10 أغسطس 2010

واقع التنمية العلمية و التقنية في موريتانيا

ذات يوم اتصل بي الإخوة في الشبكة الاسلامية للتنمية العلمية للاستفسار عن الوضع الحالي للتنمية العلمية و كيف يمكن إنجازها في موريتانيا ؟؟
فأجبتهم كما يلي :


واقع التنمية العلمية والتقنية في موريتانيا متواضع إلى أبعد الحدود ، حيث تنعدم بشكل شبه كلي البنية التحتية العلمية والتقنية باستثناء معهد يتيم ومراكز بدائية تهتم بهذا الموضوع وهو ما لايتناسب البتة مع ما تتطلبه عملية التنمية العلمية والتقنية في موريتانيا إضافة إلى أن واقع العلم والبحث العلمي في موريتانيا التي كانت تاريخيا بلد العلم والعلماء بالمفهوم التقليدي لذلك طيلة قرون.

أما الآن فتخيل أن دولة لا توجد فيها جامعة واحدة متكاملة والجامعة الموجودة واسمها جامعة انواكشوط تأسست في بداية الثمانينيات وتحوي ثلاث كليات فقط كلية الاقتصاد والقانون وكلية الآداب والعلوم الانسانية وكلية العلوم والتقنيات الحديثة سابقا تسمي المعهد العلمي العالي

هذا يعني أنه لا توجد لا كلية للزراعة مع العلم أن الزراعة هي أحد الانشطة المدرة للدخل لأكثر من 60% من السكان في موريتانيا كما لا توجد كلية للطب والمفارقة هي وجود المعهد الوطنى للتخصصات الطبية وهو معهد
يعمل على إعطاء شهادة زمالة في الطب للحاصلين على شهادة الباكالوريوس في الطب ؟؟!! وكذلك توجد مدرسة
بسيطة من حيث الامكانيات والموارد تسمي المدرسة الوطنية للصحة تعمل على تخريج الممرضين والممرضات ويتم
الدخول إليها بشهادة الإعدادية ومدة الدراسة فيها ثلاث سنوات كما أنه لا توجد كلية للهندسة وللمرء أن يتصور أي نهوض يمكن أن تحققه بلاد تستورد حملة الباكالوريوس في أفرع الهندسة المختلفة ولا يمكن أن يتم إغفال غياب
الدوريات العلمية والنشاط البحثي في جميع كليات الجامعة نظرا للظروف المادية الصعبة لأعضاء هيئة التدريس
ورواتبهم الضئيلة.

أعتقد أن تأسيس وزارة للتعليم العالي والبحث العلمي خطوة على الطريق الصحيح خصوصا اذا تم بناء الإطار المناسب علميا وماليا لذلك و تم إكمال النواقص في التعليم العالي وفتح جامعة أخرى على الأقل واحدة وكذا برنامج الدراسات العليا في شتى التخصصات وبالذات الطب والهندسة وذلك للمساهمة في حل مشكلات شعب لايصل
إلى ثلاث مليون نسمة ويملك موارد ومساحة من الأراضي تزيد على المليون كلم مربع وقد يكون إسناد الوزارة إلى الدكتور الناجي ولد محمد محمود وهو الأستاذ الجامعي الذي يدرس في الجامعة ويعرف حقيقة ومشكلات البحث العلمي بادرة طيبة ،بالرغم من أن تخصصه هو الاقتصاد إلا أنه خبير معتمد في المحاسبة لدي المحاكم الموريتانية ومدير الوثائق الوطنية حتى تاريخ تعيينه قبل أسبوع.

ويمكن النهوض أو بالأحرى بناء تنمية علمية وتقنية في موريتانيا إذا أسندت مهمة البحث وتقييم مشكلات البحث العلمي إلى متخصصين وأكفاء وكذلك إذا كان هناك دعم مالي يتناسب مع ما توليه الدول الأخرى للباحثين فموريتانيا الآن شبه خالية من باحثيها الجادين الذين تراهم مشتتين بين الجامعات العربية والأوروبية والأمريكية لأنه لا مكان لهم في وطنهم وبالتالي ليس أمامهم من سبيل إلا الهجرة لمن يحتاج البحث العلمي ويقدره حق قدره.

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Hostgator Discount Code تعريب بلوغر ـ تطوير وتنسيق : yahya