31 ديسمبر 2012

كل عام و الجميع بخير..في سنة 2013 ميلادية

السلام عليكم ،،  إخوتي  أخواتي ..
 زوار و متصفحي المدونة  الكرام ،،،

بمناسبة إطفاء شمعة  السنة المودعة 2012  و إشعال شمعة  السنة القادمة 2013   يسعدني أن أجدد بكم الترحيب في هذه السانحة الجميلة متمنيا لكم الصحة و السعادة و الهناء و تحقيق كل أمانيكم العاجلة  و الآجلة ..
  و فقكم الله العلي القدير لما يحبه و يرضاه و كل عام و أنتم  بخير ..
   
و لست في حاجة للتذكير- دائما - بقيمة الحوار العلمي الهادئ المسؤول ، و الخلاف في الرأي لا يجب أن يفسد للود قضية ..

و المدونة مفتوحة لتعليقاتكم و آرائكم و تعقيباتكم التي ستجد طريقها الى الرأي العام بدون مصادرة أو قيد من أي نوع..


فأهلا و سهلا  بكم ..و دوما الى اللقاء 

17 ديسمبر 2012

بعد عامين على " الربيع العربي ".. أية علاقة بين الثقافة و الثورة



 الخليج الثقافي يسائل العلاقة المتوترة بين الثقافة و الثورة بعد مرور سنتين على ما وصفه الإعلام بــ" الربيع العربي"!

أجاب العبد الفقير إلى رحمة مولاه ، ضمن كوكبة من مثقفي وكتاب الأمة على ذلك السؤال  الإجابة التالية ، المنشورة  في عدد يوم 17 دوجمبر 2012  :

يذهب الفيلسوف غرامشي إلى أن المثقف العضوي هو المثقف المتبني لقضايا الجماهير وانشغالات الناس الحقيقية وتلك هي شرعيته الأكيدة التي بها يكون ومن دونها لا يكون، ولهذا فإن المثقف العربي تفاعل “بسرعة” مع شرارة البوعزيزي التي كانت أطلقت الربيع الثوري في تونس الخضراء من قمقمه .

وكان المثقفون في أعماق المشهد الثوري في تونس، لأن الوضع السياسي القائم حينئذ اتسم في بعض تمظهراته بخنق للحريات وتضييق على الرأي والتعبير، وهو ما دفع ثمنه الكثيرون من الحاملين للهم الفكري والثقافي والسياسي . رغم أن تونس، من باب الأمانة العلمية والموضوعية المجردة، كانت تحقق - سنوياً - معدلات مرتفعة للتنمية البشرية، وكانت تنافسية الاقتصاد التونسي موضع فخر واعتزاز وزهو في تقارير وكالات التنمية، مما ضمن لتونس مكانة متقدمة في صدارة الاقتصادات الإفريقية الصاعدة الواعدة .

وبعد أن أزهر ربيع تونس الذي ما فتئ أن عمّمه الإعلام ليكون عربياً بعد أن سارت مصر النهج الربيعي نفسه، وهكذا أورق الربيع حكومات انتقالية في سياق تحولات سياسية وفكرية واجتماعية علقت عليها آمال جسام في تحسين أوضاع الشعوب في تلك البلدان، غير أن نتائج “الحصاد الربيعي” إذا جاز الوصف لم تصل إلى مرحلة جني الورود، بل ما زالت الأشواك هنا وهناك في أكثر من مكان .

ولعل ذلك هو السبب الرئيس في ما يومئ إليه السؤال من غياب للأعمال الإبداعية أو الفكرية المميزة التي تليق وجدانياً بمناخات الربيع، لأن عملاً إبداعياً عن تلك الأحداث التي ما تزال ارتداداتها مستمرة لحد الساعة لن يكون أكثر من مرثية لحالات الاحتضار وليس انبلاجاً لفجر الحرية المرغوب فيه.

و لمطالعة كافة ردود الإخوة المثقفين و الكتاب اللامعين العرب يمكن تصفح ذلك عبر الرابط التالي :
http://www.alkhaleej.ae/portal/05edf430-d4ed-4ed0-9939-3728084363ca.aspx


14 ديسمبر 2012

انطلاقة فعاليات الموسم الثقافي الأول بجامعة العلوم الاسلامية بلعيون


بمناسبة الذكرى الــ 52 لعيد الاستقلال الوطني المجيد، انطلقت فعاليات افتتاح الموسم الثقافي الأول المنظم من طرف مكتب هيئة التدريس بالتعاون مع الجامعة.
و قد تميز حفل الافتتاح بحضور السلطات الإدارية و الأمنية و الجهوية بالولاية إضافة إلى الطاقم الإداري و الأكاديمي و اساتذة و طلاب الجامعة ، و جمهور غفير من سكان الولاية .
وقد بدأت الفعاليات بتلاوة آيات من الذكر الحكيم تلاها الدكتور أحمد كوري ولد يابه أستاذ علوم القرآن الكريم بكلية الشريعة ، بعد ذلك تحدث الدكتور سيدي محمد ولد الجيد رئيس مكتب أعضاء هيئة التدريس بالجامعة ، و أخيرا كلمة الدكتور محمدو ولد المرابط رئيس الجامعة بالنيابة.
بعد ذلك فتح مجال الندوة العلمية الأولى المعنونة :" موريتانيا من المقاومة إلى الدولة .. التحديات و الآفاق" ، حيث تولي إدارتها الدكتور أحمد دوله ولد محمد الأمين عميد كلية اللغة العربية و العلوم الإنسانية .
و اشتملت الندوة على ثلاثة عروض :
العرض الأول : موريتانيا من الاحتلال الى المقاومة للدكتور محمد ولد سيدي محمد ، أستاذ التاريخ الإسلامي بكلية اللغة العربية و العلوم الإنسانية.
حيث حدد المفاهيم العامة للموضوع ، وأبرز أهم الصعوبات التي تواجه الباحثين عند دراسة إشكالية المقاومة في موريتانيا ، ثم تناول مراحل المقاومة العسكرية التي تم تقسيمها إجرائيا إلى ثلاثة مراحل . ثم تطرق المحاضر للمقاومة الثقافية مستعرضا بعد ذلك مكامن الخلل و نقاط الضعف التي واجهتها المقاومة إجمالا ، مختتما بمجموعة من التوصيات ركزت على ضرورة وضع نصب تذكاري لأبطال المقاومة و للمعارك التي خاضوها ، مع الإشادة بضرورة إعطاء الجانب الإعلامي ( الإذاعة و التلفزيون) لتلك المعارك حسب تاريخها.
المحور الثاني : استراتيجيات و برامج التنمية للدكتور أحمد ولد نافع ، أستاذ و رئيس قسم الاقتصاد الاسلامي بكلية الشريعة.
و قد قسم المحاضر مكونات عرضه الى تناول الاستراتيجيات التنموية خلال الفترة 1960-1985 . ثم إشكالية التنمية وفقا لمنظور مؤسسات بريتون وودز ( برامج الاصلاح الاقتصادي و التكيف الهيكلي) خلال الفترة 1985- حتى الآن .
كما قدم المحاضر عرضا تفصيليا لأهم النتائج المترتبة على تجربة نصف قرن من محاولات التنمية . ثم خلاصات و توصيات عامة تثير المزيد من الاسئلة و النقاش بين الباحثين و المهتمين و صناع القرار حول سؤال التنمية إلى أين في موريتانيا ..
المحور الثالث : موريتانيا بين التحديات الراهنة و الآفاق المستقبلية للدكتور سيدي محمد ولد الجيد ، أستاذ علم الاجتماع في كلية اللغة العربية و العلوم الإنسانية .
حيث بدأ المحاضر بملاحظات أولية ثمن فيها مكسب الإستقلال و قيام الدولة الوطنية ، انطلاقا من اعتباره أن الوضع القائم آنذاك و المتسم بالغياب التاريخي للسلطة المركزية ( بلاد السيبة ) لم يكن يطمئن على مستقبل هذه البلاد ، و أن الكثير من التحديات التي تواجهها الدولة الموريتانية اليوم ذات علاقة بشكل أو بآخر بظروف النشأة و ما قبلها ، و أن السبيل الأنجع للوعي بحجم و خطورة هذه التحديات يكمن في تعدد و تراكم التداول و التبادل حولها ، في حين أن مسؤولية احتوائها و تجاوزها تطال الجميع .
بعد ذلك تطرق المحاضر إلى التحديات الراهنة و أبرزها الجوانب الأمنية ( الإرهاب ، التطرف و الغلو ، و الهجرة السرية ، هشاشة الأمن الغذائي .. الخ ) و من التحديات السياسية ( التجاذبات السياسية الحادة بين الفرقاء السياسيين ، ضمور مفهوم الدولة و غياب روح المصلحة العامة ، ضعف المواطنة و أسبقية الولاءات ما قبل الدولة ، غياب التنشئة السياسية ..الخ )، و من التحديات الاقتصادية ( ضعف البنية التحتية ، تغلغل ثقافة الفساد ، ضعف الإنتاج الفلاحي و غياب التصنيع ، و بدائية القطاع الخاص ) و من التحديات الثقافية ( الأمية و تدني المستويات التعليمية ، استقالة النخبة المثقفة عن دورها ، محدودية التداول الثقافي إنتاجا و استهلاكا ، غياب البحث العلمي و إكراهات العولمة الثقافية و الاجتماعية ). و من التحديات الاجتماعية ( الفقر و البطالة وضعف الوعي المدني و الاجتماعي ، و ازدواجية البناء الطبقي و مخلفات الرق ) ، و من التحديات البيئية ( ضعف مخزون المياه الجوفية ، الجفاف و زحف الرمال ، ارتفاع منسوب البحر ، الـتأثيرات البيئية الناتجة عن الصناعات الاستخراجية ، و غياب الثقافة البيئية ).
و حول الآفاق المستقبلية تناول المحاضر تطور الصناعات الاستخراجية و اعتماد لامركزية التعليم العالي ( جامعة العلوم الاسلامية مثالا) و النمو النسبي للمجتمع المدني و الاتجاه نحو ترشيد النفقات العمومية و محاربة الفساد . محاولات ترقية القطاع الفلاحي . و إنشاء أقطاب التنمية و المناطق الحرة ( انواذيبو نموذجا ). وختم المحاضر بتوصيات أبرزها العمل على إنشاء قطاع مختص بالتوعية لرفع مستوى الوعي المدني و الاجتماعي . ثم فتح المجال للمداخلات من الأساتذة و الأسئلة من الجمهور الذي أبدى تفاعلا و حماسا خلال الندوة.

6 ديسمبر 2012

الثقافة و التنمية..و تقارير التنمية الانسانية العربية


الجواب عن سؤال الخليج الثقافي المتعلق بالثقافة و التنمية و تقارير التنمية الانسانية العربية..؟
العلاقة بين الثقافة و التنمية علاقة عضوية ، فلا تنمية بدون ثقافة و لا ثقافة حقيقية و جادة إلا في فضاء فسيح من التنمية ..فرهان تنمية الثقافة متكامل مع سياق متجذر من ثقافة التنمية .
ولهذا ليس بالغريب أن تضع الوكالات المتخصصة للأمم المتحدة رهاناتها على ربط الثقافة بالتنمية كأساس لعولمة تحترم أبجديات و ثوابت التنوع الثقافي للعالم المعيش.
   وقد شرفت في السنوات القليلة الماضية باللقاء مع المفكر العربي الكبير ،  المعد الرئيسي و المشرف الرئيسي على تقرير التنمية الإنسانية العربية ، و كانت المناسبة حلقة حوارية و نقاشية حول التقرير الثاني للتنمية الانسانية العربية عقدت في طرابلس الغرب في رحاب أكاديمية الدراسات العليا الليبية ، حيث شكلت الحلقة النقاشية التي حضرها باحثون و سياسيون و رجال إعلام و غيرهم مناسبة ليشرح ظروف عمل الفريق المشرف على التقرير و الطريقة التي يتم بها تجهيز التقارير وتجميع و ترتيب المعطيات و الاحصائيات عن التنمية الانسانية و الثقافية العربية ، و حصيلة ما تم تحقيقه في المجمل على المستوى العربي ، مع ابراز نقاط الضعف أو عناصر الخلل الكابحة للنمو و التنمية .و سبل معالجتها او تجاوزها.
وكان الهاجس الأكبر أن هناك عزوفا في الجامعات ومراكز الأبحاث و لدى صناع القرار العرب عن الاحتفاء بتقارير التنمية الانسانية العربية و القيام بمناقشة ما ورد فيها من أفكار جديرة بالاهتمام ، على اعتبار الجامعات هي بيوت الخبرة المناسبة لذلك ، و ليست أبراجا عاجية بعيدة عن هموم و انشغالات الشعب و الأمة .
لهذا فإن العبرة ليست في التقارير في حد ذاتها ، بل في محاولة تطبيق ما ورد فيها من أفكار قابلة للتطبيق من أجل تحسين الاوضاع التنموية الانسانية العربية .
إن الأفكار الواردة في تلك التقارير أفكار تقدمية بامتياز و تمثل رافعة للإعلاء من شأن العمل الثقافي الراهن و التمكين لدنيا التنمية من حياة المواطنين العرب ، فمتى يدرك أهل الحكم و السياسة هذا المغزى ، ذلك هو السؤال ّ!!

و يمكن الاطلاع على الملف الكامل من متابعة الرابط التالي :
http://www.alkhaleej.ae/portal/b466734a-eb95-43b6-8b44-24884843d05a.aspx

25 نوفمبر 2012

هل يحصل الكاتب العربي على حقوقه ؟

جوابا على سؤال الخليج الثقافي ..ضمن ملحقها الأسبوعي ..تشرفت بالجواب التالي ، ضمن إجابات علمية معمقة لمفكرين و علماء عرب من ذوي الباع الواسع في الموضوع ..و كان نص السؤال :

هل يحصل الكاتب العربي على حقوقه المادية و المعنية  كاملة  في ظل حديث لا يهدأ ويتعلق  بمفردات عدة على رأسها الملكية الفكرية ؟
 فكان جوابي هو :
" وضعية الكاتب في الدول العربية هي رمز لأزمة الفكر و الثقافة العربية ، فالكاتب هو لسان حالها وهو الذي يعكس عمقها و قوتها .
و كان من المفترض مادام الكاتب العربي هو حجر الزاوية بهذا الشكل أن يحصل على حقوقه المادية لنشاطه الذهني الموصوف بالكتابة ، خصوصا أنه يجهد في نحت أفكاره من صخور معاناة أمته و شعبه محاولا كالطبيب تشخيص حاله  متحسسا أوجاعه مستعرضا تاريخه المرضي باحثا عن بلسم لشفائه . و هو بذلك قمين بأن يحظي بالتقدير الذي أقله الجانب المادي و أشمله ما يضيف إليه الحقوق المعنوية التي يحس معها بقيمة ما يقوم به من جهاد و مكابدة وهو يمارس فعل الكتابة .
 إن إشكالية حقوق الكاتب المادية و المعنوية  تتنزل في صميم الإشكالية الكبرى المسماة " الملكية الفكرية" التي هي من حيث الأصل  إحدى توابع و ملحقات اتفاقية التجارة العالمية ، و حقوق النشر هي إحدى الجوانب الرئيسية التي تدخل في الملكية الفكرية ..و يمكن إدراج قضية الكتابة و الكاتب العربي ضمن هذا البند .. فما يكتبه أو ينشره هذا الكاتب هو حق له محمي بموجب تلك الاتفاقية التي بصم عليها الجميع و له عليه أن ينال مقابلا عنه يكون مجزيا و متكافئا مع المادة ، موضوع النشر ،  التي لا يمكن تداولها أو نشرها أو الاستفادة منها ما لم ينل صاحبها كافة حقوقه المادية و المعنوية كاملة غير منقوصة ..
غير أن الأمور في الواقع العربي لا تسير وفقا لتلك التوصيفات النظرية الجميلة ، بل إن الكاتب العربي يظل أسيرا للمعاناة قبل أن يكتب ، بحكم محاذير الكتابة و إكراهاتها و القيود التي تسورها ، فهو يكتب في بيئة غير حرة لا تشجع على حرية الرأي و الفكر و الاعتقاد...و كثيرا ما دفع الكاتب العربي أثمانا باهظة لذلك . ثم إنه إذا كتب ، و تجاوز تلك المطبّات ، فقد لا يجد من يقرأ ما كُتبَ ، و قبل و بعد الكتابة ، يكون جهد كبير قد ضاع دون حق مادي أو  تقدير معنوي ..وهذه معاناة كبري يعيشها الكاتب العربي في المطلق.
ثم إن الرأي العام ، في بعض تقييماته المجانبة للصدق ، ينظر إلى الكتابة بأنها " شغل من لا شغل له "! وهذه هي الطامة الكبرى ..لأنه في هذه الحالة سيكون الحديث عن حقوق مادية و معنوية للكاتب العربي  هو لغو من القول ليس له " ما صدق " بلغة أهل الفلسفة .
  إن جهود الإصلاح و التغيير و النهوض في السياق العربي لن تكون في طور النضج و الحصاد ما دام الكاتب العربي بلا حقوق مادية أو معنوية ، فالآخرون الذين تبوأ الكُتّابُ فيهم منازلهم تقديرا و توقيرا حصدوا ذلك تغييرا في العقليات و السلوكيات بإعداد إنسان صالح للبناء و التنمية ، أما من  نزل بالكُتّاب من " عليائهم"! في تغيير المجتمعات ، فقد حصد ثمن ذلك تخلفا يتعمق خلال الزمن مزيدا من القهقهرى في التاريخ و الجغرافيا تأثيرًا و حضوراً .اهــ.
وهذا الرابط الخاص بالملف كاملا :
http://www.alkhaleej.ae/portal/0871f514-1161-4e23-90a9-ca36ddbff801.aspx

3 نوفمبر 2012

زيارة جبل النور بمكة المكرمة


الحمد لله ،،
من كثرة زحام الزوار ضيوف الرحمن لجبل نور النبوة في شمال شرقي مكة المكرمة لم نتمكن من الاختلاء لفترة طويلة في الجبل كما كان يفعل النبي الأكرم صل الله عليه و سلم حتى ظهرت أنوار النبوة عليه..
ان ارتفاع هذا الجبل الذي يفوق الــ 600 متر عن سطح البحر هو مظهر من مظاهر قدرة الله تعالى .. ففي أعلى هذا الجبل يقع " الغار" ( غار حراء ) الذي نزل فيه الوحي لأول مرة على النبي الأعظم عليه و آله الصلاة و السلام ..فكانت الشرارة التي انطلقت بها و معها هداية البشر الى الدين الاسلامي الحنيف ..الذي لن يقبل الله ممن يبتغي غيره دينا .. إنها آخر خطاب سماوي الى الارض يدعو الناس كافة الى دين الله الواحد الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ..

28 أكتوبر 2012

اكتمال مناسك الحج للعام 2012 م 1433 هجري بفضل الله و توفيقه

الحمد لله رب العالمين ،،،
برمي الجمرات الثلاث قبل ساعة من الآن نكون قد أنهينا  ، مع أغلبية ضيوف الرحمن المتعجلين ، مناسك الحج لهذا العام  2012  م 1433 من الهجرة النبوية  ، و نتضرع الى العلي القدير - سبحانه و تعالى - أن يتقبل تلك المناسك و الطاعات و القربات في موازين حسنات الجميع يوم لا ينفع مال و لا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .
وقد حجّ بيت الله في هذا الموسم المبارك رئيس جامعتنا للعلوم الإسلامية بالعيون د. محمد ولد اعمر ونائبه  د. محمدو لمرابط اجيد ، و عميد كلية الشريعة د. محمد ولد اشريف أحمد و بعض الزملاء الدكاترة  أمثال الدكتور محمد ولد سيد أوبك و الدكتور محمد محمود بلال و سيد الأمين محمد السالك و سيدي محمد العربي (ولد ابابه) ، و الدكتور الصوفي ولد الشيباني ..الخ.
كما تمكّن عدد من الأقارب و الأصدقاء من مقاطعتنا في جكني (الحوض الشرقي ) من أداء مناسك الحج لهذا العام لله الحمد ، و هم ( مع حفظ الالقاب ) :
- المهندس الدبلوماسي - محمد يحي ولد محمد محمود .
-  سعادة السفير الدكتور الحسن ولد محمد (ولد عوان ).
- الدكتور الإختصاصي ( في النساء و الولادة)  أحمد  ولد الشيخ التراد .
- الطبيب العام  محمد ولد إسلمو ولد يحظيه 
- سيدينا ولد الصديق و حرمه
- محمد فال ولد محمد الامين ولد مامه ( حيده)
- الحسن ولد الداي.
- بنت ياصه  بنت سيدي ببكر .
- العالية بنت محمد ابراهيم  و توت محمد الدي.
- قاليه بنت عال ولد محمد احمد ، و شقيقتها  أمنة .
- حورية بنت اب ولد ميمون .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..

مكة المشرفة - جبال منى المحروسة ..حج 1433 هجري

و لله الأمر من قبل و من بعد ..


23 أكتوبر 2012

الوصول الى مكة المكرمة و بدء مناسك الحج فعليا

الحمد لله ،،،

بفضل الله و توفيقه ، وصلنا رفقة ضيوف الرحمن ، الى مدينة مكة المكرمة التي بها أول بيت وضع للناس ، بيت الله الحرام الذي وضع قواعده نبي الله ابراهيم عليه السلام ..
قال تعالي : 
وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ . وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ . وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ . وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ . رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ . رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ

سورة البقرة  الآيات 124-129 ..

صدق الله العظيم 

و قد وفقنا لله الحمد في الصلاة في الكعبة و أداء الطواف بها سبع مرات و السعي بين الصفا و المروة ، إحياء لذكري و سيرة سيدنا اسماعيل و أمه هاجر عليها السلام  في تلك القرون الخوالي من التاريخ الإنساني ..

20 أكتوبر 2012

الحج ..فرصة للنهوض !


يشكل الحج مناسبة عظيمة لأكبر مؤتمر شعبي إسلامي سنوي في العالم ، حيث يأتي المسلمون من شتى أرجاء الأرض " حوالي ثلاثة ملايين حاج و حاجة "

من جميع القارات و من جميع المذاهب الإسلامية من شيعة بمختلف مدارسهم اثني عشرية و اسماعيلية و زيدية ..الخ و سنة بمختلف تنوعاتهم المذهبية من مالكية و شافعية و أحناف و حنابلة بفروعهم القديمة أو التيمية الوهابية الجديدة .. و غير ذلك من التباين الذي لا يظهر إلا في مناسبة هذه الشعيرة المقدسة .. ..

و تظهر اللوحة الإيمانية ، التي ترسمها هذه الجموع المؤمنة بالله و بنبوة محمد عليه و آله الصلاة و السلام ، قوة الدين الاسلامي الحنيف ..و أن المسلمين يشكلون ، إن أرادوا و اعتصموا بحبل الله جميعا و نبذو الخلاف السلبي الممزق ، أن يكونوا القوة الرئيسية الأولى في هذا العالم..و لكن  المشهد مخيف حيث إن واقع المسلمين يندى له الجبين ، فهم يعيشون في عصرهم التمزقات و الانقسامات الأفقية و العمودية و يعانون الويلات و يكابدون المشاكل و يحصدهم القتل بكل مبرر و أي مبرر ..و ليس لهم من أمل إلا اللجوء الى الله سبحانه و تعالى ، ربما في مناسبة عظيمة كالحج ، للابتهال و التضرع اليه أن يهديهم سبل النجاة  للقفز إلى  بر الأمان ..بالوحدة و العزة و الكرامة ..فهل يفعلون ؟؟


من يوميات حاج ..!


الحمد لله ،،
وفقنا الله و كثير من ضيوف الرحمن لزيارة مسجد القبلتين في المدينة المنورة .. كما زرنا شهداء غزوة أحد الذين في مقدمتهم سيد الشهداء حمزة ، عم النبي المكرم صل الله عليه و آله .. وهي لحظات اعتبار ايمانية كبرى بالنسبة للإنسان المسل

م ..
و يظهر في الصورة جبل أحد في الخلفية حيث كنا نقف على جبل الرماة الذين خالفوا أمر النبي بحماية المسلمين في غزوة أحد و طمعوا في الغنائم ..فكانت مخالفة أمره سبب مباشر للهزيمة التي هزمها المسلمون رغم أنهم أعجبوا قبلها بكثرتهم التي لم تغني عنهم شيئا ..كما ورد في نص التنزيل ..

------
الحمد لله ..
جمعة الأمس كانت مميزة جدا بالنسبة لضيوف الرحمن حيث صلوا بجنب الحبيب عليه الصلاة و السلام ..و زاروا جنابه الكريم ..واستمعوا لخطبة إمام المسجد النبوي ومافيها ، إجمالا ، من عظات و عبر و نصائح للحجيج حتى يصلوا مرتبة الحج المبرور و الذنب المغفور و العمل المتقبل بحول الله ..
اللهم انصر أمة محمد عليه الصلاة و السلام ..و ارزقها الارادة التي تصنع الوحدة ..و الوعي بالعصر الذي يصنع ضرورة المشاركة المبدعة فيه علما و فكرا ليعم السلام بدل الحروب و التعاون و التعارف بدل الكراهية و الاحقاد و العداوات.. إنك ولي ذلك و القادر عليه

-----

الحمد لله ..
ضيوف الرحمن الموريتانيون يؤدون مناسكهم في هدوء و سكينة ..عددهم يقارب الثلاثة آلاف حاج و حاجة ..رغم التأخير الذي حصل لتفويجهم و معاناة التحضيرات و انتظار مطار نواكشوط و مطار المدينة المنورة ..بغض النظر عن ذلك ، فإن حجاجنا الميامين ، موجودون في صدارة مشهد الحج لهذا العام ..و لن تتفاجأ و أنت تسلم على رسول الله عليه الصلاة و السلام أن تجد أمامك أو خلفك أو عن يمينك أو عن شمالك " دراعه" أو

 " ملحفة" موريتانية ..لحاج و حاجة مصرون على أداء فروضهم الدينية رغم كل شيء ..فالحمد لله أولا و أخيرا..
------ ---------- ---------
ظاهرة وجود مراكز التوعية الاسلامية التي يشرف عليها فقهاء سعوديون تابعون لوزارة شؤون الحج و الدعوة و الارشاد ظاهرة مهمة ساعدت بعض الحجاج على إيجاد فتاوي و إجابات فقهية لما يعتورهم من حوادث و مشكلات مصاحبة لقضايا الحج أو العمرة..
حبذا لو تعمقت المراكز الاسلامية المذكورة و تعززت بفقهاء مسلمين من مذاهب و تيارات دينية متنوعة تناغما مع التعدد الحاصل في الواقع الديني المذهبي للمسلمين اليوم .








17 سبتمبر 2012

هل يمكن أن تسهم " الانترنت" في " مجتمع المعرفة"

سألني " الخليج الثقافي" ، الذي يصدر كملحق لجريدة الخليج الإماراتية ضمن تحقيق يجريه ، عن دور وزارات الثقافة في خلق مجتمع المعرفة ، و قيمة و أهمية الشبكة العالمية للمعلومات ( الانترنت ) لدي المستخدم العربي ، فأجبت  بمايلي :

يعلم الكثيرون أن مصطلح “مجتمع المعرفة” جديد نسبياً، غير أن تقاطعات المعنى الذي يحيل إليه المفهوم قطعا تتوكأ على تاريخ ربما يعود إلى البدايات الأولى لتأسيس وزارات الثقافة في كل دولة عربية منذ منتصف الستينات من القرن الماضي” .

إن الترويج الهائل لمجتمع المعرفة وجعله هدف الأهداف للمؤسسات الثقافية العربية يظهر عملياً عنق الزجاجة الذي انحشرت فيه تلك المؤسسات على نحو يبين فشلها الذريع في بلوغ أهدافها في خدمة الثقافة، وتعميم المعرفة التي قيل إنها حق طبيعي لكل إنسان .

فعلي الرغم من أن هناك على الأقل إحدى وعشرين وزارة ثقافة أو أكثر على امتداد الساحة العربية، ولدى كل واحدة سياسة ثقافية مفترضة نظرياً، ومن أجل تنفيذها رصدت أموال وإمكانات معتبرة .

وتظهر الإحصاءات والتقارير أن الاقتصاد المعرفي بمعنى المعرفة منظوراً إليها باعتبارها اقتصادا للدولة بات يشكل متغيراً رئيساً في الكثير من الدول، مثل النمور الآسيوية، التي قطعت مراحل مهمة وتمكنت بوسائل أن تحقق مجتمعات معرفة حقيقية تسهم في تقدم العلوم والمعارف وتطوير المنتج الثقافي وخلق مجتمعات عالمة وتراكم المزيد من المعارف كل يوم بل كل لحظة .

أما استخدام العرب للشبكة العالمية للمعلومات في إنتاج المعرفة فلا دليل جدي عليه، وهذه إشكالية أخرى، حيث تفيد محركات البحث ومواقع الشبكة أن أغلبية مرتادي هذا الفضاء لا يستخدمون منه، في عمومهم، إلا نوافذ الدردشة واللعب التي يضيعون فيها الساعات الطوال متسمرين في الإبحار غير المجدى معرفياً وثقافياً، فكيف يمكن للمرء أن يجرؤ على التمني بخلاف الواقع .

إن القرار الثقافي العربي المتعلق بإنتاج مجتمع المعرفة هو على المحك، وهذا يتطلب من المهتمين والمعنيين طرح الإشكالية للنظر لعل ذلك يكون بداية الحل ...

و قد نشرت الإجابة في عدد 17/9/2012/ ، و يمكن متابعتها ضمن مشاركات بعض المتخصصين و الكتاب العرب  على الرابط التالي :


5 سبتمبر 2012

الخليج الثقافي يلامس أسوار " الرواية ..من الكم الى الكيف"

ضمن ملفاتها الثقافية المهمة ، فتحت جريدة الخليج الثقافي النقاش الافتراضي بين مجموعة من المتخصصين و الكتاب العرب حول سؤال المنتج الروائي العربي ..وكان السؤال هو "كيف تقيم المنتج الروائي  العربي في السنوات الأخيرة والتي صعد فيها نجم الرواية من خلال الملتقيات والجوائز وأيضا الإصدار الكمي الملحوظ ؟ وهل  حقق هذا الزخم إضافة نوعية للرواية العربية؟ 

فأجبنا بمايلي: 
من اللافت للمتبعين و النقاد للمشهد الروائي العربي في الألفية الجديدة أنه يعرف زخما متزايدا  أكثر من غيره من الحقول الأدبية الأخرى ..
فالرواية ، عموما ،  تجد جذورها في الثقافة العربية  على شكل القصص و النصوص النثرية التي ظلت حاضرة رغم طغيان الخطاب الشعري في المخيال الثقافي العربي و هنا للمرء أن يتذكر للاستئناس مقامات الحريري ، وكليلة و دمنة ، و ألف ليلة و ليلة ..الخ.
 غير أن النقلة الكبرى للمنتج الروائي العربي لم تحدث إلا مع البعثات العلمية الأزهرية إلى المدنية الغربية و التأثر بالأشكال الأدبية الحديثة ومنها الرواية ، و هكذا ظهر أعلام روائيون لهم شأن مثل رفاعة الطهطاوي و المويلحي ، و من تبعهم مثل جورجي زيدان في سلسلة روايات التاريخ الاسلامي ، و لاحقا محمود تيمور ، و محمد حسين هيكل ، و غيرهم من فرسان النص الروائي الذين بلغوا ذروتهم مع نجيب محفوظ الذي وصل الى العالمية كرائد للرواية العربية الحديثة ..
و فعلا ، يجب التسليم أنه في العقد الأول من الألفية الجديدة  باتت الرواية حديث الساعة إنتاجا و ملتقيات و جوائز ، الشيء الذي يبرز التطور الحاصل في هذا اللون الأدبي المتميز .
و قد استفاد منتجو النص الروائي العربي المعاصرون من ثورة الاتصالات و اقتصاد المعرفة ، الشيء الذي أسهم في إثراء الرواية العربية و قطع بها أشواطا مهمة تستحق التأمل و التحليل  ، و رواية مثل عزازيل للبروفسور يوسف زيدان  هي أحد أنصع النماذج الدالة على المستوى المتقدم الذي وصلت إليه الرواية العربية في هذه الفترة...
هذا الجواب و باقي أجوبة المتخصصين من أهل الرواية العربية و الدخلاء عليهم أمثالنا تجدونه على الرابط :

قراءة ممتعه و مفيدة

25 أغسطس 2012

تعزية في وفاة حفيد شيخنا حماه الله ، السيد سيدنا علي ولد اشريف أحمد

بالأصالة عن نفسي ، و بإسم كل أسرة أهل نافع ولد الامين ، و مريدي مسجد الزاوية في جكني بالحوض الشرقي في موريتانيا ، نعزي أنفسنا و كل أسرة أهل شيخنا حماه الله الشريف و كل مريدي الحموية التيجانية في أنحاء العالم ، بوفاة حفيد شيخنا حماه الله ، السيد سيدنا علي ولد اشريف أحمد ولد شيخنا حماه الله  أسكنه الله فسيح جناته مع النبيئين و الصديقين و الشهداء و الصالحين ، وقد وافاه الأجل المحتوم مساء أمس في حادث سير مؤلم على طريق الأمل قرب مدينة ألاك ، و ندعو الله أن يتفضل بالشفاء العاجل لشقيقه السيد شيرف ولد اشريف أحمد ولد شيخنا حماه الله ، و رفاقه في الحادث ..كما ندعو بالرحمة للأخ إجيه ولد محمد سيدي الذي توفي لاحقا إثر إصابته الخطيرة في نفس الحادث .." كل نفس ذائقة الموت و إنما توفون أجوركم يوم القيامة .." صدق الله العظيم ..كما نؤمن على بيان الزاوية في نواكشوط ، المرفق نصه :"بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين"الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولائك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولائك هم المهتدون" صدق الله العظيم

تنعى الزاوية الحموية الاحمدية التجانية بكامل الاسى والحزن إلى كل الاسرة الحموية الشريفة من ابناء شيخنا حماه الله وعشيرته وتلامذته واهل مودته، رحمة المغفور له بإذن الله تعالى  سيدنا علي بن الشريف احمد بن شيخنا حماه الله، الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى مساء اليوم الجمعة السادس من شوال سنة 1433 هجرية الموافق 24 : 08 : 2012 م اثر حادث سير على طريق الامل بالقرب من مدينة آلاك.وسوف يوارى الجثمان الشريف فجر الغد السبت السابع من شوال وذالك بعد أن تقام عليه صلاة الجنازة بالزاوية الاحمدية في مدينة 3 بالعاصمة .وإننا إذ ننعى فقيد الشرف والنخوة والاباء والزهد والطهارة فإننا نحتسبه عند الله تعالى ونرجوا له منه واسع المغفرة وسكنى الفردوس في جوار جده صلى الله عليه وآله وسلم واهل بيته الاطهار.وكان سيدنا على بن الشريف احمد تغمده الله بواسع مغفرته من الشباب الناشئين على الطاعة وحب الخير والارشاد إليه مع ما يتحلى به من زهد قل نظيره وكرم يزري بمد الكرام وخلق تتجلى فيه التربية الحموية الموروثة من جده قطب الزمان شيخنا حماه الله .فكانت السكية والوقار سيمته والبشر واللياقة سمته والعقل والحصافة والحكمة منطقه، فإنا لله وإنا إليه راجعون وحسبنا الله ونعم الوكيل ....!عظمت مصيبت زاهد متعفف .... متوكل ومفوض ومسلممتصوف متفقه متواضع .... متعطف متلطف متبسمعظمت مصيبتنا به في ديننا .... وكذا مصيبة كل عبد مسلمولنا التأسي بالصحابة عندما .... مات النبي عليه صل وسلمرجعوا إلى الحي المميت وسلموا ... وتأملوا قول الخليفة الاعظممن كان يعبد منكم لمحمد ... فمحمد قد مات إن لم يعلموالله حي دائم من ينقلب ... منكم على عقبيه عنه سيندمألم المصائب بعد موت نبينا ... لا ينبغي يامن بها تتألمأف بعد احمد يرتجى نيل البقا ... راجي السلامة بعده لم يسلمإن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولا نقول إلا مايرضي الرب والحمد لله على ما اعطى والحمد لله على ما أخذ وله الحمد في الأولى والآخرة".

16 يوليو 2012

الملف الاسبوعي لجريدة الخليج الثقافي : الصورة و كتابة التاريخ

شارك صاحب المدونة ، في الملف الثقافي الاسبوعي لجريدة الخليج الامارتية ، وكان موضوعه " الصورة مدونة الحدث :
 هل يمكن الاعتماد عليها في كتابة التاريخ" .. 
و كانت إجابتي على سؤال الخليج الثقافي هي :

 " التاريخ، كما أحسن وصفه العلامة العربي ابن خلدون، فن جم الفوائد، شريف الغاية، فهو الذي يطلعنا على أحوال الأمم والمدنيات في شأوها البعيد من الإنجاز المادي والمعنوي، وفي انحدار أحوالها أو زوال عمرانها .

والصورة شديدة الصلة بالتاريخ، فالإنسان منذ طفولته الأولى، وهو يستخدم الصورة لكتابة تاريخه . ولهذا وجدناه ينقش على الصخور والأحجار، مقدماً يومياته في شكل لوحات فنية متكاملة أحياناً لا تزال تدغدغ عواطف الباحثين وتثير فضولهم المعرفي حتى اليوم .

ويستقي التاريخ، كما تتداول ذلك الأوساط العلمية، من مظانه المعروفة من مصادر ومراجع ووثائق ومخطوطات ويشترط في دراسة منهج البحث التاريخي المعاصر أن تخضع تلك الوسائل، أو بعضها، لمعيار النقد التاريخي للمعلومات، من حيث تاريخ كتابة تلك الوثيقة ومقارنة لغتها بلغة الزمن الذي تنتمي إليه، والغوص في ثنايا النص من الداخل لتفكيكه وإعادة تركيبه بما يخدم البحث العلمي المنهجي الموضوعي عن المادة التاريخية موضع الإشكال البحثي .

ولذلك ليس مشكلة معرفية أن تصنف مصادر المعلومات من حيث درجة أهميتها وصدقيتها، فالصحافة وما يرد فيها من معطيات وبيانات لن يكون صالحاً لاستخدام المؤرخين والباحثين ما لم يتضح أن الضوابط العلمية قد تم أخذها ابتداء والبناء عليها في أثناء العمل الصحفي، بأي شكل من الأشكال كان مقروءاً أو مسموعاً أو مرئياً .

والباحث في مجال تأريخ الأحداث، لا شك في أنه يستفيد من ثورة الاتصالات التي ذوت معها الحدود بين الشعوب والثقافات على نحو يتيح الكثير من التشويق على التثاقف بين بني البشر .

غير أن التطور الحاصل في المجال البصري (تحديداً تأثير الصورة) من حيث إتاحة الفرصة لتصوير الأحداث بدقة متناهية، بقدر ما ولّد في المقابل مناخات أخرى يمكن من خلالها رسم صور قصدية لأحداث بعينها خدمة لمصالح جهات أو قوى محلية أو كونية .

والصور التي يتم بها تقديم، أو تغطية (وهذا من الأخطاء المتداولة في الصحافة) الحروب في العقود الماضية يوضح ذلك بجلاء . فمثلا حرب الخليج الثانية وحتى الأولى، كانت شبكة السي إن إن، وغيرها من وسائل الإعلام التي تتباهي وتدّعي الحرفية العالية والمهنية تقدمها من غرف مراسليها في الفنادق وليس من ساحات الحرب، في كثير من الحالات!

وقد تعزّز دور الصورة في الإطار العام لصحافة الحاضر الممهدة للمستقبل، فها هي أحداث ما يسمي الربيع العربي، هي أحداث ومشاهد سيناريوهات صور لساحات وميادين . . ولكن المؤرخ المحترف لا يغتر بتأثير الصورة مهما كانت مؤثرة وموحية، بل لا بد له وفاء للمنهج البحثي التأريخي أن يقدم الشكوك حول الصورة قبل اعتمادها كوثيقة أو مصدر للمعلومة والحدث التاريخي، فأساليب الفوتوشوب واستعمالاتها والتطورات الدقيقة الحاصلة في برامج السمعيات البصرية، يمكنها أن تقدم لك تجمعاً من عشرة أشخاص باعتبارهم حشداً من ألف شخص .

ومع ذلك لا يجب التقليل من أهمية الصور الجوية الفضائية، أو الصور الإلكترونية، يجب الحذر في التعامل معها بأسلوب البحث العلمي الجاد والمتأني فقط حتى تصلح لتوثيق الأحداث الجارية وأرشفتها على نحو سليم ومنطقي ".

و هذه الإجابة و غيرها  توجد على الرابط التالي الذي يحوي مساهمات بعض المثقفين العرب من القاهرة و انواكشوط :

7 يوليو 2012

الملحق الثقافي لجريدة الخليج : هل انتهى تأثير الأدب في اللغة العربية

تلقي صاحب المدونة ، دعوة مقدّرة من مؤسسة دار الخليج الإماراتية ، من أجل المساهمة في المناقشة و الجدل حول  ملف الخليج الثقافي الأسبوعي  وموضوعه متعلق بإشكالية الأدب في علاقته باللغة العربية إثراء و إغناء ..و ما يرتبط بذلك من قضايا تمس راهنية اللغة و الأدب في القرن الماضي و الألفية الجديدة ، و يبدو أن هناك مشاركين من ذوي الاختصاص قد شاركو من بلدان عربية مختلفة .. و هذا هو رابط الموضوع  متضمنا ردود الأساتذة العرب  :
http://www.alkhaleej.ae/portal/86da0729-9118-4bc7-9d69-1c40d09c6481.aspx


26 يونيو 2012

انطلاق انشطة مبادرة الافراج عن الصحفي الأسير عبيد ولد إميجن

بدعوة من أصحاب مباردة الإفراج عن الصحفي الأسير عبيد ولد إميجن ، وهو كاتب صحفي في موقع " إنيت"  ، حضرت انطلاقة الفعالية التحسيسية الأولى للمباردة التي يرأسها الصحفي الاخ محمد ولد اعبيدي شريف ، ونظمت النقطة الصحفية في مقر نقابة الصحفيين الموريتانيين التي حضر رئيسها الاخ الدكتور  الحسين ولد امدو ..كما شاركت منظمة محامون بلا حدود ممثلة بالاستاذ المحامي بلال ولد الديك ، و زميله العيد ولد محمدن.. وقد حضرت بعض وسائل الاعلام و المنظمات المدنية المتضامنة مع الصحفي الأسير عبيد ولد اميجن ، مثل رابطة معيلات الأسر ..
و بالمناسبة ، و تأسيسا على الدستور و القوانين الموريتانية الممجدة و الضامنة لحرية الرأي و الصحافة التي شهدت نهضة مهمة في مجال " التقنين " و " التنظيم " ..و أبرزه ، الـتأكيد على عدم جواز حبس الصحفي  في قضايا النشر و الاعلام ..و بالتالي ، إذا كان ذلك كذلك ، فلا ينبغي في ظل دولة القانون و المؤسسات أن يسجن أو يعتقل أو يهان ، بأي شكل من الأشكال ، أي صحفي أو عامل أو كاتب في الصحافة ، لأن تلك مثلبة كبرى لا نريدها و لا نتمناها لدولتنا الحبيبة ..أخذا بذلك كله ، نطالب بالإفراج الفوري عن الصحفي الأسير و تمكينه من حريته التي يكفلها الدستور و القانون ..

18 يونيو 2012

خاطرة على هامش ندوة " الوطن العربي... إلى أين "**



يشهد العالم المعيش أحداثا عاصفة و تأزمات متلاحقة هي أشبه ما تكون بحالة الطوارئ الكونية ..و ربما لأن " الأرض بتتكلم عربي"( على رأي الشيخ إمام ).. فإن حالة الطوارئ المشار إليها أعنف ما تكون دماءا و دموعا في الساحة العربية دولا و أنظمة ..!!
و لذلك لا غرو أن تكون الأسئلة الإشكالية المتداولة على مستوى النخب الفكرية و الثقافية هي " مآلات و تداعيات ما يحصل عالميا في تجلياته العربية".. و بافتراض أن هناك " تغييرا " أو " حراكا " أو " ربيعا " أو " صيفا" باختلاف زوايا الرؤية التي ينظر منها الناظر لتوصيف ما جري و يجري .. فإن التساؤل ، و ليس السؤال ، هو عن طبيعة الحدث و تبعاته هل هي استجابة لتعطل مسارات الداخل أو نتيجة حتمية لسطوة أجندات الخارج ، كما يومئ إلى ذلك العنوان الفرعي للندوة ؟ إن التأمل في ذلك يوجه البوصلة إلى أن الخيار المطروح " حدّيُ" و بالتالي قد لا يتيح الفرصة لمناورات كبيرة .. فإما أن يعي العرب ضرورة تحمل مسؤولية مواجهة المشكلات المعقدة المتراكمة مع الزمن بالدرس و التشخيص و التعقل و التدبير ، و ذلك على سبيل " إصلاح " متفق عليه مجتمعيا بين مختلف القوى و التيارات الفكرية و السياسية . و إلا فإن الخيار الآخر – ربما – هو الاستمرار في إهدار مزيد الفرص ، و بالتالي إعادة إنتاج المآزق على نحو أكثر خطورة و تعقيدا ، ليظلوا بذلك مجرد ردة فعل هامشية تتسم بغياب التأثير و الضآلة !
إن المطبات الواجب التعامل معها في هذا الشأن هي طريقة التفكير في التعامل مع الأوضاع المتأزمة عربيا ، فمن خلال التجربة ، ظهر أن المنهج السائد هو تبسيط الأمور و القضايا المعقدة لتزداد تعقيدا ، أو نفي الواقع ، أو طمس الحقائق القائمة ، أو التستر على الأخطاء الفادحة ، أو الإفراط في التعميم و التهويل دون الحاجة الموضوعية لذلك ، أو استنكار الأفعال الذميمة أو المسلكيات المشينة رغم أنها حاصل بنات أفكار بعضنا . أو الاعتقاد بالشروط القَبْلِية ( المسبقة ) للتغيير او التطوير و التحديث ، رغم أن هذا اتجاه نحو الماضي ، الذي لا و لن يعود ، بينما كان الأسلم هو النظر إلى إمكانية تغيير شروط التقدم للأمام ، لأن هذا هو الضامن أن التفكير متجه إلى صناعة المستقبل و بناء الحاضر ( و تجربة تنمية نمور شرقي آسيا ، تحمل دلالة على أن التغيير على الصعيد التنموي الناجح قد لا يتم وفقا لشروط و اشتراطات مسبقة بقدر ما يكون خرقا للنماذج السائدة أيا كان مصدرها !).
إن ما يجري في الساحة العربية من أحداث ، هو نتيجة تفاعل المسارين الداخلي و الخارجي ، فالحال أن الأوضاع الداخلية قد تعطلت بفعل الاستبداد و الاحتكار و القهر و الظلم من الفئات و المجموعات الحاكمة بدون سند أو شرعية إلا القوة أو العمالة للآخر الأقوى ، كما أن للعامل الخارجي دورا مركزيا في تجذير سلبيات الاحتلال و التبعية و الاستغلال .. فتحالفت العوامل الداخلية مع نظيرتها الخارجية لتنتج ما يجري من أحداث كائنة ما كانت أسماؤها أو مسمياتها .. لقد دخلت الأمة العربية القرن العشرين ، باعتبارها جزء من تركة الاستعمار العثماني " الرجل المريض" و قطعت " سايكس – بيكو " أوصالها كأجزاء مستعمرة من القوى الاجنبية الطامحة في ذلك الوقت ( بريطانيا ، فرنسا ،.. الخ ) ،و ما يعنيه ذلك من هدر و استغلال للموارد و الإمكانيات و العدوان على الشعب العربي إهانة و إذلالا ..ورغم أن حركة التحرر العربي انتصرت في منتصف القرن العشرين و نصرت غيرها ليتحرر من دنس الاستعمار ، إلا أن استمرار التجزئة و تخاذل بعض الأنظمة و عدم إيمانها بوحدة الأمة ضيع فرصة تاريخية لتوحيد الوطن العربي من جديد كما كان قبل الاستعمار و سيطرة بعض الأسر و العوائل المتحالفة معه ، فتم التواطؤ على استمرار غرز الخنجر في القلب من الأمة في فلسطين و التمكين له عقودا و عقودا و عقودا ...و هاهي الأمة ، من جديد ، في الألفية الجديدة ، وهي محل دائرة الصراع من جديد ، يعاد فيها و عليها تقاسم النفوذ بين القوى الاستكبارية العالمية ، ولم تعد سايكس – بيكو" القديمة" تفي بالغرض ، بل بات العمل و الخطط مرتبة لإعادة تقاسم الثروات و الموارد العربية ، حتى ولو كان ثمن ذلك تقسيم المقسم و تجزئة المجزء ( تقسّم السودان فعليا إلى شمال و جنوب ، و العراق نهبت و تنهب ثرواته و يقتل أبناؤه طائفيا و مذهبيا كتمهيد لتقسيمه على ثلاث ، ، الخ ) و هذه نماذج استقرت و يخطط لتعميمها ، و من أجل تسهيل تمرير تلك الخيارات و المشاهد يتم نبش تاريخ الجماعات و المجموعات الإثنية و العرقية التي تعربت ثقافة و حضارة و تاريخا منذ أربعة عشر قرنا ، من أجل بعث انتماءات بديلة تكون مبررا للتشظي و المطالبة بدويلات قزمية ميكروسكوبية ، بحجة مطالب الشعوب و حقوقها الثقافية و الهوياتية !..
و بالجملة ، فإن الأزمة في الوطن العربي ، مركبة ، و متعددة الأبعاد ، و ليس هناك " إجماع " حيالها .. و لا يوجد إطار أو مرجعية يرجع إليها ، فالجامعة العربية التي تأسست أول مرة بإرادة استعمارية بريطانية في أربعينيات القرن الماضي ، اتضح هدفها الأوحد و استحالت بدل " جامعة " إلى " جائحة " تجهل الواقع العربي و تمعن في تجاهله ، و هاهي شهدت استعمار فلسطين التاريخية و قضمها من الصهيونية العالمية ، و شهدت جميع التفكيكات و الاخفاقات و المصائب و التراجعات و الاختراقات التي أوتيت الأمة منها ..
وماذا بعد ؟؟
هل يجب أن نستمر في جلد الذات و تأثيم الضمير ؟ .. لا !..
إننا نفعل ذلك في إطار محاولة التوصيف لا أكثر .. أما الحل فهو الاعتراف بالمشكلة أولا ، و إدارة حوار مفتوح و نقاش علمي موضوعي بين العرب أنفسهم بمختلف مكوناتهم الفكرية و السياسية و الثقافية حول الأسباب و النتائج و التشوفات المستقبلية المطلوبة.. و ربما كان هذا اللقاء و هذه الندوة مثالا على ما ينبغي فعله من تأمل و تفكر و تعقل .. و بتزاحم العقول يخرج الصواب أليس كذلك ؟

****   منشور  بالتزامن في مواقع  - أقلام  حرة - التواصل - موريتانيد ..الخ

16 يونيو 2012

ندوة الوطن العربي إلى أين ..؟


حضر صاحب المدونة ، هذا المساء  ، الموافق السبت 16 يونيو 2012  بفندق وصال ، ندوة فكرية و ثقافية  نظمها الزميل  الأخ الدكتور محمد محمود ولد سيد أحمد مدير منتدى ابن خلدون للثقافة والحوار والإعلام والتنمية  تحت عنوان " بين تعطل مسارات الداخل وسطوة أجندات الخارج .. الوطن العربي إلى أين؟ " .
 وقد حضر الندوة لفيف من الشخصيات الإعلامية والفكرية والسياسية وقادة الرأي و المجتمع المدني ..
الصديق الأستاذ محمد محمود ولد سيد أحمد رئيس المنتدى استهل فعاليات الندوة  بكلمة هامة استعرض فيها المغزى من انعقادها في هذا الظرف الدقيق عربيا  ، مؤكدا أن هذا اللقاء يعتبر فرصة للتشاور حول الهم الوطني وانشغالاته الراهنة عموما وتبادل الرأي حيال ما شهده ويشهده الوطن العربي من أحداث عميقة وخطيرة تستدعي الوقوف عندها والتأمل في مغزاها .. وأبعادها ودلالاتها المختلفة والبحث لها عن مخارج ومسوغات وإجابات على أسئلة باتت مطروحة بإلحاح  لفهم ما جرى ويجري في منطقتنا العربية.
كما حرض في افتتاحيته القوى و الفعاليات السياسية و الحزبية  و كافة مكونات الساحة السياسية في موريتانيا  على نبذ التنافر و الفرقة  ،و أن تعود إلى الحوار وتجنيب البلاد الهزات والتجاذبات العنيفة الغير محسوبة النتائج والعواقب..كما ندد بوضوح ببعض المحاولات المستمرة لتفكيك سوريا العروبة  مستذكرا  المثال العراقي والحالة الليبية .
أما المحاضرون الذين انعشوا الندوة فقد تناولوا في مداخلاتهم ثلاث محاور رئيسية هي : أسس ومرتكزات الشرعية للباحث محمد الكوري ولد العربي ، التغيير الأساليب والغايات للباحث محمد المختار ولد محمد فال.
طريقة صياغة الاعلام للخبر و دوره في تشكيل وعي المتلقي ، وهي المحور الذي حاضر فيه الأخ الصديق الأستاذ الدكتور محمد اسحاق الكنتي ، الذي كانت محاضرته نظرية و عملية بين فيها بالشواهد و الأدلة الأسلوب المتبع من وسائل الاعلام في تقديم و صناعة الأخبار و تزييف وعي المتلقي العربي و توجيه اهتمامه بما يخدم سوق تلك الوسائل الاعلامية الباحثة عن الربح ، تماما مثل السلعة التي يتم الترويج لها كمنتج يبحث عن تصريفه في الأسواق بكل حيلة و سبيل .. و قدم الزميل الكنتي أمثلة حية  على ذلك ، حيث صاغ خبرا في بداية المحاضرة حول عدم تطويله على جمهور الندوة ، سابحا بهم ، و ممسكا بإهتمامهم دون إرادتهم ، حتى فرغ من تقديم رأيه حول الموضوع ، منبها إلى أنه أكمل عرض الموضوع ، غير أن التغطية تظل مستمرة ..

وقد أثارت المحاضرة إعجاب الحضور الذي لفتت انتباهه إلى خطورة وسائل الاعلام في التضليل و التجييش و الإثارة خدمة لأهداف و أجندات ملاكها دون احترام للمهنية و الموضوعية التي ترفع أحيانا كشعار من أجل الكذب على الجمهور بكل بجاحة  وصلف .

1 يونيو 2012

عودة من رحلة الى أعماق البادية الموريتانية

عودة  من رحلة صلة رحم  وزيارة الى مضارب الأهل و الأحبة في جكنى ( الحوض الشرقي) ..لقد شكلت ،  بحق ، فرصة رائعة و جميلة لالتقاط الأنفاس و التواصل الحميمي  مع أهلي وهم في بواديهم و أريافهم الرائعه الجميلة رغم قسوة المناخ و شظف العيش .. لا تزال أحوالهم صعبة و مؤلمة رغم أزيد من ستة عقود على تأسيس الجمهورية الاسلامية الموريتانية ، و كأنهم لا ينتمون لهذا الوطن العزيز ، ومع ذلك فإنهم لا يقنطون من رحمة الله  ، بل تسكن قلوبهم ثقة كبيرة في المستقبل - المشرق - إن شاء الله ..!
تزامنت زيارتي للمدينة مع أزمة عطش غير مسبوقة يعيشها أهلنا في جكنى الميدنة ، منذ ابتداء موسم الصيف القائظ ، مع تفاوت في وقع الأزمة من حي إلى آخر ، فالأحياء الشرقية الجنوبية  للمدينة لا تكاد تشعر بها مع استمرار تدفق المياه عبر الأنابيب و التوصيلات و إن بنسبة تدفق أقل من السنوات السابقة و بعض مداخلها الوسطى قرب الثانوية  ، مثلا ، تتمكن من المياه ، غالبا في الليل أو في لحظات الشروق .. أما الأحياء الشمالية و الغربية فإن الأزمة تبلغ ذروتها ، حيث تختفي قطرات سائل الحياة من الحنفيات.. وهناك أحاديث في اوساط السكان أن السلطات الإدارية تبذل جهودا للحل ، حيث توجد فرق فنية تابعة لشركة المياه من أجل التغلب على الأزمة المستعصية ..
الحمد لله أن الأوضاع الصحية في المدينة عادية رغم الإمكانيات البسيطة للمركز الاستشفائي الوحيد في المدينة الذي قالوا إنه يعرف تحسينات متزايدة في الآونة الأخيرة ..
التعليم .. لا زال يعاني من تعثر ، حيث تعكس وضعية التعليم الثانوي أزمته .. فالثانوية  تعطلت فيها عملية إجراء شهادة الباكلوريا منذ سنوات ، و تراجعت نسب الناجحين في امتحانات الثانوية العامة من أبناء المدينة  عاما بعد آخر ..
أما سوق الأربعاء الأسبوعي فلا يزال لقاءا شعبيا بين المنتمين لجانبي الحدود الموريتانية المالية ، الذين يتبادلون ، كما كان آباؤهم و أجدادهم منذ قرون ، المنافع و الأفكار و الأحاسيس و المشاعر ..
المدينة  هانئة و ساكنتها تدغدغ عواطفهم أحلام كبيرة تصل إلى درجة فك العزلة الكامل و ربط المقاطعة  بطريق الأمل حتى يسهل عليها التواصل و التفاعل مع باقي مناطق الحوض و موريتانيا .. و بذلك تظل حلقة ربط بجوارنا الإفريقي وعمقنا الاستراتيجي التاريخي ، وفاء لدورها الأبدي عبر الزمن .. مع التحية !

22 مايو 2012

ملتقي تحسيسي حول الاسلام و الصحة الانجابية

احتضنت قاعة الاجتماعات بجامعة العلوم الاسلامية بلعيون ملتقى تحسيسيا  حول الاسلام  و الصحة الانجابية  ، حضرها الدكتور بابا الطالب أحمد  نائب رئيس الجامعة ، و الاستاذ الحسن ولد محمد عبد الله ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان ،  و الأخت  خديجة بنت محمد المامي  مديرة البرمجة و التعاون  و الاحصاء بوزراة الشؤون الاسلامية  و التعليم الأصلي . . كما حضر أساتذة الجامعة لهذا الملتقي الذي ألقيت فيه مداخلات و ومحاضرات قيمة ، منها  محاضرة مساهمة الرجال في الصحة الانجابية ألقاها الخبير  علال ولد سيدي ولد ديدي ..و محاضرة حول دور وسائل الاعلام في نشر ثقافة التربية  السكانية للدكتور أحمد محمود ولد افاه ..و قد شهد الملتقي نقاشا مستفيضا حول المواضيع  المتعلقة بالصحة الانجابية ..

18 مايو 2012

ندوة المذهب المالكي و ترسيخ القيم الايجابية لحقوق المرأة

شرفت - مع بعض الإخوة الأساتذة بجامعة العلوم الاسلامية بلعيون - بدعوة كريمة من رئيس المنتدى الاسلامي و حوار الثقافات  العلامة الجليل حمدا ولد التاه ، و أمينه العام الاخ الدكتور الشيخ ولد الزين ولد الامام ، من أجل حضور فعاليات الندوة العلمية لعلماء جنوب و شرق موريتانيا ، و التي انتظمت في مدينة العيون عاصمة الحوض الغربي ، خلال يومي 16-17 من الشهر الجاري ..
و قد كانت الجلسات العلمية للندوة ، مناسبة للاستماع الى محاضرات مركزة حول مواضيع ضوابط الفتوى ، و النظرة المقاصديه لتغير الفتوى ، و رفع الضرر ، و قراءة في بعض العادات و الاعراف المكرسة للنظرة الدونية لحقوق المرأة ، ،، الخ ..
ويبدو من جمهور المشاركين ، أنهم  ينتمون لمدارس شتى ، وهو ما انعكس في استعار الجدل حول بعض القضايا ( مثل قضية الخفاض للبنات ) ، إذ استمات بعض الفقهاء و الأئمة في رفض الفتوى التي تمت قراءتها في الندوة ، ممهورة بتوقيع مفتى الديار المصرية و علماء من الغرب الاسلامي ..
كما أن البعض هاجم فكرة عقد الندوة ، غامزا من جهة حصول دعم لها من " التعاون الألماني " !.. غير أن مثل تلك الأصوات التي بدت " نشازا " في الندوة ، لم تؤثر على الحصاد المهم و الفائدة الكبيرة التي حصل عليها المشاركون و الجمهور من عقدها في هذه الظروف التي يتهم فيها المذهب المالكي من أكثر من جزئية !

30 أبريل 2012

فتنة المحرقة!


فتنة المحرقة
بقلم – الدكتور  أحمد ولد نافع
باحث و أستاذ جامعي
ahmedonava@yahoo.fr

تعتبر محرقة أمهات مراجع المذهب المالكي ( نص خليل بن إسحاق ، و شروحه ، و حواشي علماء مسلمين كبار كالدسوقي ، و مدونة إبن القاسم بأجزائها .. وما في كل تلك المؤلفات الثمينة من آيات القرآن الكريم و أحاديث النبي المكرم صلى الله عليه و آله وسلم) هي إحدى أكثر الجرائم الدينية و الأخلاقية صلافة  وجسارة و غطرسة في هذا الجزء من ديار العروبة و الإسلام ( موريتانيا).. إذ من كان يتصور – حتى في مرائيه و مناماته – أن ينجب المجتمع الموريتاني ذات يوم بعض " أبناء " و " أحفاد " يكفرون بالرمزية التي تمثلها كتب المالكية ، وهي المذهب الإسلامي ، الذي أسسه إمام دار الهجرة ( مالك بن أنس ، رضي الله عنه ).. فما هو السبب " الحقيقي" لهذه الفعل الخارج عن ملة و معتقد المجتمع الموريتاني بجميع مكوناته ( عرب بيضا وسمرا وملونين ، و فُلاّناً و سوانكاً و ولفاً..)..؟
إن منفذ هذه الفعلة المنكرة  في يوم الجمعة الماضي في مقاطعة الرياض بالعاصمة نواكشوط ، هو جماعة تسمى نفسها "  الحركة الانعتاقية ( إيرا ) في موريتانيا "، و هي حركة فيما يبدو من خطابها أن مبرر نضالها هو مطالب حقوقية بحته تتعلق بمكافحة ما تتصوره من أوهام حول " عبودية " تمارس في المجتمع الموريتاني ضد إحدى الشرائح المهمة ( العرب السمر ، أو الأرقاء سابقا) ، و تعتبر هذه الحركة فيما يتم الترويج له عنها من أدبيات ، أن الرق لا يزال موجودا  في موريتانيا و أنه " مبرر " دينيا ، و مادام المجتمع يدين بالمذهب المالكي ، فمعناه – بحسب فهمهم القاصر – أن المذهب السائد هو سبب و مبرر استمرار  تلك الظاهرة المرفوضة ، لذلك وجب حرق كتب المالكية حتى يتم التخلص من العبودية !
و هذه دعاوي باطلة من جميع الوجوه ، و يكفي فقط لإظهار تهافتها و مجافاتها للمنطق السليم و العقل الحصيف أن مذهب الإمام مالك بن أنس ( المتوفي سنة 179 هجرية 796 ميلادية ، أي قبل أن توجد على الخريطة موريتانيا ، بترتيبات استعمارية فرنسية ،  قبل أزيد من إثنا عشر قرنا ويزيدون ).. فهل جاهد و  اجتهد الإمام العلامة في الفقه الإسلامي ليؤصل لظاهرة العبودية فينا ( إن كانت موجودة ؟)..وماذا عن انتشار المالكية في غرب ووسط افريقيا و في المغرب العربي و بعض دول الخليج و في صعيد مصر و السودان و بعض أجزاء ايران و في دواخل آسيا لدى بعض الاقليات الاسلامية ولدى المهاجرين المسلمين في الاتحاد الاوروبي و امريكا و استراليا و جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق...في كل هذه الأصقاع توجد المالكية مذهبا معتمدا و مرجعية دينية مستقرة ، و إذا كانت دعاوى حركة " إيرا" صحيحة فإن العالم كله يعاني من " عبودية المالكية!" ، و بالتالي كان الأحرى بهم النضال " عالميا" و تجنيد " الأمم المتحدة " و " أقوى و أقذر حلف عسكري في التاريخ = حلف الناتو الصليبي " من أجل أن يخلصوا البشرية من " عبودية المالكية!"..
كيف يمكن تفسير " تواطؤ" كل هذه الدول مجتمعة  و سكوت مجتمعاتها و شعوبها و نخبها الدينية و الفكرية على المالكية التي تبرر و تؤصل لظاهرة العبودية المشينة أخلاقيا و دينيا؟؟ و بعض هذه الدول يسافر اليها رئيس حركة إيرا ليحدث المؤتمرات " الحقوقية" عن عبودية المالكية ..سبحان الله!
أم أن رئيس حركة " إيرا" يرى ما لا يراه الآخرون ..كل الآخرين !!؟؟!!
إن حرق كتب المالكية بما فيها من قرآن كريم استشهادا و تأصيلا و الحديث النبوي مدارسة و تضمينا ، هو حرق للدين الإسلامي ( قرآنا و سنة ) ، ولا يمكن فهم تنفيذه إلا من متطرفي الرسوم المسيئة للنبي المكرم صلى الله عليه  وآله ، أو من القس الأمريكي الذي حرق القرآن في كنيسته أمام وسائل الاعلام ، أو من الجنود الأمريكيين الذين يتبولون ، قاتلهم الله ،  على المصحف الشريف و يمزقونه في افغانستان و في اغوانتانامو ( بشهادة الأسير السابق من السودان سامي الحاج..)..ولكن الذين يفعلون ذلك من المتطرفين غير مؤمنين ، ابتداء ، بالإسلام كدين سماوي ، فهل ما فعله رئيس حركة " إيرا" هو في هذ السياق من رفض للاعتقاد و الايمان بالإسلام ، و بالتالي يتنزل حرق أمهات كتب المالكية ، أمام وسائل الاعلام ،  كتوطئة لإعلان رفض الاسلام الذي تشكل المالكية اجتهادا فيه؟؟!!؟؟
نحن ،  لا نكره أحدا على الإيمان بالإسلام ..(( و قل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر ))..و لكن ليكن رئيس " إيرا" أو من يرى رأيه صريحا وواضحا ، و ليقلها مباشرة و دون تمهيد أو مواربة..أنه يرفض الاسلام دينا ( لاعتقاده أنه يكرس العبودية !)
لكن رفض الاسلام ، وهو دين كل الشعب الموريتاني بجميع مكوناته ( بما فيه الفئة المتاجر بإسمها حقوقيا لدى دكاكين حقوق الانسان العالمية ) ، لا يسمح بإهانة مذهب هذا المجتمع و بهذه الخرجات " الاعلامية " الهابطة و المستفزة للمشاعر و المحرضة على العنف و الكراهية و الحقد ..فهل يسمح أي بلد ( مهما بلغت ديمقراطيته و إلحاديته ) بمثل هذه الأعمال المسيئة للرأي العام و المعتدية على المجتمع و مشاعره و معتقداته ..؟ أبدا.. لا يسمح أي بلد بذلك ، و مثل هذه الأفعال المشابهة تكيّف قانونيا بتهمة " الخيانة العظمى" و عقوبتها في كل الدساتير الاعدام أو السجن مدى الحياة في أحسن الأحوال .. أما في ديننا الاسلامي ، فإن  عقوبة من يسعى في الأرض فسادا واضحة بلا تأويل.. (( إنما جزاء الذين يحاربون الله و رسوله و يسعون في الأرض فسادا   أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم و أرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض..الآية )) سورة المائدة 33
و لا يشك عاقل في أن الإقدام على حرق كتب دينية ،  حتى ولو كانت أرضية و ليست سماوية ، هي محل توقير و اعتقاد لدى العامة ،  من طرف أشخاص هو عمل يقود بالضرورة و التبعية إلى حدوث مشاكل و قلاقل  قد تشكل بذرة للإفساد في الأرض المشار إليه في الآية الكريمة  ، و عقوبة ذلك العمل أيضا أوضحته الآية بكل جلاء.
إن الدين الإسلامي ( بجميع مذاهبه الفقهية ، و المالكية أحدها ) لا يكرس ولا يبرر للعبودية بأي حال من الأحوال ، إلا بالنسبة لبعض أرباع الباحثين المستشرقين و الدارسين للاسلام في الغرب الجاهزون بأحكامهم المسبقة ، فهؤلاء لكي يبرروا لأنفسهم عدم الاقتناع بحجج الدخول في الاسلام الواضحه ، يلجأون إلى حيل وشبهات شتى إرضاء لنوازع نفسية لديهم بعيدة عن التحليل العلمي الموضوعي للإيمان بالدين ..
 و الإنصاف و الموضوعية يقتضيان القول إن العبودية ، كظاهرة ، انتشرت في كل المجتمعات الإنسانية ومنذ المدنيات القديمة ( افلاطون في جمهورية المثالية يبرر لبقاء العبودية في المجتمع ).. و استمرت في التلاشي مع الزمن منذ نهاية القرون الوسطي ، و انحسرت بشكل ملموس في العصر الحديث ، بعد ظهور الدول الحديثة و التواضع على تأسيس القانون الدولي و القانون الدولى الإنساني ، و غيره من المعاهدات و المواثيق ، التي وضعت من قبل " ممارسي " العبودية على المستوى الدولي ، الذين كانوا يجلبوننا ( كعرب و أفارقة و آسيويين ) و يستعبدوننا سخرةً لبناء مدنهم و طرقهم و مطاراتهم وموانئهم و تشغيل مصانعهم ، و من كان منا يتعب ، أو يكلّ ، كان يرمى في البحر للحيتان بكل بساطة ، أو يموت دون رحمة أو شفقة !!
 و لا تزال الآثار شاهدة في تلك الدول و العوالم على ظاهرة العبودية الشنيعه  وذلك في ترتيب سلم المجتمع وفئاته غصبا عن القوانين و الأنظمة،  كما أن تلك المجتمعات " المتحضرة جدا" مسكونة ، حتى الآن ،  في عقلها الباطن بممارسة العبودية بــ" أشكال أكثر إبداعا و تدجيلا و تزييفا! "
و ليست العقلية الامبريالية المتغرطسة في استباحة الدول الأخرى و نهب ثرواتها و التدخل في شؤونها ( تحت أية عناوين مخادعة ) إلا ممارسة فجة و ظالمة للعبودية  على المستوى العالمي ، و ليس احتكار " حق النقض = الفيتو" من بعض الدول ( خمسة فقط ) دون العالمين ( أكثر من 185 دولة ) إلا عقلية تؤمن بالعبودية السافرة ، و ليس حرمان بلدان الجنوب من المعرفة و التقانة إلا نوعا من عبودية احتكار التقدم و الايمان بأنهم ( في الغرب و فضائه ) خلقوا للتنمية و التقدم و خلقنا للتخلف و الرجعية و الجهالة ..!
 بهذا المعني ، ما زال منهج العبودية  سائدا في العلاقات الدولية ، و هذا ما يتطلب تضافر جهود كل المؤمنين بالعدالة و الحرية و المساواة  ، على المستوى العالمي ، من أجل تخليص الضمير الإنساني من هذا العار و الشنار..!
هذا هو النضال المتعيّن على الحقوقيين الصميميين ، إذا كانوا صادقين في شعاراتهم التي يرفعونها صباح مساء..و لمثل ذلك فليعمل العاملون ، أما الانحراف بالنضال عن جادته و موضوعه ، فهو تلبيس و تدليس مصيرهما الانكشاف ولو بعد حين ..
   إن  " آثار" أو مخلفات العبودية ، إذا كانت لا تزال في بعض الحالات هنا أو هناك في بلادنا ، بأية صورة من الصور في نظر البعض ، هو مسألة مشينة حقا  ، وغير قانونية ، و جريمة قانونية  منذ الاستقلال ، و بحسب التعديلات الدستورية المعلنة مؤخرا.. و القضاء على تلك الآثار في العقليات و المسلكيات هو نضال وعي فكري و ثقافي و جهد تنموي  حقيقي و  جهاد مقدس يجب القيام به من كلّ مكونات النخبة الوطنية و النظام الحاكم أيا كان ، و الطبقة السياسية  موالاة و معارضة ، و ليس موضوعا للمرابحة أو المزايدة أو المناقصة السياسية ، فمن المعيب – حقا و صدقا - على القوى السياسية أن تتاجر بذلك و تجعله موضوعا للعبها السياسي ومناوراتها التكتيكية ضيقة الأفق ، لما فيه من إضرار بوحدة المجتمع وتماسكه من الناحية الاستراتيجية ..
إن فتنة المحرقة ، لا تفيد إلا أعداء موريتانيا و المتآمرين عليها سرا و علانية ، و يجب أن تكون فرصة ، و إنذارا ، وعبرة ، على الجميع أن يوظفها لتعميق الوحدة الوطنية بين بياض العين و سوادها ، وسانحة  لقطع الطريق على الذين يسارعون في فعل الفتنة و لا يتقونها ، ربما لعدم إيمانهم بما ورد في الآية الكريمة ..(( و اتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة و اعلموا ان الله شديد العقاب)) سورة الانفال 25 ..صدق الله العظيم ..
أما أغلبية الشعب الموريتاني المؤمنة بالقرآن الكريم و السنة الصحيحة وما فيهما من خير و فلاح في العاجلة و الآجله ، فإنهم سيتذكرون ، و الذكرى تنفع المؤمنين ، أن من واجبهم الحفاظ على بيضة موريتانيا وتلاحم مجتمعها و مذهبه المالكي و عقيدته الأشعرية ..وكل رموز وحدته ..و بذلك يسدلون ستار الخزي و العار على تجار الفتن و إقطاعيي الحروب ومصاصي الدماء..اهـ

24 مارس 2012

مالى ...إلى أين؟

تسارعت وتيرة الأحداث منذ نهاية شهر يناير الماضي ، و اندلاع مواجهات مسلحة بين الحركة الوطنية لتحرير اقليم ازواد ( في شمالي مالي) و السلطة الحاكمة ( نظام الرئيس أمادو توماني توري)..فمنذ اندلاع المواجهات فقد الجيش المالي مجموعة من جنوده و ضباطه في عدة مواقع رغم ما أدت اليه الاحداث من هجرات متعاظمة لسكان الولايات الشمالية الى البلدان المجاورة ( غير أن موريتانيا استأثرت بنصيب الأسد حوالي مائتي ألف لاجئ من شمال مالي حسب بعض التقديرات غير الرسمية )..إلا أن أهالى الجنود و الضباط الماليين استهجنوا حجم الخسائر الكبيرة ، نسبيا ، التي جعلتهم يفقدون فلذات أكبادهم بين القتل و الأسر و السقوط بعاهات ، ربما مستديمة ، جراء شدة إصابات الكثيرين منهم ..
و قد ربط البعض بين استئناف القتال في الشمال بتداعيات الزلزال الليبي على المنطقة ، حيث ظلت القيادة الليبية طيلة العقود الماضية تمسك بملف " مطالب سكان الشمال " على نحو يبقي الأمن و السكينة حالة ثابتة في شبه فضاء دول الساحل و الصحراء إجمالا ، و ليس فقط في مالي ..
إلا أن تطورات الأحداث الليبية ، و ما تم ترويجه من عودة " بعض المقاتلين !"..إلى المنطقة ، مصحوبين بأسلحة مهمة ، و في ظل غياب الود السياسي بين السكان و السلطة في تلك المنطقة ، حيث تتهم الحكومات المالية المتعاقبة منذ حكم موديبو كيتا حتى الآن باتباع سياسة " الإهمال الممنهج للشمال " ،، كل تلك المتغيرات سارعت ب"إيقاد شمعة " الحرب في مالي ..كما أن عدم قدرة الجيش المالي على الحسم السريع ، و افتقاره إلى الوسائل اللازمة ، بل و اتهام الرئيس توري بعلاقة خاصة مع " أنسبائه " في الشمال جعلته لا يأخذ تطورات الجبهة العسكرية بالحزم المطلوب ..!
الشيء الذي انعكس على نفسية النخبة العسكرية المالية ،، فجعلت جنودا " انهزموا" في معارك مسلحة في مواجهة حركة تحرير أزواد..و فقدوا عشرات من زملائهم بين قتيل و أسير و جريح ..برروا الهزيمة أن النظام الحاكم " متواطئ !" مع الأزواديين لهذا لم يوفر لهم عدة الحرب و عتادها ..فرجعوا إلى العاصمة ليطلبوا لقاء وزير الدفاع ..فثاروا في وجهه ساخطين : إذا كنتم لا تريدون الحرب ، فغادروا السلطة ، و انظروا ماذا سنفعل نحن من أجل مالي ، و كانت النتيجة الفورية هي " تخليق" انقلاب عسكري من صغار الرتب العسكرية ومن كتيبة بسيطة التجهيز تعسكر في كاتي وهي ضاحية من ضواحي العاصمة..معارك طاحنة و عمليات سلب و نهب و خوف و شائعات تعم العاصمة أن قوات الصاعقة الخاصة ستتدخل لإعادة الرئيس آ تي تي ( امادو توماني توري) ليكمل شهرا في السلطة و تجرى الانتخابات في نهاية الشهر القادم .. النخب السياسية الحزبية مثل ابراهيم بوبكر كيتا و سمايلا ( اسماعيل) سيسي ..و هم مرشحون للرئاسيات القادمة ، و كانوا في زيارات كرنفالية لتهيئة أنفسهم للاستحقاقات الرئاسية القادمة ، أصدروا بيانات ادانة و رفض للانقلاب ،و معهم أهم عشرة أحزاب سياسية رئيسية هي العمود الفقري للنخبة السياسية و الفكرية في مالي .... غير أن إعلان البيان رقم واحد و تأسيس اللجنة العسكرية لاستعادة الديمقراطية و الدولة و إعلان تعليق الدستور و كافة المؤسسات المنبثقة عنه ، كل ذلك أدى إلى " فراغ كبير " ، فعم الخوف و انتشر السلب و النهب للمتلكات العامة و الخاصة على نحو خطير ...ما يطرح تساؤلا جديا عن مستقبل الاوضاع في هذا البلد الذي تنهشه " مشاكل الحرب و الصراع السياسي "..و يخشى ان تنزلق الاوضاع الى درجة قد تلقي بتأثيراتها على الأمن في شبه المنطقة ..ما لم يتدارك عقلاء الدولة و الشعب في مالي الوضع لإعادته الى السكة..
فهل يوضع حد لهذه المغامرة من " مهزومي الجبهة" ..و تظل مالي " مثالا !" على امكانية الديمقراطية النيابية و سلمية التداول على السلطة كما كان الحال منذ عقدين؟؟ أم أن تلك اللحظات كانت استثناء يؤكد القاعدة وهي استحالة " دمقرطة " النخب في افريقيا مدنييها و عسكرييها ..!

21 فبراير 2012

مشاكل قطاع التعليم في موريتانيا في برنامج المدار المغاربي

استضافت اذاعة البحر الأبيض المتوسط الدولية ( ميدي 1) ، صاحب المدونة ، ضمن حلقة المدار المغاربي الاسبوعية ، و كان موضوعها في الاسبوع الماضي عن " مشاكل قطاع التعليم في موريتانيا.."..و بالإمكان الاستماع الى الحلقة عبر الرابط التالي :




متابعة ممتعة و مريحه ..و مفيدة .. إن شاء الله

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Hostgator Discount Code تعريب بلوغر ـ تطوير وتنسيق : yahya