيا تأثيرًا و حضوراً .اهــ.
وهذا الرابط الخاص بالملف كاملا :
http://www.alkhaleej.ae/portal/0871f514-1161-4e23-90a9-ca36ddbff801.aspx

3 نوفمبر 2012

زيارة جبل النور بمكة المكرمة


الحمد لله ،،
من كثرة زحام الزوار ضيوف الرحمن لجبل نور النبوة في شمال شرقي مكة المكرمة لم نتمكن من الاختلاء لفترة طويلة في الجبل كما كان يفعل النبي الأكرم صل الله عليه و سلم حتى ظهرت أنوار النبوة عليه..
ان ارتفاع هذا الجبل الذي يفوق الــ 600 متر عن سطح البحر هو مظهر من مظاهر قدرة الله تعالى .. ففي أعلى هذا الجبل يقع " الغار" ( غار حراء ) الذي نزل فيه الوحي لأول مرة على النبي الأعظم عليه و آله الصلاة و السلام ..فكانت الشرارة التي انطلقت بها و معها هداية البشر الى الدين الاسلامي الحنيف ..الذي لن يقبل الله ممن يبتغي غيره دينا .. إنها آخر خطاب سماوي الى الارض يدعو الناس كافة الى دين الله الواحد الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ..

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Hostgator Discount Code تعريب بلوغر ـ تطوير وتنسيق : yahya